زيادة ساعات التقنين التي وصلت إلى 20 ساعة يومياً في دمشق، دفعت السكان للبحث عن بدائل ذات جدوى أكبر من أساليب الإنارة وتوليد الطاقة التي أنفقوا عليها الأموال سابقاً لكنها لم تعد قادرة على مجاراة التقنين.
ساعات الاستهلاك أكبر من ساعات الشحن بأضعاف ما يعني أن البطاريات مهما كانت عملاقة قد لا تستطيع الشحن خلال ساعة وصل متقطعة من الكهرباء، إضافة إلى انخفاض القدرة على التوليد من الضوء والشمس في فصل الشتاء، ما جعل أنظمة الطاقة الشمسية أو الكهروضوئية عديمة الجدوى، وهذا الحال أعاد من أنفق عشرات أو مئات الآلاف أو حتى ملايين الليرات، إلى المربع الأول في البحث عن بدائل تناسب قدرتهم المادية من جديد، فإما الشموع لمن ليس لديه قدرة شرائية، أو المولدات الكهربائية بأحجام مختلفة.
ضياع ملايين الليرات في الطاقة الشمسية
مازن العامل في مجال تركيب منظومة الطاقة الشمسية بدمشق، أكد لموقع تلفزيون سوريا أن "جميع من قاموا بتركيب منظومة الطاقة الشمسية صيفاً، مصدومون حالياً من عدم فاعليتها في فصل الشتاء، فقد كان من المفترض أن تنخفض قدرتها 30% فقط بغياب الشمس، لكن تبين أن معظمها انخفض 80% إضافة إلى تعطل بعضها نهائياً نتيجة الأمطار والرياح.
وتابع "تبين أن بعض الألواح تتوقف عن العمل عند نزول المطر، وبعضها لا يعمل في الضوء نهائياً، والبعض الآخر تكسر بفعل الرياح، وبالتالي باتت الطاقة الشمسية أو الكهروضوئية (تعمل بمجرد وجود ضوء وليس الشمس فقط) غير مجدية في الوقت الراهن، وفصل الشتاء معروف أنه أطول من الصيف ما يعني ضياع ملايين الليرات على البعض، خاصة أصحاب الورش والمعامل".
العودة للمولدات العاملة على البنزين
الحل الأمثل للشريحة المتوسطة والميسورة كانت مولدات الكهرباء التي تعمل على البنزين صغيرة الحجم والمتوسطة، نتيجة سهولة الحصول على البنزين سواء من السوق السوداء أو عبر السحب من مخصصات السيارات والدراجات النارية، إضافة إلى أن أسعار المولدات تتدرج حسب النوع والجودة والاستطاعة بما يجعل الأسر أمام خيارات متعددة تناسب قدرتهم الشرائية.
أنواع المولدات حسب استطاعتها
وتعتبر المولدة بقدرة (800 - 1000 شمعة) صغيرة الحجم وسهلة الحمل، الأكثر طلباً لكونها صغيرة الحجم ويمكن وضعها على الشرفات بسهولة أو على الشبابيك، إضافة إلى أنها تستطيع تشغيل الشاشة مع الإنارة والراوتر وجهاز كومبيوتر وشحن بطاريات مع موبايلات، لكن صوتها مرتفع وتخرج دخاناً مزعجاً لكونها تعمل بالبنزين الممزوج بالزيت.
ويعتبر استهلاك هذه المولدات من البنزين، قليل جداً فهي قد لا تحتاج أكثر من لتر واحد من البنزين كل 3 ساعات عمل، ما يعني دفع 1100 ليرة كل ساعة إن كان البنزين مسحوباً من مخصصات السيارة أو الدراجة النارية المدعومة، أو 2500 ليرة إن كان من مخصصات الحر، أو 3000 ليرة إن كان أوكتان، وقد يصل المبلغ إلى 4000 ليرة إن كانت من السوق السوداء.
وتشغيل المولدة 800 - 1000 شمعة 3 ساعات يومياً متقطعة إضافة إلى 3 ساعات متقطعة من كهرباء الحكومة، تكفي لشحن البطاريات واستخدامها في أوقات عدم تشغيل المولدة على مدار اليوم.
أسعار المولدات الكهربائية في دمشق
وتتراوح أسعار المولدات بين 250 ألف و 300 ألف ليرة للـ800 شمعة، و 350 ألف ليرة وصولاً إلى 900 ألف ليرة للـ1000 شمعة. الأرخص منها أقل جودة ومِلفات دارتها مصنوعة من الألمنيوم، أما الأغلى فهي الأكثر جودة ودارتها مصنّعة من النحاس الصافي بصوت خافت (كاتم) ودخان خفيف، وتعمل دون خلط الزيت مع البنزين كما الأنواع التقليدية.
وتعتبر المولدات المتوسطة باستطاعة 2500 – 3000 شمعة ذات طلب مرتفع أيضاً من قبل الشريحة المتوسطة، خاصة الأسر التي تريد تشغيل البراد مع محرك (موتور) سحب المياه وباقي مستلزمات المنزل دون سخانات أو تدفئة، وهذه المولدات أيضاً تأتي بحجم صغير ومناسب للشرفات، لكن صوتها مرتفع جداً ويتراوح سعرها بين 1.5 مليون ليرة وصولاً لأكثر من 4 ملايين ليرة للأنواع الصامتة.
ويصل استهلاك هذا النوع من المولدات إلى لتر في الساعة أو أقل حسب الجودة والنوع ويعتبر ذلك خارج استطاعة كثير من الأسر، وقد يقتصر استخدام هذا النوع على ساعتين في اليوم فقط لتشغيل البراد أو الغسالة دون حرارة وشحن البطاريات.
ولا يمكن للأسر في المنازل تشغيل المولدات لساعات طويلة نتيجة المصروف الكبير من البنزين، إضافة إلى ارتفاع ثمن قطع الصيانة في حال الاستهلاك المرتفع، ويضاف إلى ذلك إزعاج الجوار بالصوت والرائحة.
وتختلف الاستطاعة الفعلية للمولدات تبعاً للنوعيات، فقد تباع المولدة على أنها 2500 شمعة لكنها لا تعطي فعلياً أكثر من 1200 شمعة أو 1800 شمعة، وبهذا يحتاج الشخص لشراء استطاعة أكبر، وجميع المولدات التي تعمل على البنزين في السوق صينية المنشأ، ومن الصعب جداً العثور على مولدات أوروبية أو يابانية، وإن وجدت فأسعارها بملايين الليرات وقطعها غير متوفرة، بحسب أصحاب المحالّ.