icon
التغطية الحية

موقع تركي: كيف يستغل النظام السوري قرارات العفو لتجميل صورته؟

2024.09.30 | 14:17 دمشق

آخر تحديث: 30.09.2024 | 16:02 دمشق

موقع تركي: كيف يستغل النظام السوري قرارات العفو لتجميل صورته؟
موقع تركي: كيف يستغل النظام السوري قرارات العفو لتجميل صورته؟
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • قرارات العفو المتكررة من نظام الأسد لم تخفف من معاناة آلاف الأسر السورية.
  • السوريون في تركيا وخارجها يرون أن هذه القرارات مجرد محاولات لتحسين صورة النظام دولياً.
  • تقارير تشير إلى أن العفو يستهدف الفارين من الخدمة العسكرية، مما يزيد من معاناتهم.
  • شهادات تؤكد تعرض العائدين للاعتقال أو الاختفاء القسري فور وصولهم إلى سوريا.
  • المجتمع الدولي يرى العفو كأداة دعائية، بينما يظل المعتقلون ورقة ضغط سياسية للنظام.

لا تزال قضية المعتقلين والمفقودين أحد أبرز الملفات التي تؤرق الشعب السوري والمجتمع الدولي. وخلال 13 سنة، أصدر نظام بشار الأسد العديد من قرارات العفو التي، رغم تكرارها، لم تنجح في تحقيق العدالة أو تخفيف معاناة عشرات الآلاف من الأسر السورية التي لا تزال تجهل مصير أحبائها خلف القضبان.

ورغم أن تلك القرارات أثارت أحياناً اهتمام الرأي العام الدولي، وخصوصاً في تركيا، إلا أن السوريين، الذين يعيشون في تركيا وخارجها، أكدوا أن هذه العفو لم يقدم أي تغيير حقيقي على أرض الواقع. وفي مقابلات أجراها موقع (serbestiyet) التركي مع سوريين، أشاروا إلى أن هذه القرارات ليست سوى محاولات تضليل، هدفها كسب الوقت وتحسين صورة النظام أمام المجتمع الدولي.

سدرة المنتهى، طالبة في الدراسات الدولية بجامعة في إسطنبول، عبرت عن إحباطها من الوعود الفارغة لنظام الأسد، مؤكدة أن العفو لا يخدم إلا مصالحه الخاصة. تقول: "إذا اعترضت على أي شيء، فإن المصير هو السجون المظلمة حيث يُجبر المعتقلون على الاختفاء تماماً".

وقال أحمد حسن، صحفي ومدير مركز "ثلاث قارات" الإعلامي، إن هذه القرارات ليست سوى محاولات لتلميع صورة النظام أمام العالم، حيث أن "العفو لا يشمل سوى عدد قليل من المعتقلين، بينما يظل الآلاف قابعين في السجون، كما أن بعض المعتقلين يخرجون جثثاً من تلك السجون، والبعض الآخر يختفي تماماً".

العفو يستهدف الفارين من الخدمة العسكرية

وأشار تقرير آخر إلى أن قرارات العفو تستهدف بشكل أساسي "الفارين من الخدمة العسكرية"، وهم أكثر من 700 ألف سوري موزعين بين الأردن ولبنان وتركيا. هؤلاء فروا من سوريا هرباً من الالتحاق بالجيش، إلا أن النظام يحاول استدراجهم من خلال وعود بالعفو، مما يجعلهم في موقف صعب حيث يجدون أنفسهم بين خدمة نظام قمعي أو مواجهة الموت المحتمل إذا عادوا.

وأكدت زينب ش.، معلمة أحياء من سوريا، أن "الذين يعودون إلى سوريا يتعرضون للاعتقال من المطار مباشرة، ولا يُفرج عنهم إلا إذا كانوا موالين للنظام. أما الآخرون، فينتهي بهم الحال إما مفقودين أو جثثاً مجهولة الهوية." وتضيف: "العديد من معارفنا الذين عادوا إلى سوريا لا نعرف عنهم شيئاً حتى الآن".

ويشير الخبراء في حديثهم إلى الموقع إلى أن النظام يستخدم المعتقلين كورقة ضغط سياسية، حيث يطلق سراح عدد قليل منهم بين الحين والآخر في محاولة لكسب تعاطف المجتمع الدولي، ولكنه في المقابل يستمر في احتجاز الآلاف. ويعتقد البعض أن هذه القرارات ليست سوى استراتيجية لحشد المزيد من الجنود في صفوف النظام، الذي يعاني من نقص حاد في القوى البشرية.

تأثير العفو على الرأي العام التركي

وفي تركيا، حيث يقيم أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري، تزايد الحديث عن إمكانية عودتهم إلى بلادهم في ظل قرارات العفو المتكررة. ومع ذلك، يشير السوريون إلى أن هذه القرارات ليست سوى "حملة دعائية" من النظام، حيث أن العودة إلى سوريا في ظل حكم الأسد لا تزال خياراً خطيراً، سواء بسبب المخاطر الأمنية أو الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد.

وتُظهر الشهادات الميدانية والتقارير الإعلامية أن قرارات العفو التي يصدرها النظام ليست سوى محاولة لتجميل صورته أمام العالم، في حين يبقى عشرات الآلاف من السوريين يعانون من الاعتقال والاختفاء القسري. وبينما يستمر النظام في استخدام العفو كأداة دعائية، تظل معاناة المعتقلين وعائلاتهم شاهدة على فشل تلك القرارات في تقديم أي حل حقيقي للأزمة السورية.