icon
التغطية الحية

النظام يجنّب نفسه الحرب.. إغلاق مكتب تجنيد لحزب الله ورفض مشاركة سوريين في الحرب

2024.09.27 | 06:27 دمشق

آخر تحديث: 27.09.2024 | 10:06 دمشق

يبل
صورة أرشيفية - إنترنت
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

أغلق النظام السوري قبل أيام مكتب تجنيد كان قد افتتحه "حزب الله" بالقرب من مقام السيدة زينب بريف دمشق بهدف استقطاب متطوعين للقتال ضمن صفوف "المقاومة الإسلامية في لبنان" في مواجهة إسرائيل على الجبهة الجنوبية في لبنان.

ورفض النظام السوري بشكل قاطع السماح لحزب الله بتجنيد أي سوريٍ للقتال في صفوفه ضد إسرائيل، رغم الشراكة الاستراتيجية بين نظام بشار الأسد وحزب الله في قمع الثورة السورية منذ العام 2011.

ضغوط أمنية لإغلاق المكتب

وكشف مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا عن زيارة التقى فيها ضباط من مكتب الأمن الوطني مع القيادي في الحزب الحاج "أبو علي ياسر" المسؤول المباشر عن مكتب التجنيد لإقناعه بإغلاق المكتب، وتجنب أي أنشطة تجنيدية علنية.

ونقل أعضاء الوفد رسالة شفهية من اللواء كفاح ملحم رئيس "مكتب الأمن الوطني" أكّد فيه على ضرورة إغلاق المكتب فوراً لدواعٍ تتعلق بالوضع العسكري القائم على الأراضي السورية.

وأوضحت الرسالة أن "سوريا ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهة جديدة في الجنوب، خاصة أن هناك مخاوف من أن تؤدي أي مواجهة مع إسرائيل إلى تصعيد يطول الحدود السورية مباشرة في منطقة الجولان، ما قد يفرض على النظام إعلان التعبئة العامة في صفوف قواته في ظل تحديات داخلية عديدة".

وأوضح الوفد للمسؤول عن المكتب وجود مؤشرات استخبارية تدّل على نية الفصائل والتنظيمات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري لاستغلال الأوضاع في المنطقة وشن هجمات تجاه مواقع جيش النظام السوري.

ونقل أعضاء الوفد تهديداً مبطناً بأنّ الفروع والإدارات الأمنية ستعتبر أي مواطن سوري يتطوع للقتال خارج سوريا من دون علم النظام السوري مطلوباً أمنياً ومتورطاً بأنشطة عسكرية "إرهابية"، وسيتم تعميم اسمه على كافة المنافذ الحدودية للقبض عليه، في حين ستتم ملاحقة كافة الأشخاص والشبكات المتورطة بعملية التجنيد دون وجود تنسيق أمني مسبق مع الجهات المختصة.

مفاوضات لتجنيد غير السوريين

ومع رفض النظام السوري السماح بتجنيد مواطنيه، اقترح "حزب الله" على مكتب الأمن الوطني تجنيد مقاتلين غير سوريين، خاصة من العناصر العراقيين والأفغان والباكستانيين المقيمين في سوريا، وذلك بالاستناد إلى فتاوى دينية صادرة عن مرجعيات شيعية تدعو لدعم "المقاومة الإسلامية" في مواجهة إسرائيل.

وجاء مقترح "الحاج ياسر" بعد تدخل مباشر من جنرالات في الحرس الثوري الإيراني لإنهاء الخلاف الخاص بمكتب التجنيد، وتمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بالسماح للحزب بتجنيد مقاتلين من جنسيات غير سورية بشكل سري، مع ضمان عدم كشف هوياتهم وتسهيل تنقلاتهم بين سوريا ولبنان.

ويُلزم الاتفاق مكتب تجنيد الحزب بإرسال لوائح تضم بيانات كافة المتطوعين إلى فرع الأمن الخارجي في إدارة أمن الدولة، مع إبلاغهم بتحديثات مغادرة سوريا والعودة إليها وفي حال توقف أحدهم عن المشاركة مع حزب الله.

كما اشترط النظام السوري ضمان نقل المصابين وجثث القتلى إلى سوريا بشكل سري لتجنب أي تداعيات أمنية قد تترتب على ذلك، ولعدم ملاحقة المتطوعين من قبل حكومات بلادهم.

 

حزب الله حاول تأسيس شركة أمنية في سوريا

وفي سياق متصل بنشاطات حزب الله داخل سوريا، كشف مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا أن الحزب حاول في تموز الفائت الحصول على ترخيص لتأسيس شركة حراسات أمنية تعمل تحت غطاء قانوني داخل سوريا، لتوفير غطاء رسمي لأنشطة الحزب المختلفة بما في ذلك تجنيد المقاتلين وحماية المعسكرات والمقار التابعة له.

ونصّ الطلب حينها على أن تكون الشركة ذات جنسية مزدوجة وتعمل في سوريا ولبنان، رغم عدم وجود أي سجلات للشركة في لبنان، ما دفع بوزارة الداخلية في حكومة النظام السوري إلى رفض الطلب، لعدم تقديم بيانات صحيحة وواضحة من قبل مقدم الطلب.

ووفقاً للمصدر، فإنّ الشركة ذكرت في طلب الترخيص أنها ستركز على توظيف أفراد يعتنقون المذهب الشيعي لاعتبارات عديدة، منها توفير الحماية لأفواج سياحية ولمواكب الزوار والحجاج الشيعة وشخصيات وصفتها بـ"الاعتبارية"، وأنّها قد توكل لأفرادها مهام داخل سوريا أو خارجها.

انسحاب تكتيكي لقوات حزب الله من سوريا

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير على الجبهة الجنوبية اللبنانية، يبدو أن حزب الله بدأ بإعادة ترتيب قواته في المنطقة، وكشف موقع تلفزيون سوريا مطلع الأسبوع الجاري أن الحزب استدعى مؤخراً أكثر من 700 مقاتل من وحداته المنتشرة في عدة بلدان عربية، من بينها سوريا، غالبيتهم من "فرقة الرضوان" إلى جانب كوادر قيادية ومختصين في تشغيل الطائرات المسيرة وأنظمة الصواريخ.

 

ورغم أن هذا الاستدعاء لا يعكس انسحاباً كاملاً من سوريا، إلا أنه يشير إلى تغيير تكتيكي في انتشار قوات الحزب، فبعد 14 عاماً من التدخل المباشر في الحرب السورية، يبدو أن "حزب الله" قرر تركيز جهوده على مواجهة التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، مع الإبقاء على بعض القوات في سوريا لضمان مصالحه الاستراتيجية هناك.