شكّلت "سرية أنصار أبي بكر الصديق" التي نشطت في إدلب بأسماء عدة، منذ العام 2017، هاجساً لـ تركيا ولـ"هيئة تحرير الشام"، فالأخيرة تعهدت بحماية الوجود العسكري التركي في إدلب، إلا أن ضربات السرية الموجعة وضعت "الهيئة" في موقف الفاشلة أمنياً.
وفي ذات السياق كان القبض على أعضاء الخلية ورقة رابحة لـ"الهيئة" وتخدم سلوكها وخطابها في مكافحة "التنظيمات الإرهابية"، إلا أنّ مسبّبات وحواضن مثل هذه السرية ما تزال موجودة في المنطقة، وهو ما يتيح ظهور تنظيمات مماثلة تتبنّى نفس الإيديولوجيا وأدوات العنف، وهو ما يضر بالمنطقة على مستويات أعلى حيث يخدم وجود هذه التنظيمات الرواية الرسمية الروسية.
سرية "أنصار أبي بكر الصديق"
سجّلت الأشهر الأخيرة من العام 2020، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الهجمات التي استهدفت الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا على الطريق الدولي حلب – اللاذقية (M4)، إضافةً إلى هجمات استهدفت - أكثر من مرة - نقاطاً عسكرية للجيش التركي في شمال غربي سوريا، تبنّتها مجموعات مجهولة التبعية.
وتعدّدت المجموعات التي تبنّت عمليات استهداف الدوريات الروسية التركية المشتركة، خاصةً المجموعة التي تُطلق على نفسها "كتائب خطاب الشيشاني"، ومع التركيز لاحقاً على استهداف قواعد ونقاط للجيش التركي وأرتاله وجنوده، ظهرت مجموعة جديدة تُطلق على نفسها اسم "سرية أنصار أبي بكر الصديق"، تبنّت معظم تلك الاستهدافات.
وكان أوّل ظهور لـ"سرية أنصار أبي بكر الصديق"، أواخر شهر آب 2020، عندما تبنّت عملية استهداف نقطةٍ عسكرية للجيش التركي في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، معلنةً - حينذاك - بدء نشاطها ضد الوجود العسكري التركي في شمال غربي سوريا.
سرية "أنصار أبي بكر".. التبعية والانتماء
في بيانٍ يعدّ الأوّل والذي نُشر عبر معرّفات قيل إنّها "رسمية" للسرية على تطبيق "تليغرام"، عرّفت "سرية أنصار أبي بكر الصديق" عن نفسها بأنّها "مستقلة وغير تابعة لـ أي جماعة أو فصيل أو تنظيم سواء داخل الشام أو خارجها".
وبقيت السرية - حتّى وقتٍ قريب - تشكّل هاجساً للقوات التركية، ولـ"هيئة تحرير الشام"، التي نفّذت العديد من الحملات الأمنية للقضاء على معظم التشكيلات "الجهادية" في إدلب، خاصةً تنظيم "حرّاس الدين"، الذي رجّحت مصادر بأنّ "السرية" تتبع له، وعملياتها تندرج في إطار الانتقام من "الهيئة".
وتعدّدت الروايات حول تبعية وانتماء "سرية أنصار أبي بكر"، خاصةً أنّها تُنفّذ عملياتها في منطقة تسيطر عليها - بشكل شبه كامل - "هيئة تحرير الشام"، التي عمِلت تقريباً على ملاحقة وتفكيك معظم المجموعات "الجهادية" المستقلة والتي انضوت في غرفتي "فاثبتوا - وحرّض المؤمنين"، من أبرزها:
- "حرّاس الدين" (فرع تنظيم القاعدة في سوريا).
- فصيل "جند الله" (تضم مقاتلين أجانب من الجنسية الأذرية والتركية إلى جانب مقاتلين سوريين).
- فصيل "جنود الشام" الذي يقوده مسلم الشيشاني.
وافترضت بعض الروايات، تبعية السرية لـ روسيا وأنّها تُنفّذ أهدافاً ضد الجيش التركي غايتها "زعزعة ثقة الأتراك بهيئة تحرير الشام، وأنّ الأخيرة غير قادرة على ضبط الهجمات الإرهابية حتى ضد القوات التركية"، فضلاً عن تأكيد الروس أنّ "إدلب ما تزال تحت سيطرة الإرهاب".
ورجّحت روايات أُخرى - بينها رواية لـ علي العرجاني - القيادي السابق في "جبهة النصرة" والمنشق عن "هيئة تحرير الشام" - بأنّ "السرية تعمل في صفوف الهيئة، إذا لا يمكنها العمل بدقة وحركة آمنة، إلّا أن يكونوا من عناصرها"، مستبعداً أن تكون السرية تابعة لـ"حراس الدين"، لأنّ عناصر الأخيرة أغلبهم بين "ملاحق ومعتقل" من قبل الهيئة ومنذ منتصف العام 2020، في حين شدّدت روايات أُخرى على أنّ السرية صنيعة الهيئة كـ"عملية ابتزاز - عند الطلب - للجيش التركي".
من جانبه، ذكر "مزمجر الشام" - حساب على موقع "تويتر" يتابع أخبار التنظيمات الجهادية في سوريا - أنّ "مجموعات السلفية الجهادية قبيل دخول الجيش التركي إلى إدلب، انقسمت إلى أربع فئات: مجموعات مستقلة بالأصل، مجموعات انشقت عن الهيئة، مجموعات انشقت عن القاعدة، مجموعات ما تزال تحت عباءة الهيئة".
وأوضح أنّ "معظم عمليات (سرية أنصار أبي بكر)، كانت في مثلث (أريحا، بنش، معرة مصرين)، وبعض الهجمات وقعت في مناطق حسّاسة تشهد وجودا أمنيا كبيرا للهيئة، وبعضها وقع على بُعد عشرات الأمتار من حواجز الهيئة"، مرجّحاً أنّ "الاحتمال الأكثر واقعية هو وقوف مجموعات متشدّدة خلف السرية، بما فيها مجموعات تعمل داخل هيئة تحرير الشام نفسها، لأن معظم العمليات لا يمكن إتمامها من دون متعاونين من داخل الهيئة، لتسهيل التحركات وتوفير المعلومات والمعدات اللازمة للقيام بتلك الهجمات".
وبحسب "مزمجر الشام" فإنّ "خلايا داعش مستبعدة تماماً، لأنّها لا تتوانى عن تبنّي مثل هذه العمليات ونسبها إلى ولاية إدلب في حال وقوعها، مشيراً إلى أنّ بيانات "سرية أنصار أبي بكر" لم تحمل "تكفيراً" للهيئة.
— مزمجر الشام (@MzmjerSh) October 16, 2021
أمّا "هيئة تحرير الشام" فأشارت إلى أنّ "السرية" تُنسّق عملياتها مع بعض فلول تنظيم الدولة (داعش)، وذلك بعد اعتقال "جهاز الأمن العام" لـ7 عناصر من السرية، أواخر شهر آب من العام 2021، بحسب تصريح خاص لـ موقع تلفزيون سوريا.
وقال المصدر من "جهاز الأمن العام" - حينذاك - إنّ "السرية مستقلة ولا تتبع لأي جهة تنظيمية، لكن لديهم تنسيق مع بعض فلول تنظيم الدولة، ويتحركون بطريقة أمنية، كما يحاولون مسح جميع الآثار كي لا تتم ملاحقتهم أمنياً".
أفراد سرية "أنصار أبي بكر الصديق" في قبضة "الهيئة"
في أواخر شهر كانون الأوّل من العام المنصرم 2022، أصدر "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، إصداراً مرئياً تحت عنوان "الغلو.. الخنجر المسموم"، يُظهر اعترافات 14 شخصاً من أفراد سرية "أنصار أبي بكر الصديق"، الذين اعتقلهم "الأمن العام" بعد عدة عمليات أمنية.
والمعتقلون الـ14 هم: "وضاح الحموي (أبو علقمة)، أبو عمر المصري (أبو عمر الهندي)، أبو الليث المصري، عروة أحمد حج محمود (أبو أحمد غضب)، سامي حسن الجمل (أبو حسن الجمل)، عبد اللطيف محمد عنداني (أبو محمد بنش)، شهير محمد عرعور (أبو محمد شهير)، وضاح عبد الحميد مدراتي (أبو صالح ترمانين)، محمد يحيى شهابي (أبو يحيى الحلبي)، عبد الرحمن محمد تتان (أبو هاجر الحلبي)، أحمد صالح صياح (أبو أنس درعا)، إبراهيم زيتون (أبو عبد الرحمن ملاجة)، خالد عبد الله عنيزان (أبو سليمان بلالية)، مصطفى عزيز حسين (نوح القناص)".
وبحسب المعلومات الواردة في الإصدار المرئي على لسان المعتقلين، يتضّح أنّ سرية "أنصار أبي بكر" ظهرت لأوّل مرة، عام 2017، باسم "جماعة أنصار الفرقان"، وكان هدفها الرئيسي هو العمل ضد النظام السوري والقوات التركية الناشطة في إدلب.
"أبو علقمة".. العقل المدبّر لـ"سرية أنصار أبي بكر"
حاولت جماعة "أنصار الفرقان" الاندماج والتعاون مع مجموعات مستقلة أُخرى -لم تُذكر- تحمل الأهداف نفسها، لكن هذا لم يحدث، ومع ذلك واصلت الجماعة عملها "إعلامياً" بقيادة وضاح الحموي (أبو علقمة)، الذي ظهر باسم "خيّال المنهج الشامي"، واتضح أنّه العقل المدبّر للجماعة ولـ"سرية أنصار أبي بكر" لاحقاً، وخلال اعترافاته أشار إلى نشاطين للجماعة إعلامي وعسكري:
- النشاط الإعلامي: كان من خلال كتابات "أبي علقمة" تحت اسم "خيّال المنهج الشامي" على قناة تحمل اسم "منبرنا" (منبر أنصار الفرقان) على تطبيق "تليغرام".
- النشاط العسكري: كان تنفيذ أوّل عملية ضد نقطة للجيش التركي في "سلة الزهور" غربي إدلب.
وكان هدف إنشاء قناة "منبرنا" هو الرد على شبهة إدخال الأتراك، وتأصيل الحكم في طائفة الجيش الوطني السوري ثم "هيئة تحرير الشام"، مشيراً "الحموي" إلى وضعه بحثاً تحت عنوان: "الإلمام في ردة طائفة هيئة تحرير الشام".
وذكر أنّ فكرة هذا البحث جاءت بعد لقاءات أجراها مع "أبو ذر المصري (شرعي سابق في تنظيم "حرّاس الدين")، و"أبو أنس المصري". و"أبو يحيى الجزائري" (شرعي سابق في "حرّاس الدين")، مشيراً إلى أنّ هؤلاء قالوا له بأنّ "أبو محمد المقدسي" يرى أنّ الهيئة "مرتدة" ولكّنه لم يتحدث في ذلك صراحةً.
العلاقة بين "سرية أنصار أبي بكر" و"داعش"
خلال الاعترافات، أشار شخص يدعى "أبو عمر المصري"، إلى عملٍ مشترك ضد "هيئة تحرير الشام"، بين "سرية أنصار أبي بكر" وأفراد من تنظيم الدولة (داعش)، الذي أطلق عليه لقب "أبو عمر الهندي".
وقال "أبو عمر المصري/ الهندي" بأنّ "أبا علقمة" (خيّال المنهج الشامي) كلّفه رصْدَ أربعة أشخاص من "الهيئة"، مشيراً إلى أنّ طبيعة علاقته مع "أبي علقمة" كانت التنسيق على قتال الجيش التركي، ثم تطوّرت إلى أهدافٍ ضد "الهيئة"، ثم تطوّرت ليكون صلة الوصل بين السرية وقيادة "داعش".
من جانبه، علّق "أبو علقمة" (العقل المدبّر لـ"سرية أنصار أبي بكر") بأنّه جلس مع قيادي من "ولاية إدلب" التابعة لـ تنظيم الدولة يُعرف بـ"أبي أسامة الأذري"، في حين أظهر الإصدار المرئي، برقيةً موجّهة إلى المثنّى الجزراوي "نائب والي الشام"، عن إمكانية التعاون بين السرية والتنظيم، إلّا أنّ التحالف بين الطرفين - وفق الاعترافات - لم يحدث.
أوّل نشاط عسكري لـ"سرية أنصار أبي بكر"
بالعودة إلى النشاط العسكري الذي أشار إليه "خيّال المنهج الشامي"، فإنّ أوّل تداول لاسم "سرية أنصار أبي بكر الصديق" كان، أواخر آب 2020، بعد تبنّيها "عملية عاشوراء (سلة الزهور)"، فجّرت خلالها ملغّمة قرب نقطة للجيش التركي في قرية "سلة الزهور" بريف جسر الشغور غربي إدلب.
وأصدرت "السريّة" بياناً تفصيلياً عن العملية، كما وجّهت تحذيراً للمدنيين بعدم الاقتراب أبداً مِن قواعد ومواقع الجيش التركي وأرتاله، مضيفةً أنّها ستنشر إصداراً مرئياً بعمليتها الأوّلى - وفق المصادر - وغيرها من العمليات لاحقاً.
وعملية "سلة الزهور" اضطرت الجيش التركي إلى نشر كاميرات مراقبة على الطريق الدولي (M4)، بعد نشره للعديد من نقاط الحراسة الإسمنتية على الطريق، بهدف حماية الجسور من التفجيرات، ومع ذلك استمرت العمليات ضد القوات التركية في المنطقة.
- 19 هجوماً لـ"سرية أنصار أبي بكر" ضد الجيش التركي
بعد عملية "سلة الزهور"، استهدفت "سرية أنصار أبي بكر" بالقنّاصات الحرارية، مطلع كانون الثاني 2021، ما قالته إنّه "إحدى قواعد جيش الناتو التركي الأساسية" المتمركزة في قرية باتبو غربي حلب، كما فجّرت، في أيلول 2021، عبوات ناسفة على طريق إدلب - بنش.
وبحسب "مركز محاربة الإرهاب والتطرف" التركي (TERAM)، منتصف أيلول 2021، فإنّ الجيش التركي في إدلب تعرّض إلى 36 هجوماً، أدّى إلى مقتل 12 جندياً تركيّاً وإصابة 21 آخرين، منذ الخامس من آذار 2020، عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب بين تركيا وروسيا.
وأضاف تقرير المركز: "تقف خلف الهجمات أربع مجموعات مجهولة: (كتائب خطاب الشيشاني، الطليعة الجهادية، كتائب الشهيد مروان حديد)"، إضافةً إلى "سرية أنصار أبي بكر الصديق" المسؤولة عن 19 هجوماً من تلك الهجمات، والتي تنوّعت طرقها بين تفجير عبوات ناسفة خلال مرور أرتال وعربات الجيش التركي، أو استهداف الجنود الأتراك والقواعد التركية بالقنّاصات الحرارية والرشاشات.
"عبد الله بن أنيس".. اسم آخر لـ"سرية أنصار أبي بكر"
بحسب اعترافات المعتقلين أيضاً، فإنّ "سرية أنصار أبي بكر الصديق" كانت تعمل تحت اسم آخر هو جماعة "عبد الله بن أنيس" (صحابي).
وسبب عمل السرية باسمين مختلفين، هو "وجود صنفين من الناس: صنف يرضى بضرب الجيش التركي ولا يرضى بضرب الفصائل، وصنف يرضى بضربهما معاً"، لذلك عمِلت السرية وفق اسمها الآخر على استهداف "هيئة تحرير الشام".
وخلال اعترافاته، قال محمد يحيى شهابي (أبو يحيى الحلبي)، إنّ أولوية المجموعتين هي استهداف الجيش التركي و"هيئة تحرير الشام" قبل استهداف روسيا والنظام السوري، مشيراً إلى أنّ أوّل عمليات جماعة "عبد الله بن أنيس" كانت، في الـ8 من كانون الثاني 2021، عند حاجز المطلق على المدخل الشمالي لمدينة إدلب، وأسفرت عن مقتل أحد عناصر "الهيئة" وإصابة آخرين.
وتابعت الجماعة عملياتها ضد حواجز "تحرير الشام"، حيث استهدفت حاجزي بنش والرام، ثم هجوماً آخر استهدف مقر "الهيئة" على طريق قرية فيلون جنوبي إدلب، قتل خلاله 3 عناصر لـ"الهيئة"، والعمل الخامس كان على مقر لـ"جيش العزة" في منطقة المسطومة جنوبي إدلب، تزامن مع عمل آخر استهدف مقراً لـ"حركة أحرار الشام" في بلدة الفوعة شمالي إدلب.
كذلك وبحسب الاعترافات، فإنّ "السرية" وراء محاولة اغتيال (إبراهيم شاشو) وزير الأوقاف السابق في "حكومة الإنقاذ" العاملة بمناطق سيطرة "الهيئة"، مشيرةً الاعترافات إلى أنّ العملية نُفّذت عن طريق شخص يُدعى "أبو المعز هارون"، قبل أن يُعلن "الأمن العام" لاحقاً عن دهم مواقع أفراد الخلية التي نفّذت العملية والقضاء عليها.
نهاية "سرية أنصار أبي بكر"
في الـ14 من تشرين الأول 2021، تمكّن "جهاز الأمن العام" في الهيئة، من إلقاء القبض على مَن قال إنّه أحد مسؤولي التلغيم في "سرية أنصار أبي بكر" (أحمد سعد الدين الجاسم)، مشيراً إلى أنّه المسؤول عن عمليات تفجير وقتل في إدلب.
وبعد يومين من اعتقال "الجاسم"، تابعت "سرية أنصار أبي بكر" عملياتها وفجّرت العديد من العبوات الناسفة التي استهدفت عربات الجيش التركي على طريق إدلب - باب الهوى عند مفرق كفريا، ما أسفر عن مقتل وجرح عددٍ من الجنود الأتراك.
اقرأ أيضاً.. "سرية أنصار أبي بكر الصديق" تتبنّى تفجير عربة تركية في إدلب |فيديو
عقب هذه العملية التي تعد أكبر عمليات "سرية أنصار أبي بكر"، بدأ ضوء السرية بالأفول، إذ أكّدت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ العملية تركت خيوطاً تدل على هوية مرتكبيها، ومكّنت "هيئة تحرير الشام" من تحديد هوية بعض أفرادها، وما ساعدها على ذلك أيضاً، اعتقالها لـ"أحمد سعد الدين الجاسم" مسؤول التلغيم في السرية.
وفي السادس من شهر تموز 2022، أعلن جهاز الأمن العام التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، القبض على معظم عناصر "سرية أنصار أبي بكر الصديق"، بعد دهم "معظم الأماكن التي كانوا يختبئون فيها، ويجهزون بداخها العبوات الناسفة".
وأضاف أنّهم "صادروا الأدوات الاجرامية التي كانوا يستخدمونها في قتل الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة إدلب"، مشيراً إلى أنّ "ملاحقة فلول أفراد العصابة على أشدّها، حتّى القبض عليهم جميعاً، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم".
وعبر تسجيل مصوّر، ذكر "جهاز الأمن العام" أبرز العمليات التي نفذتها "السرية" وهي:
- ركن دراجة نارية ملغّمة على طريق إدلب - باب الهوى قرب معرة مصرين شمالي إدلب، بتاريخ 21 كانون الأول 2020، وتمكّن "الأمن العام" حينئذ من اكتشافها وتفكيكها.
- الهجوم على حاجز "المطلق" شمالي مدينة إدلب، في 8 كانون الثاني 2021.
- الهجوم على حاجز بنش، في 28 شباط 2021.
- زرع عبوة ناسفة على طريق إدلب - باب الهوى قرب بلدة حزانو، في 31 آذار 2021.
- تفجير عبوة ناسفة على بوابة معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، في 11 أيار 2021، أدّى إلى مقتل جندي تركي وجرح آخرين.
- تفجير سيارة ملغّمة على طريق إدلب - باب الهوى قرب معرة مصرين، في 15 تشرين الأول 2021، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من فصيل "فيلق الشام".
- مهاجمة مقر لـ"جيش العزة" وآخر لـ"فيلق الشام" بدعوى "تكفيرهما" واستحلال أموالهما.
ومنذ إعلان "هيئة تحرير الشام" إلقاء القبض على معظم أفراد "سرية أنصار أبي بكر"، لم تُسجّل إلى الآن أي عمليات استهداف ضد الجيش التركي في إدلب، ولكن بحسب مصادر عسكرية "هذا لا يعني أنّ السرية انتهت تماماً، فقد تظهر في أي وقت تحت اسم آخر، طالما لا توجد أدلّة تقطع بتبعية تلك المجموعات إلى جهة بعينها، ومعرفة أهدافها".
يشار إلى أنّ "هيئة تحرير الشام" تُعلن - بين حين وآخر - تنفيذ حملات أمنية ضد "التنظيمات والجماعات الجهادية" المستقلة - خاصةّ الأجنبيّة - في مناطق سيطرتها شمال غربي سوريا، وتضعها دائماً أمام خيارين إمّا تفكيكها أو ضمّها إليها، وسط اتهامات لها بالتعاون مع "المخابرات الغربية لـ تفكيك تلك الجماعات والمساعدة في اغتيال قادتها.