قالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" إن إغلاق معبر باب الهوى "سيجبر 6 ملايين سوري على مواجهة حالة عدم اليقين الخطيرة فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان الخاصة بهم، بما في ذلك الاحتياجات الأساسية الضرورية للبقاء".
وأجرت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" مقابلات مع 20 من العاملين في المجال الصحي والإنساني، والتقت بست منظمات إنسانية تعمل في المنطقة، بهدف "اكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية تدفق المساعدات المنقذة للحياة حالياً إلى المجتمعات المعرضة للخطر في شمالي سوريا، فضلاً عن كيفية حدوث ذلك".
وأكد العاملون الصحيون والخبراء الذين قابلتهم المنظمة على أن "الاستراتيجيات طويلة المدى التي توفر حلولاً دائمة لنقص الإمدادات والخدمات الطبية في شمالي سوريا ضرورية لضمان التوافر المنتظم للرعاية الصحية الكافية والوصول إليها في المنطقة".
وأكدت المنظمة على أن "إغلاق المعبر الحدودي الوحيد المتبقي سيؤثر على صحة السوريين ورفاهيتهم"، مشيرة إلى أنها "تستند إلى 11 عاماً من البحث الدقيق الذي أجرته لتوثيق تدمير النظام الصحي السوري".
وأشارت إلى أنه "بالنظر إلى أوجه القصور في المساعدة الإنسانية عبر الخطوط بين النظام السوري والأراضي غير الخاضعة لسيطرته، في شمال غربي وشمال شرقي سوريا، يجب أن يستمر إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى شمالي سوريا عبر الحدود إلى تلبية احتياجات السكان".
إغلاق المعبر له عواقب وخيمة على ملايين السوريين
وشددت المنظمة على أنه "ما لم يتم تصميم خطة شاملة تسمح بالتكامل التدريجي والمراقب للمساعدات عبر الخطوط في الشمال الغربي، وكذلك تعبئة المنظمات الإنسانية الدولية، فإن إغلاق حدود باب الهوى، في تموز المقبل، سيكون له عواقب وخيمة على صحة ملايين السوريين".
وحثّت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على "تجديد تصريح عبور باب الهوى الحدودي لمدة 12 شهراً على الأقل".
كما طالبت المنظمة مجلس الأمن بـ "إعادة ترخيص معبري باب السلامة واليعربية، من أجل ضمان الوصول المتكافئ والكافي للمساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين في جميع أرجاء شمالي سوريا، مع الأخذ بعين الاعتبار النظام الصحي المتردي في سوريا".
كما دعت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" النظام السوري إلى "الامتثال للمعايير الدنيا لتنسيق إعادة تأهيل النظام الصحي الإنساني لتجنب الوصول غير العادل إلى الرعاية الصحية، وضمان تقديم المساعدة وتوزيع الخدمات الصحية حتى تتمكن المنظمات الأممية من الوصول إلى السكان بطريقة محايدة وفعالة ومنصفة".
انتهاء العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود
وينتهي العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي العام الماضي، بتاريخ العاشر من تموز المقبل.
وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 في المئة منذ عام 2019.