وصلت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الأربعاء إلى مدينة هاتاي التركية على الحدود السورية، واستقبلتها لجنة من مسؤولين أتراك في زيارة لمدة يومين، يتوقع خلالها زيارة مجموعة من اللاجئين السوريين، والحدود التركية السورية، ومناقشة إدخال المساعدات "العابرة للحدود".
وتأتي الزيارة قبل شهر من تصويت مجلس الأمن على تمديد "آلية إدخال المساعدات"، حيث يتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض "الفيتو" لمنع إدخالها عبر معبر "باب الهوى"، المنفذ الوحيد المتبقي لإدخال المساعدات الأممية إلى الشمال السوري.
وكأول خطوة أجرت السفيرة الأميركية، اجتماعاً مغلقاً مع وفد من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حيث ناقشوا أهم تفاصيل تمديد آلية "إدخال المساعدات العابرة للحدود".
وأكدت السفيرة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لن يسمحوا بتجويع الشعب السوري، وخاصة في حال استخدمت روسيا "الفيتو" لمنع دخول المساعدات عبر "باب الهوى".
الخوذ البيضاء: لا حلول بديلة حالياً عن المساعدات "العابرة للحدود"
وقال عضو منظمة الدفاع المدني السوري عمار سلمو في تصريح خاص لتلفزيون سوريا، عقب الاجتماع المغلق، إنهم يبحثون مع الأمم المتحدة وسفيرة واشنطن، حلولاً بديلة للمساعدات "العابرة للحدود"، مؤكداً أن انقطاع المساعدات سيشكل كارثة إنسانية ستؤثر على نحو 4 ملايين شخص في الشمال السوري.
وأضاف أنه لا توجد رؤية واضحة بخصوص الحلول البديلة للمساعدات العابرة للحدود حالياً، ولكن سيكون ذلك بالتنسيق مع المنظمات الموجودة والتي تعد متعاونة أو تابعة للأمم المتحدة. مطالباً بدعم المجتمع الدولي للسوريين في أزمتهم التي طال مداها، وأن الروس والنظام مستمرون بانتهاكاتهم.
وفي رده على سؤال بخصوص محاولة الولايات المتحدة إيجاد حلول بديلة عن معبر "باب الهوى"، اعتبر سلمو أن التطمينات الدولية عبارة "عن وعود فقط إلى الآن ولا توجد خطوات عملية حاليا"،
بدوره، مدير منظمة الدفاع المدني رائد الصالح قال إنهم سلموا السفيرة ليندا توماس غرينفيلد رسالة مؤلفة من ثلاث فقرات، الأولى تطالب بدعم المجتمع الدولي، الذي "أغمض عينيه عما يحصل في سوريا، وإيقاف انتهاكات الروس والنظام، والعمل على إدخال المساعدات، والثانية تطالب بمحاسبة المنتهكين ومساعدة الشعب السوري، أما الثالثة فتطالب بوقف المعاناة الإنسانية في سوريا، فبعد 11 عاماً، ما تزال الأزمة الإنسانية تزداد عمقاً بدل أن تخف، والأزمة الإنسانية سببها سياسي، وبالتالي يجب إيجاد حل سياسي لوقفها.
آلية إيصال المساعدات الإنسانية
وينتهي العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي العام الماضي، بتاريخ العاشر من تموز المقبل.
وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 في المئة منذ عام 2019.
وتخدم الآلية العابرة للحدود بشكل أساسي نحو ثلاثة ملايين شخص يعيشون في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، التي لا تزال خارج سيطرة النظام السوري.