icon
التغطية الحية

منذ أيار.. لماذا تأخّرت مساعدات "أونروا" للاجئين الفلسطينيين في سوريا؟

2024.10.10 | 14:27 دمشق

فلسطينيو سوريا في مخيم اليرموك
فلسطينيو سوريا في مخيم اليرموك جنوبي دمشق
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

تبدّدت آمال فلسطينيي سوريا بعد انتشار شائعات، خلال الشهرين الماضيين، تفيد بأنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في سوريا، ستقدّم دفعة جديدة من المساعدات.

وبحسب شهادات من مخيم جرمانا وحي ركن الدين ومنطقة السيدة زينب في دمشق وريفها، فإنّ اللاجئين الفلسطينيين هناك يعانون من وضع معيشي سيئ، إذ يعتمد أغلبهم على تلك المساعدات في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في دمشق الآن، هم نازحون من مخيم اليرموك، وقد فَقدوا منازلهم وأعمالهم في أثناء الحرب، ويعتمدون على المساعدات التي كانت تُصرف كل 3 إلى 4 أشهر لتغطية جزء من إيجارات منازلهم.

خلال هذا العام، حصل اللاجئون الفلسطينيون على مساعدة واحدة فقط، شهر أيار الماضي، إذ قدّمت "أونروا" 550 ألف ليرة سوريّة للفرد و750 ألف ليرة للعائلة من دون معيل أو التي تضم مسنين أو أشخاصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضحت "أونروا" أنّ هذه المبالغ تغطّي الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، وتأخرت كثيراً في التوزيع منذ بداية 2024، ولم تُصرف أي مساعدة أخرى منذ ذلك الوقت.

ويطالب فلسطينيو سوريا، الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب بالتدخل لمعرفة أسباب تأخير المساعدات، خاصة وأن "أونروا" وزّعت دعماً في الأردن ولبنان، في حين يسود الصمت حول الوضع في سوريا ومن دون إعلان رسمي عن الأسباب.

بعض اللاجئين يشكّكون في وجود خطة لإيقاف جميع أشكال المساعدات في سوريا تمهيداً لإيقاف عمل "أونروا" هناك، وسط مخاوف من توطين الفلسطينيين في إطار صفقة محتملة، وهي مخاوف كانت حاضرة طوال مدة وجودهم في سوريا مع أي تقارب أميركي أو إسرائيلي.

موظفون في "أونروا" وبعض اللاجئين الفلسطينيين في دمشق، اتهموا رئاسة الوكالة بالانصياع لمطالب الاحتلال الإسرائيلي بتقليص الدعم، بدلاً من إيجاد مصادر تمويل جديدة لتغطية العجز، مشيرين إلى أنّ هذا التوجه قد يؤدي إلى إنهاء عمل "أونروا" في سوريا بشكل لم يحدث في مناطق أخرى من عملياتها.

وسبق أن كرّرت "أونروا" في إعلانها عن تعرّضها لضغوط بسبب تراجع عدد المانحين بعد الحملات التي قادتها إسرائيل وأميركا ضدها، إلا أنّ اللاجئين يتساءلون عن كيفية استمرار الوكالة في دفع رواتب موظفيها بانتظام، وتوزيع المساعدات في الأردن، في حين لم تقدم دعماً يذكر في سوريا.

ودعا لاجئون فلسطينيون في سوريا إلى معاملتهم على قدم المساواة مع اللاجئين في الأردن ولبنان، خاصة وأن الوضع المعيشي في سوريا يوصف بالكارثي، وفقاً للمنظمات الدولية.

في بداية العام، أكّد المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني، أنّ تعليق الدول المانحة لتمويلها، حرم الوكالة من 440 مليون دولار، مما يهدّد بإيقاف عملياتها في مناطق مختلفة، بما في ذلك قطاع غزة المُحاصر.

ويبدو أن تخفيض المساعدات للفلسطينيين في سوريا بدأ، العام الفائت، حين خُفضت دورات الدعم من 4 إلى 3، وحتى الآن لم تُصرف سوى دفعة واحدة في العام الجاري 2024.

وفي نهاية الشهر الفائت، وقّع صندوق قطر للتنمية، اتفاقية بقيمة 7 ملايين دولار لدعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك في إطار مناشدة "أونروا" الطارئة لعام 2024، لكن حتى الآن لم يُعلن رسمياً عن توزيع أي مساعدات.

تشير الإحصاءات إلى انخفاض عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى حوالي 250 ألف شخص، في حين تؤكد "أونروا" أنّ لديها 438 ألف لاجئ مسجّل، وهو ما يشكك فيه بعضهم  بالنظر إلى الهجرة غير الشرعية.