ملخص:
- نقص حاد في الكوادر التمريضية بمشفى "المجتهد" يعوق جودة الخدمات.
- النقص الأكبر في التمريض يتركز في الأقسام الفنية والتخدير والأشعة.
- مشفى "المجتهد" يعاني من تسرب الكوادر بسبب ضعف الحوافز وتدني الأجور.
- نسبة هجرة الممرضين من سوريا تجاوزت 35% نتيجة للرواتب المتدنية وقلة فرص العمل.
اشتكى الممرضون العاملون في مشفى "المجتهد" بدمشق من إهمال حكومة النظام السوري لهم، وعدم اهتمامها بظروفهم المهنية، وتجاهل مطالبهم المتكررة بتحسين تعويضاتهم المالية غير الكافية.
وأفاد الممرضون بأن مشفى "المجتهد"، الذي أصبح هيئة مستقلة، يقدم مكافآت شهرية للعاملين، لكن هذه المكافآت تركزت فقط على أقسام محددة، كالتخدير والعناية والطوارئ، مما أدى إلى تهميش الممرضين في أقسام أخرى.
وقال أحد الممرضين إن هذه المكافآت، على قلتها، لم تُصرف لهم بانتظام منذ العام الماضي، إذ كان المفترض أن تحفز الأداء، لكنها لم تُفعل حتى الآن، وفقاً لما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام.
نقص كوادر وتسرب
أكد مدير مشفى "المجتهد"، أحمد عباس، وجود سوء في توزيع الكوادر التمريضية بشكل عام، موضحاً أن النقص في مشفى المجتهد يتراوح بين 100 و150 ممرضاً في كل اختصاص، إلا أن النقص الأكبر يتركز في الأقسام الفنية والأشعة والتخدير والمخبر.
ويعود ذلك إلى عدم التزام بعض خريجي مدارس التمريض بخدمة المشافي بعد تخرجهم، مفضلين دفع بدل نقدي بدلاً من أداء الخدمة، بحسب عباس.
كما أشار عباس إلى أن صعوبة تأمين المواصلات للممرضين القاطنين بعيداً عن المشفى يضع أعباءً مالية إضافية عليهم، وتزيد من الضغوط مقارنة برواتبهم القليلة.
وتفتقر المشفى كذلك إلى حوافز كافية تحث الكوادر على الاستمرار، مما يدفع كثيرين إلى التوجه إلى القطاع الخاص لتحسين أوضاعهم المالية.
وأوضح عباس أن النظام يقدم ربع راتب كل 3 أشهر كتعويض طبيعة عمل لبعض الممرضين، كما أن الوجبات الغذائية تقدم فقط للعاملين في قسم الأشعة.
ضغوط كبيرة على الممرضين في مشفى المجتهد
من جانبها، ذكرت رئيسة قسم التمريض في المشفى، مها صيبعة، أن الضغط على الكادر التمريضي يتضاعف بسبب نقص الممرضين، إذ يتعين على الممرضة الواحدة رعاية حوالي 30 مريضاً، في حين أن المفترض هو ممرضة لكل 3 مرضى فقط، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة ويزيد من الأعباء على الممرضين.
وأشارت صيبعة إلى أن مشفى "المجتهد" مركزي ويحتاج إلى عدد أكبر من كوادر التمريض لتحسين جودة العمل والخدمة للمرضى، مؤكدة أن الحاجة الفعلية تصل لحوالي 500 ممرض للقيام بالأعمال اللازمة، في حين لا يوجد في المشفى سوى 132 ممرضة وممرض.
تباين في توزيع الكوادر بين المشافي
لفتت نائبتا "رئيس التمريض"، جمانة بركات وآمنة طيجون، إلى أن التباين في توزيع الكوادر بين المشافي يزيد من العبء على مشفى المجتهد، إذ تعاني بعض المشافي من نقص في الكادر، في حين يشهد بعضها الآخر فائضاً.
وأكدتا أنه لا يوجد نظام مشجع أو حوافز ملائمة، إذ تُخصص الوجبات الغذائية للعاملين في الأشعة فقط، أما طبيعة العمل فتصرف 4 مرات خلال العام وتبلغ قيمتها 50 ألف ليرة سورية فقط.
يشار إلى أن "نقيب التمريض والمهن الطبية والصحية" في سوريا، يسرى ماليل، أكدت في تصريح سابق أن نسبة هجرة الممرضين من البلاد تتجاوز الـ35%، وذلك بسبب الرواتب المتدنية التي تتراوح بين 300 و600 ألف ليرة، وقلة فرص العمل، وعدم التزام النظام بتوظيف جميع الخريجين.