icon
التغطية الحية

مقتل امرأة وإصابة طفلة باشتباكات "الشامية" و"المشتركة" شمالي حلب

2024.10.17 | 07:46 دمشق

54444442
اقتتال فصائلي في الشمال السوري
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

قتلت امرأة وأصيبت طفلة إثر اقتتال واشتباكات في ريف حلب، ليل الأربعاء-الخميس، اندلعت بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" التابعتين للجيش الوطني السوري.

وقال الدفاع المدني السوري، فجر الخميس، إنّ عدة مناطق في ريف حلب شهدت اشتباكات واقتتال بين أطراف عسكرية، أدّت في حصيلة أولّية إلى مقتل امرأة وإصابة طفلة بجروح خطيرة.

وأضاف أنّ فرق الإسعاف وفرق الطوارئ لم تتمكّن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من السكان والمصابين، بسبب استمرار الاشتباكات وتهديد هذه الاشتباكات لسلامة الفرق المستجيبة.

وأكّد الدفاع المدني على "ضرورة تحييد السكان عن هذه الاشتباكات واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وتسهيل وصول فرق الإسعاف والإنقاذ للمصابين وتقديم المساعدة لهم".

ما سبب الاقتتال؟

أمس الأربعاء، سيطرت "القوة المشتركة" على قرية "علي كارو" في ناحية بلبل بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محور "كمروك" في ناحية معبطلي القريبة، حيث قصفت "المشتركة" قرية كمروك بقذائف هاون، سقطت بعضها على منازل سكنيّة.

وشنّت "الجبهة الشامية" هجوماً معاكساً على جميع قطاعات "القوة المشتركة" في المنطقة، بعد التمهيد بالرشاشات وقذائف المدفعية، وتمكّنت من السيطرة على قرية الزيادية وطردت "فرقة محمد الفاتح" منها.

وقالت "الشامية" في بيان لها قبل العملية، إنّها "سعت طوال الفترة الماضية لحل الإشكالية الأخيرة المتعلقة بلواء صقور الشمال واتخذت عدة خطوات كبيرة كبادرة حسن نية، منها إنهاء الاستنفارات بشكل كامل استجابة لمطالب الشعبية، بهدف التفرغ إلى الاستحقاقات على مستوى الثورة عامة لا سيما التجهيز لمعارك التحرير".

وأضاف البيان: "لقد نسفت عدة مجموعات تابعة لما تسمى (القوة المشتركة) كل الجهود الرامية إلى إنهاء المشكلة، واستنفرت قواتها علماً أنها ليست طرفاً في الإشكالية ولم يوكلها أحد بالتدخل. ثم بغت هذه المجموعات على أحد مقار لواء صقور الشمال في جسر سن محاصرين منذ أسابيع وذلك باستخدام الدبابات بهدف إشغال المنطقة عن معركة تحرير حلب..".

في سياق ذلك، قال مدير العلاقات العامة في "الجبهة الشامية" مالك الأحمد لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الشامية تبدأ بعمل عسكري على عدة محاور من أجل استعادة مقارها والقرى التي سيطرت عليها القوة المشتركة".

وأفاد مصدر خاص للموقع بأنّ "الجبهة الشاميّة أبلغت الجانب التركي بأنّها عازمة على معركة ضد القوة المشتركة وأي دعم لهم يضعهم في مواجهتهم"، في حين قالت "المشتركة" عبر بيان لها، إنّها "ملتزمة بقرارات وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة وتتحرك دعماً لتعزيز الحكومة والإدارة المركزية في المناطق المحررة".

وأضافت "المشتركة" في بيانها: "بالنسبة لما حدث في قضية دير كفر من اعتداء عناصر من فصيل لواء صقور الشمال على أحد مكونات الجيش الثاني، فقد دفعنا للتدخل بالقوة لمنع الفوضى وإنهاء هذه القضية التي صدر بشأنها قرار سابق من وزارة الدفاع وقد حاولت الجبهة الشامية مساعدتهم في التهرب من تنفيذه تحقيقاً لمآرب فصائلية لا تخدم مصلحة المنطقة".

اشتباكات عنيفة

واندلعت اشتباكات عنيفة بين "الجبهة الشامية" إلى جانب "لواء صقور الشمال" من جهة، و"القوة المشتركة" (فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه) من جهة أخرى، في قرى كفرجنة وقطمة بمنطقة عفرين، ما أدّى إلى فك الحصار عن "لواء الشمال"، بحسب مراسل تلفزيون سوريا.

وقال المراسل، إنّ "الاشتباكات بين الجبهة الشامية والقوة المشتركة تسبّبت بقطع طريق اعزاز-عفرين، وسط استنفار للقوات التركية المتمركزة في قاعدتي كفرجنة والغزاوية"، مضيفاً أنّ "سكّان المخيمات قرب بلدة كفرجنة أطلقوا نداءات مناشدة لوقف إطلاق النار وإخلاء القاطنين بعد سقوط عدة مقاذيف في الخيام".

وفي مدينة الباب ومداخل بلدة قباسين بريف حلب الشرقي، انتشر عناصر من القوى العسكرية لـ"أحرار الشام والجبهة الشامية"، لبدء عمل عسكري على مقار "القوة المشتركة" في المنطقة، كما استهدفت "الشامية" بقذائف هاون، مقار "المشتركة" في قرية "حور كلس" عند الحدود السورية- التركية بالريف الشمالي.

فشل الاجتماعات

ومنذ أسابيع تتواصل الاستنفارات حلب بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" في ريف حلب، مع استمرار فشل التوصل إلى حلول بخصوص قضية "لواء صقور الشمال".

وسبق أن عُقدت اجتماعات في منطقة "حور كلس" بين وفد ممثل عن "الجبهة الشامية" ومسؤولين من الجانب التركي، لبحث ملف التصعيد الحالي بين فصائل الجيش الوطني، على خلفية انضمام "لواء صقور الشمال" إلى "الشامية" ورفضه قراراً من وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بحلّ نفسه.

وأفاد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن الجانب التركي طلب من "الجبهة الشامية" تسليم قائد "لواء صقور الشمال" حسن حاج علي (حسن خيرية) والمقار التابعة للواء إلى وزارة الدفاع، لكن "الشامية" رفضت الأمر.

في المقابل، طلبت "الجبهة الشامية" من الجانب التركي إعطاء أوامر بفض الاستنفارات من قبل "القوة المشتركة" التي تسعى للتصعيد بحجة تطبيق قرارات وزارة الدفاع، لكن الجانب التركي لم يستجب لذلك أيضاً.

وبحسب المصدر، فإنّ الجانب التركي طلب أيضاً تسليم مقار "لواء صقور الشمال" في قطاع "غصن الزيتون" إلى وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، وهو ما لم يتم الاتفاق على صيغة بشأنه أيضاً، لتستمر الحشودات العسكرية على إثر ذلك بين "الشامية" و"المشتركة"، التي تقول إنها ملتزمة بقرار وزارة الدفاع بـ"حل صقور الشمال" ومنع بقائه ضمن "الشامية".

تصعيد بين فصائل "الجيش الوطني"

وكانت منطقة ريف حلب (الشمالي والشرقي) قد شهدت تطورات ميدانية متسارعة، إذ استمر التصعيد بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة"، وسط تعزيزات عسكرية متبادلة خلال الأسابيع الماضية، بسبب قضية "لواء صقور الشمال".

ووصل التوتر بين الفصائل إلى مرحلة حرجة، في منتصف أيلول الفائت، إذ وقعت مناوشات في محيط بلدتي قطمة وكفر جنة بعد دفع "القوة المشتركة" بآلية تحصين (تركس) لتجهيز سواتر ترابية تطل على مواقع "الجبهة الشامية"، ترافقت مع تعزيزات عسكرية مكثفة من الطرفين، في سياق الاستعداد لأي تصعيد.