شهدت العلاقة بين الجانب التركي، و"أحرار الشام - القطاع الشرقي" (أحرار عولان) المقرب من "هيئة تحرير الشام" زيادة في التوتر بعد دهم مقار للهيئة في ريف حلب الشرقي من قبل الشرطة العسكرية في مدينة الباب والمخابرات التركية.
وتسبب فيديو مصور نشره أحد المقاتلين من حلفاء "هيئة تحرير الشام" بأزمة لـ "أحرار الشام - القطاع الشرقي" مع الجانب التركي، إذ وصف المقاتل أفراد الجيش التركي بـ "المرتدين".
ويُظهر الفيديو الذي نشره العنصر عربات للجيش التركي، في أثناء مغادرتها للمقر الذي جرى اقتحامه، على طريق قرية قديران بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
الفيديو يدفع الفصيل للتعليق
ودفع الفيديو المذكور "أحرار الشام - القطاع الشرقي" إلى نشر بيان رسمي، قال فيه: "انتشر على وسائل التواصل فيديو تم تصويره لرتل من الإخوة في الشرطة العسكرية والجيش التركي حيث تم اقتطاعه من سياقه وإضافة تعليق مسيء من قبل مصور المقطع الذي صور عملية ترفيق تمت للرتل من قبل عناصر القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام التابع لتجمع الشهباء أثناء المرور من مناطقهم".
وأضاف أن "البحث جار عن مصور المقطع لتوقيفه ومحاسبته على تعليقه الذي لا يُمثل أبداً توجه القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام".
من جهتها، نفت مصادر محلية رواية "القطاع الشرقي" حيث لم يكن عناصر الفصيل في مهمة ترفيق لقوات الجيش التركي والشرطة العسكرية، إذ أظهرت الفيديوهات انتشار العناصر في محيط العربات التركية مع ترديد عبارات مسيئة عقب دهم مقار لـ" القطاع الشرقي".
ما تفاصيل الحادثة؟
ويوم أمس، دهمت قوة مشتركة من الشرطة العسكرية في مدينة الباب والمخابرات التركية والجيش التركي مقار لهيئة تحرير الشام وفصيل أحرار الشام - القطاع الشرقي (أحرار عولان) بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وقال مصدر أمني وآخر عسكري لموقع تلفزيون سوريا، إن القوة المشتركة المدعومة بالمصفحات والمدرعات، دهمت مقراً لهيئة تحرير الشام على طريق قرية قديران، واعتقلت عدداً من عناصرها ومن بينهم قائد لواء في الهيئة، وصادرت كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة.
وجلب فصيل "أحرار عولان" المتحالف مع هيئة تحرير الشام، تعزيزات عسكرية لتطويق القوة التركية وإجبارها على الإفراج عن المقبوض عليهم.
وتداول ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر التعزيزات التي طوقت القوة التركية ووصفهم الجنود الأتراك بـ "المرتدين".
وشهدت المنطقة في ريف مدينة الباب في أيلول الفائت اشتباكات بين الفيلق الثاني (كتلة "فرقة السلطان مراد") في الجيش الوطني و"أحرار عولان" بمشاركة مجموعات من "هيئة تحرير الشام"، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وقبل عام أُعلن عن تشكيل "تجمع الشهباء" المتحالف مع هيئة تحرير الشام ويضم فصائل "أحرار الشام - القطاع الشرقي (أحرار عولان)" و"الفرقة 50 - أحرار التوحيد" و"حركة نور الدين زنكي"، وهي جميعها فصائل انشقت عن فيالق الجيش الوطني وتحالفت مع هيئة تحرير الشام.
وتستغل هيئة تحرير الشام تحالفها هذا للتغلغل أكثر في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وهي مرحلة بدأتها الهيئة قبل عامين، لكنها تعثرت بمقاومة من الفيلق الثالث الذي خاض اشتباكات لأسابيع مع الهيئة وحلفائها في المنطقة الواقعة بين اعزاز وعفرين، وانتهت الاشتباكات بتدخل الجيش التركي وطرد الهيئة من منطقة عفرين، إلا أن مجموعات "تحرير الشام" منذ ذلك الحين ما تزال تنتشر في مختلف مناطق الجيش الوطني تحت غطاء حلفائها من "تجمع الشهباء" وفرقتي "الحمزة" و"السلطان سليمان شاه".