قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إن إسرائيل تفضل في الوقت الحالي التوصل إلى توقيع اتفاقية مع الإيرانيين في "محادثات فيينا"، لـ "كسب مزيد من الوقت" لاستكمال الاستعدادات العسكرية لشن هجوم على إيران، وذلك في تطور لافت في الموقف الإسرائيلي الذي كان يرفض التساهل أو الرضوخ للشروط الإيرانية ويطالب برد عسكري وعقوبات أشد على طهران.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أنه على الرغم من أن إسرائيل تعارض الاتفاق النووي رسمياً بسبب ثغراته العديدة، يأمل جهازها الأمني أن يتم التوقيع على الاتفاقية مع الإيرانيين قريباً، لوقف اندفاع إيران الحالي نحو السلاح النووي.
وبحسب التقرير، فإن التوصل إلى اتفاقية حالياً -حتى ولو كانت بهدف تبطيء البرنامج النووي الإيراني- سيتيح للجيش الإسرائيلي "كسب الوقت" لاستكمال الاستعدادات لشن هجوم على إيران، بحسب "يسرائيل هايوم".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تفضل استثمار الخيارات المتاحة والأكثر إلحاحاً، مثل الاستعداد للمواجهة مع "حزب الله" والهجمات في سوريا وأماكن أخرى، لأن أية اتفاقية جديدة بين إيران والقوى العظمى سيجعل من الصعب على إسرائيل شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية بمفردها.
ويقر مسؤولو الجهاز الأمني الإسرائيلي أن إيران اليوم باتت أقرب من أي وقت مضى إلى القنبلة النووية، ويسود التقدير بأنه إذا أرادت طهران ذلك ولم تكن هناك قوة خارجية لوقفها، فستكون قادرة في غضون أسابيع قليلة على الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب عالي المستوى لإنتاج قنبلة واحدة.
الاستعدادات العسكرية
وينسجم الموقف الإسرائيلي الجديد من المفاوضات النووية مع حقيقة صعوبة تنفيذ الخيار العسكري للرد على البرنامج النووي الإيراني في ظل هذه الظروف الحالية، وتمسك واشنطن والقوى العظمى بالطرق الدبلوماسية.
وبحسب التقرير، فإن هذه المعطيات دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير دفاعه، بيني غانتس، إلى إصدار أوامر للجيش بزيادة الاستعدادات العسكرية في "دائرة ثالثة"، أي بشكل أساسي في إيران.
وخصصت إسرائيل، الشهر الماضي، ميزانية ضخمة، تقدر بخمسة مليارات شيكل (نحو 1.7 مليار دولار أميركي)، لهذا الغرض ستستخدم بشكل أساسي لتحديث قدرات سلاح الجو استعداداً لضرب إيران.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لا تخفي حقيقة أنه على الرغم من أن جيشها لديه قدرة كبيرة على مهاجمة إيران، إلا أنه يحتاج إلى وقت للوصول إلى خطة تشغيلية أكثر ملاءمة ونضوجاً.
يذكر أن "دائرة إيران" أو الشعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، أنشئت في حزيران/يونيو 2020، كجزء من الأهمية البالغة التي توليها إسرائيل للتهديد الإيراني في الشرق الأوسط.
بينما تشمل الدائرة الأولى دولاً وكيانات لها حدود مباشرة مع إسرائيل، وهي سوريا ولبنان وغزة، أما الدائرة الثانية تشمل العراق واليمن، والدائرة الثالثة تشمل إيران بشكل أساسي، ويترأسها العميد كالمان، المعروف في الأوساط العسكرية بـ "القائد العام لإيران".
يشار إلى أن جولة سابعة من "محادثات فيينا" انعقدت يوم الإثنين الماضي، بين إيران والقوى العظمى، بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، بعد انهياره نتيجة الانسحاب الأميركي منه والتخلي الإيراني عنه قبل ثلاث سنوات.
وبحسب تقارير غربية وإسرائيلية استثمرت طهران فترة انهيار الاتفاق وأحرزت تقدماً كبيراً في مجال تخصيب اليورانيوم بمعدلات عالية، لا يسمح بها اتفاق 2015، الأمر الذي جعل من الصعب على المساعي الدولية إيقاف البرنامج النووي الإيراني.