يعاني قطاع المواشي في مناطق سيطرة النظام السوري من تراجع وانحسار شمل مختلف الأنواع من بقر وأغنام وماعز، بالتزامن مع سماح حكومة النظام بتصدير ذكور أغنام العواس والماعز إلى الخارج.
وفي السادس من الشهر الجاري، وافق رئيس حكومة النظام حسين عرنوس على تصدير ذكور أغنام العواس والماعز الجبلي طوال العام باستثناء فترة التكاثر الممتدة من (1/12 ولغاية 31/3) من كل عام وذلك وفق الشروط الصحية والفنية المحددة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
استعراض واقع الثروة الحيوانية
استعرض المحاضِرُ في كلية الهندسة الزراعية المهندس غسان عيسى الشماس واقعَ الثروة الحيوانية في مناطق سيطرة النظام بالأرقام وفقاً لما ذكرته الإحصائيات الرسمية في سوريا قبل عام 2011 وبعده.
ووردت الإحصائيات ضمن تقرير لصحيفة "البعث" المقربة من النظام على الشكل الآتي:
- تراوح عدد الأبقار ما بين الأجنبية والشامية والمحلية والمُحَسَّنَة، وفق ما بيّنته المصادر الرسمية المعتمدة ما بين عاميّ 2011 و2020 من (1111710) رأس بقر متضمنة الثيران والعجول وإناث الأبقار الحلوب وغير الحلوب بإجمالي إنتاج حليب (1701995) طناً و(70883) طناً من اللحوم في عام 2011 إلى (884572) رأساً بتراجعٍ نسبته (20،44%)، ليبلغ إنتاج الحليب نتيجة ذلك التراجع (1309870) طناً، أي بنسبة (23،04%)، في حين بلغ إنتاج اللحوم 64393 طناً أي بتراجعٍ نسبته (16،9 %).
- بلغ إجمالي عدد الأغنام في عام 2011 (18071291) رأساً بإنتاج حليب (705554) طناً وإنتاج لحم (172429) طناً وإنتاج صوف (21069) طناً، لينخفض العدد إلى (16073088) رأساً في عام 2020 أي بتراجعٍ نسبته (11،06%)، ليبلغ إنتاج الحليب (705582) طناً و(148367) طناً لإنتاج اللحم بتراجعٍ نسبته (14%) مع إنتاج صوف قدره (19311) طناً بتراجعٍ نسبته (8،35%).
- لم يكن الماعز (الشامي والجبلي) بمنأى عن هذا التراجع، حيث تراجعت أعداده بعد أن وصل في عام (2011) إلى (2294049) رأساً إلى (1995923) رأساً عام 2020 أي بما نسبته (13%)، ما أدى بالتالي إلى تراجع إنتاجه من الحليب من (144538) طناً إلى (131425) أي بنسبة (9،08%) في حين تراجع إنتاجها من اللحم من (13981) طناً إلى (12041) طناً أي بنسبةٍ تُقدر بـ(13،88%) لتصل نسب التراجع بالنسبة لشعر الماعز إلى (7،68%) نتيجة تراجعه في عام 2020 إلى (1781) طناً بعد أن بلغ إنتاجه في عام 2011 (1929) طناً.
ما أسباب التراجع؟
وعزا المهندس أسباب هذا التراجع في الثروة الحيوانية لـ "عوامل مختلفة تتعلق بواقع الأزمة في سوريا خلال هذه المرحلة، وما نتج عنها من تناقصٍ في المساحات الخاصة بالرعي وفي زراعة الأعلاف وارتفاع أسعار المواد العلفية، بالإضافة إلى ظاهرة التهريب وغيرها من العوامل".
وسبق أن حذر رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق عبد العزيز المعقالي، من احتمال خسارة سوريا لثروتها الحيوانية خلال مدة أقصاها 5 سنوات، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير في الأسواق السورية.
واتهم المعقالي، حكومة النظام بالمساهمة برفع الأسعار عبر فرض ضرائب مرتفعة جداً على صغار اللحامين، مشيراً كذلك إلى ازدياد تهريب الثروة الحيوانية من المحافظات الشرقية، محذراً من أن هذه الأسباب تؤدي إلى فقدان كامل الثروة الحيوانية في سوريا.