يعاني سكّان مدينة القامشلي في ريف الحسكة، منذ أسبوعين تقريباً، من انقطاع كامل للمياه، من دون أن توضّح "الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أسباب الانقطاع.
وبسبب شح المياه توجّه سكّان القامشلي إلى شراء المياه من الصهاريج وتعبئة خزّانات منازلهم، ما تسبّب في ظهور حالات تسمّم والتهابات معوية، لا سيما بين الأطفال.
وقالت مروة شيخو -من سكّان الحي الغربي في القامشلي- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "المياه مقطوعة عن حينا وأحياء أخرى للأسبوع الثاني، بالتزامن مع موجة حر شديدة وعواصف ترابية يومية وحاجتنا الماسة للمياه، سواء لتشغيل المكيفات أو القيام بأعمال النظافة مع قرب عيد الأضحى المبارك".
وتابعت: "في الأسبوع الفائت، عبّأت خزان مياه (1000 لتر) بسعر 30 ألف ليرة سوريّة من صهريج، ويوم أمس وبعد انتظار ليومين، عبّأت الكمية ذاتها بسعر 60 ألف ليرة، بسبب استغلال أصحاب الصهاريج لزيادة الطلب على المياه".
وحمّلت "شيخو" مسؤولية انقطاع المياه لـ"الإدارة الذاتية"، قائلةً: إنّ "مياه القامشلي مصدرها آبار في حي الهلالية، ومع ذلك نعاني على مدار العام من الانقطاع المتكرّر للمياه وشحها، لعدم تحسين وتطوير الإدارة لمحطة المياه".
ويعاني سكّان أحياء الحي الغربي والحزام الجنوبي والشمالي والخليج والكورنيش والسياحي وحلكو، إلى جانب أحياء في المنطقة الشرقية بمدينة القامشلي، من انقطاع للمياه منذ أكثر من أسبوع.
وتغذّي مدينة القامشلي ثلاث محطات للمياه هي: محطة آبار في حي الهلالية، التي تزوّد المدينة بنسبة 75%، إضافة إلى خطّي مياه قادمين من "سد سفان" في ريف المالكية شمال شرقي الحسكة إلى محطتي عويجة ونهر الجقجق على الحزام الشمالي للمدينة.
انتشار للأمراض المعوية بسبب مياه الصهاريج
كشف طبيب مختص بالأمراض الداخلية لـ موقع تلفزيون سوريا عن ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض المعوية بين سكّان مدينة القامشلي، خاصّة الأطفال، من جرّاء اعتماد الأهالي على مياه الصهاريج.
وأوضح الطبيب أنّ "مستشفيات القامشلي وعيادات الأطباء تستقبل يومياً عشرات حالات الإصابة بالإسهالات والأمراض المعوية مثل التهاب الأمعاء وحالات الغثيان، خاصة بين الأطفال، بسبب مياه الصهاريج غير المعقّمة".
وشدّد على ضرورة "شرب المياه بعد غليها بهدف القضاء على الجراثيم والبكتيريا، كون عملية النقل وتعبئة المياه (غير معروفة المصدر)، لا يخضع للتعقيم".
ما أسباب شح المياه في القامشلي؟
بحسب مصدر فني من مديرية المياه في "الإدارة الذاتية"، فإنّ "سبب انقطاع المياه يعود إلى أعطال في شبكة الكهرباء بالدرجة الأولى، إلى جانب عدم توفر مولدات خاصة بمحطات المياه في المدينة".
وأوضح لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ "الأحوال الجوية والعواصف التي شهدتها المنطقة، خلال الأيام الماضية، تسبّبت بانقطاع وأعطال في خطوط الكهرباء الواصلة بين القامشلي والحسكة".
وأقرّ بوجود ضعف في البنية التحتية وشبكات ضخ المياه وعدم قدرة المحطات والآبار، على توفير المياه بالكمية التي تغطّي حاجة المنطقة، مع تزايد عدد السكّان والأبنية وتوسع الأحياء في المدينة منذ العام 2011".
وأكّد أنّ "الإدارة الذاتية لا تعمل على صيانة واسعة لمحطات المياه، وتُلقي هذه المهمة على عاتق المنظمات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، اللتين تعملان بالتنسيق مع النظام السوري".
وأشار المصدر إلى أنّ "هذه الإجراءات إسعافية، وحل المشكلة يكمن في إجراء عمليات صيانة شاملة على الشبكة وزيادة عدد الآبار وقدرة الضخ في المحطات".
يشار إلى أنّ أزمة المياه في القامشلي ترتبط بشكل رئيسي بسوء حالة شبكة المياه وضعف الضخ وزيادة ساعات تقنين الكهرباء، حيث إنّ السكّان يعجزون عن سحب المياه الضعيفة أساساً من الشبكة، لعدم توفّر الكهرباء في ساعات الضخ القليلة.
ومنذ مطلع العام الجاري، فإنّ الكهرباء الرئيسية مقطوعة بشكل كامل عن مدينة القامشلي، بعد القصف التركي لمحطة كهرباء السويدية ومحطات تحويل في المدينة، في حين توفّر "الإدارة الذاتية" الكهرباء لمناطق سيطرة النظام في المربع الأمني، والمؤسسات والدوائر الخدمية التابعة لها.