ارتفعت أعداد الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا مع ارتفاع درجات الحرارة وبداية موسم الحصاد، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لأكثر من 500 حريق خلال شهر أيار الماضي، في زيادة تمثل ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي الذي شهد 294 حريقاً.
ومنذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر أيّار، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1023 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، منها 283 حريقاً في الحقول الزراعية، فيما استجابت الفرق خلال الفترة نفسها من العام الفائت 2023 لـ 811 حريقاً، كان منها 128 حريقاً في الحقول الزراعية
ما سبب ازدياد الحرائق؟
ويرجع ارتفاع نسب الحرائق لهذا العام لعدة عوامل منها الانتشار الكبير للأعشاب في المناطق والمزارع بسبب غياب عمليات التعشيب وضعف الواقع الاقتصادي الذي انعكس على الخدمات، وظروف المعيشة الصعبة للمدنيين والمزارعين التي حالت دون القيام بهذه الإجراءات الاحترازية بسبب كلفة هذه الأعمال وضعف مردود المزارع لأسباب عديدة متعلقة بالعواصف التي تعرضت لها المنطقة وكلفة نفقات السقاية والتسميد، إضافةً لعوامل ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسب الدفاع المدني، فإن النظام السوري ساهم بارتفاع أعداد الحرائق من خلال استهداف الأراضي الزراعية في أرياف حلب وإدلب وسهل الغاب.
بالإضافة إلى عدم اتخاذ إجراءات جدية لمنع اندلاع الحرائق في المناطق السكانية والمزارع والأحراش، وقلة الوعي بإجراءات الأمن والسلامة، وحرق الأراضي الزراعية بعد حصادها، وفقاً للدفاع المدني.
الحرائق تسببت بوفاة 3 مدنيين منذ بداية 2024
واستجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر أيار لـ 1023 حريقاً في شمال غربي سوريا، كان منها 293 حريقاً في منازل المدنيين، و283 حريقاً في الحقول الزراعية، 83 حريقاً في المخيمات، و59 حريقاً في محطات تكرير الوقود البدائية، و17 حريقاً في الأحراش والغابات، و7 حرائق في محطات الوقود، وتسببت هذه الحرائق بوفاة 3 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 84 مدنياً بينهم 35 طفلاً و16 امرأة بحالات حروق واختناق.
ويشكل ارتفاع معدلات الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا تهديداً جديداً للمدنيين يضاف لجملة تهديدات حرب النظام وروسيا والكوارث تبعات التهجير، ويقوّض حياتهم وأعمالهم وسبل عيشهم، ويشكل أيضاً تهديداً على البيئة في المنطقة، وبحاجة لخطوات ومشاريع جدّية لدعم قضايا البيئة وحماية الصحة البيئية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.