غزت إعلانات الطاقة البديلة وعروض أجهزة تركيب ألواح الطاقة الشمسية جدران مدينة اللاذقية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع ندرة وصول الكهرباء النظامية.
ويلقى انتشار أجهزة الطاقة الشمسية بالرغم من كلفته العالية وعدم إثبات جودته حتى الآن بحسب مصادر في المحافظة تشجيعاً من قبل حكومة النظام، وسط معلومات عن انتشار العديد من الأنواع، والأصناف معظمها دخلت تهريباً من لبنان.
ويصل سعر اللوح الشمسي الواحد الأكثر انتشاراً حالياً في اللاذقية إلى 600 ألف ليرة سورية، حسب جودتها وتقنيتها وهو بطاقة تشغيل تصل إلى نصف أمبير وقادر على شحن موبايل وتشغيل ضوء (ليد) صغير وراوتر إنترنت.
في حين تصل كلفة منظومة كاملة من 4 ألواح وبطارية بقدرة تشغيل 1000 واط قادرة على تشغيل عدة أجهزة كهربائية في المنزل إلى ثلاثة ملايين ليرة بالحد الأدنى.
وترتفع هذه الكلفة لتصل إلى 11 مليون ليرة لتركيب منظومة قادرة على تشغيل الأجهزة الرئيسية في المنزل كالبراد والغسالة والمروحة والتلفاز بعمر افتراضي يصل إلى 5 سنوات وفق المصادر.
ما مصادرها؟
وحول مصادر ألواح الطاقة التي تغزو اللاذقية بأسماء مختلفة قال الناشط الإعلامي في المدينة أحمد اللاذقاني لموقع تلفزيون سوريا إن معظم الألواح صينية أو هندية تصل من لبنان تهريباً عبر تجار متنفذين مدعومين من قادة مليشيات في اللاذقية يتولون عمليات تهريب البضائع، مشيراً إلى أن هناك تنوعاً كبيراً في الشركات والألواح والنوعيات والأسعار.
وأضاف "اللاذقاني" أن بعض النوعيات ذات جودة رديئة جداً، ولم تحقق أي جدوى للأهالي ما سبب مشكلات كبيرة مع بعض الشركات المسؤولة عن التركيب، وسط تغاضي حكومة النظام عن متابعة هذا الأمر والتحقق من جودة البضاعة وما يدخل إلى الأسواق على مبدأ "ما عندنا كهرباء دبر راسك بشطارتك".
بدوره قال مسؤول" لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي إن تجارة ألواح الطاقة والبطاريات ولوازمها تنتعش بشكل لافت في الساحل السوري، وتديرها الجهة نفسها التي تسيطر على تهريب الدخان والدراجات النارية وهم شبكة تابعة لشخص متنفذ يدعى سامر كمال الأسد.
ويصف "جبلاوي" في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" عملية إغراق السوق بهذه البضائع بأنها "عشوائية" و"غير مدروسة"، ولا يمكن أن تشكل بديلا عن الكهرباء النظامية.
من جانب آخر قال أحد التجار العاملين في تركيب ألواح الطاقة الشمسية لموقع "تلفزيون سوريا" إن الأجهزة تأتي معظمها من لبنان بسبب صعوبات الاستيراد، مشيرا إلى أن جمارك النظام تغض الطرف عن عمليات تهريب الأجهزة بسبب رغبة النظام بالتخفيف من أزمة الكهرباء.
وحول مدى الإقبال على شراء أجهزة الطاقة البديلة أوضح التاجر أن معظم عمليات البيع تتم للشبكات البسيطة المكونة من لوحين، والقادرة على توليد أجهزة بسيطة في المنزل كالراوتر والضوء بسبب ارتفاع التكاليف، مضيفا أن هناك مشكلات كثيرة لا تزال تواجه الأهالي في التركيب غير الكلفة مثل تنقل المستأجرين وأماكن وضع الأجهزة.
مشكلات وسرقات
من جانب آخر برزت شكاوى من أهالي اللاذقية من تعرض أجهزتهم الكهربائية للسرقة بعد تركيبها. وفي هذا السياق قال عبد الله وهو موظف حكومي في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا إنه لجأ إلى تركيبة منظومة ألواح شمسية قبل قرابة شهرين بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء لكن الألواح سرقت من أسطح البناية.
وأضاف: هناك مشكلات كبيرة في استخدام الطاقة البديلة في مدينة اللاذقية أهمها مكان نصب الألواح في ظل الأسطح المشتركة وعدم موافقة بعض الجيران على وضعها، وهذه المشكلة لا تحل إلا بوضع شبكة عامة مشتركة لجميع المنازل ذات كلفة كبيرة يشترك فيها الجميع.
وتابع:" انتشار الألواح الشمسية حاليا في الريف أكبر من المدينة بسبب هذه المشكلة، كما أن انتشار السرقات كما حدث معي أدى لتخوف الناس من تركيبها".
تشكيك بالجدوى
في سياق متصل وصف مهندس كهربائي تواصل معه موقع تلفزيون سوريا يقيم في دمشق الأجهزة والماركات المنتشرة في الأسواق بأنها ذات نوعية سيئة ونخب ثالث ورابع رغم غلاء أسعارها.
وأضاف المهندس الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية أن ما يدخل إلى الأسواق السورية ألواح رديئة النوع ولن تكون قادرة على العمل بذات الجودة في الشتاء كما أن عمرها الحقيفي وعملها لن يتجاوز عامين بأحسن الأحوال رغم أن هذه الأجهزة يجب أن تكون مدة كفالتها لا تقل عن خمسة أعوام.
ودلل المهندس على كلامه بالتزوير الكبير الذي يتم في الألواح من خلال وضع "ليبل" للألواح وتلاعب بقدرتها التشغيلية، موضحا أن التجار يستوردون أسوأ الأصناف ويبيعونها بأسعار باهظة على أنها ذات جودة عالية.