icon
التغطية الحية

مظاهرات نسائية ضد "الإدارة الذاتية" بسبب سوء الخدمات في الحسكة

2024.06.22 | 18:31 دمشق

آخر تحديث: 22.06.2024 | 22:00 دمشق

57547
مظاهرات نسائية ضد "الإدارة الذاتية" (فيس بوك)
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تظاهرت سيدات في حي المفتي وسط مدينة الحسكة ضد "الإدارة الذاتية"، احتجاجا على سوء الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في عموم المناطق السورية، والذي تجاوز الـ46 درجة مئوية في الحسكة خلال اليومين الماضيين.

وقالت "نسرين بكو" (اسم مستعار)، إحدى سيدات حي المفتي، لـ موقع تلفزيون سوريا إن النساء خرجن صباح اليوم السبت "للتعبير عن رفضهن لغياب الخدمات الرئيسية في الحي وكامل مدينة الحسكة من كهرباء ومياه صالحة للشرب".

وأشارت بكو إلى أن "عشرات مولدات الأحياء توقفت عن العمل منذ بداية الصيف وهناك أحياء ومنها حيّنا الذي لا يوجد فيه مولدة منذ أكثر من عام بعد انتزاع المولدة منه بحجة تصليحها".

وتشتري عائلة بكو المياه من الصهاريج بسبب توقف محطة علوك الواقعة في مناطق سيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" بريف رأس العين، عن العمل منذ الصيف الفائت.

وتوضح بكو بأن "الأمراض تفتك بنا وبأطفالنا بسبب المياه الملوثة ولم نعد قادرين على تحمل هذا الوضع المزري، وعلى الإدارة الذاتية إيجاد حلول لأهالي الحسكة لتأمين المياه والكهرباء".

وتداولت صفحات محلية صور نساء وأطفال قطعوا أحد شوارع حي المفتي بحواجز من الحجارة احتجاجا على تردي الخدمات في الحي والمدينة بشكل عام.

وأرسلت "الإدارة الذاتية" وفدا من مجلس المدينة للقاء المتظاهرات بعد قطعهن الشارع وتسببهن بازدحام مروري في الحي. ووعدت الإدارة السيدات المحتجات بتوفير مولدة للحي خلال 15 يوما، وفق ما أفادت سيدة مشاركة في المظاهرة.

سوء الخدمات يهدد باتساع رقعة الاحتجاجات ضد سلطة "قسد"

يتوقع الناشط الإعلامي حسين علوش من حي غويران بمدينة الحسكة أن الاحتجاجات على سوء الخدمات في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" ستشهد اتساعا في الفترة القادمة "من جراء حالة التذمر والسخط الشعبي التي تشهدها المنطقة مع استشراء الفساد والمحسوبيات داخل مؤسسات الإدارة الذاتية وتراجع الخدمات إلى أدنى مستوياته منذ سنوات".

وقال علوش إن "سكان محافظة الحسكة وبقية المناطق يعانون يوميا في سبيل تأمين الخبز والمياه للتنظيف ومياه باردة للشرب مع حلول فصل الصيف والكهرباء شبه معدومة في المدينة بسبب توقف المولدات الخاصة وكهرباء الشبكة تتوفر لساعتين في أفضل الأحوال ومقطوعة بشكل كامل عن بعض المدن والمناطق".

وأضاف أن "تأمين الاحتياجات الأساسية لأي عائلة أصبح يكلف مبالغ كبيرة بشكل يومي وهذا يفوق قدرة سكان المنطقة ممن يعانون في الأساس من ظروف معيشية واقتصادية سيئة وسط عدم توفر فرص وتدني قيمة الرواتب والأجور في القطاع العام والخاص".

يرى الناشط الإعلامي أن "قسد تصرف ملايين الدولارات سنويًا على نشاطات واجتماعات ومجموعات أمنية هدفها الترويج لأجندتها السياسية والتضييق المعارضين لسلطتها والعمل على كسب واسترضاء بعض الأشخاص إلى جانبها ممن تسميهم شيوخًا ووجهاء العشائر بهدف الحفاظ على سلطتها فيما همشت المشاريع الخدمية والبنية التحتية في المنطقة".

مظاهرات في القامشلي وريفها قوبلت بالرصاص

ويوم الأربعاء الفائت، فرقت عناصر "قسد" بالرصاص الحي، متظاهرين معظمهم من النساء والأطفال، بعد تجمعهم أمام محطة كهرباء في قرية "باني شكفتي" للمطالبة بإيصال الكهرباء إلى قرى ريف المالكية (ديرك) في أقصى شمال شرقي سوريا.

وقال "شيار" أحد أبناء القرية لموقع تلفزيون سوريا حينها، إن "أهالي القرية تجمعوا أمام محطة الكهرباء مطالبين عناصر ومسؤولي المحطة بإعادة تزويد القرى المحيطة بالمحطة بالكهرباء بعد قطعها منذ الهجمات الجوية التركية على محطة السويدية مطلع العام الجاري".

وأوضح شيّار أن "طلبهم قوبل بإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم من قبل عناصر وحراس المحطة بأوامر من قيادي في حزب العمال الكردستاني يدعى هفال سيدو وهو مسؤول عسكري يشرف على محطة الكهرباء ومواقع أخرى في المنطقة". 

وخلال الأسبوع الفائت أيضاً، أغلق العشرات من أهالي حي الهلالية الطريق الرئيسي في مدخل مدينة القامشلي الغربي، احتجاجاً على قطع المياه عن أحياء المدينة للأسبوع الثالث على التوالي، متهمين مسؤولي "قسد" ببيع مياه المحطة والاتجار بها.

وقالت "شيرين" سيدة من حي الهلالية لموقع تلفزيون سوريا إن "محطة المياه والآبار موجودة في حينا وتعمل بشكل طبيعي، ونحن محرومون من المياه، في حين تتزود صهاريج التجار والإدارة الذاتية بالمياه من المحطة وتبيعها لسكان المدينة".

واتهمت السيدة الخمسينية "قسد" بخلق أزمة المياه بشكل مقصود في المدينة واستغلال الأزمة للتجارة بمياه المحطة، وقالت: "وصل سعر الألف لتر (خمسة براميل) من المياه إلى 60 ألف ليرة بسبب حاجة السكان للمياه وسط ارتفاع درجة الحرارة وحلول العيد".

وخشية اتساع رقعة الاحتجاجات عقدت مديرية المياه التابعة لـ"قسد" في القامشلي مؤتمراً صحفياً عاجلاً بعد ساعات من قطع المتظاهرين للطريق، قالت خلاله إنها "شكلت خلية أزمة تمكنت من حل مشكلة المياه بنسبة 80 بالمئة وسوف تُحل المشكلة بشكل كامل خلال الأيام القادمة".

وضخت "قسد" في اليوم التالي المياه لحي الهلالية في مدينة القامشلي وعلق ناشطون على الأمر بالقول إنه "لولا خروج الأهالي في مظاهرة لما وفرت قسد المياه واستمرت في قطعه والمتاجرة بالأزمة لتحقيق مكاسب مالية وزيادة الضغوط على سكان المنطقة".

وتعاني مناطق شمال شرقي سوريا ظروفاً معيشية صعبة وأوضاعاً خدمية سيئة وسط ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة وتدني قيمة الرواتب والأجور وتزايد حالة الغضب والسخط الشعبي من سياسات وقرارات "قسد" والتي أصبحت تتحول إلى مظاهرات واحتجاجات في عموم مناطق سيطرة "قسد".