قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن روسيا حذّرت الجيش الأميركي، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أنها ستشن ضربات جوية ضد مقاتلين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرقي سوريا، مشيرين إلى أن هدف روسيا "إيصال رسالة مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام".
وأوضح المسؤولون أن التحذير الروسي أدى إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير مقاتلي "مغاوير الثورة"، المتمركزين في قاعدة التنف، بالإضافة إلى تأكدهم من عدم وجود قوات أميركية في الموقع، مشيرين إلى أن "القوات الأميركية لم تضطر إلى التحرك، لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، لكن المقاتلين تحركوا من موقعهم".
ووفق ما نقلت شبكة "CNN"، فإن الضربات الجوية الروسية "محسوبة جداً، وتأتي عندما تكون التوترات شديدة بين واشنطن وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن "البنتاغون يحاول ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سوريا، حيث يعمل الجانبان على مقربة من بعضهما البعض لعدة سنوات".
وذكر المسؤولون الدفاعيون الأميركيون أن "التقييم الأولي هو أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشن الضربات الجوية، مع العلم أنها لن تضرب القوات الأميركية، والأميركيون سيحذرون حلفاءهم".
ولفت أحد المسؤولين إلى أن "الروس، على الأرجح، حققوا هدفهم المتمثل في إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام".
استفزاز نادر لكنه ليس غير مسبوق
وجاء الإبلاغ الروسي بالضربة الجوية من خلال آلية "منع التصادم"، تم استحداثها بموجب مذكرة التفاهم بين موسكو وواشنطن، الموقعة في تشرين الأول عام 2015، وتنص على التواصل عبر إجراء خط ساخن بين القوتين العسكريتين لمنع حدوث أي تصادم عسكري، حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير، إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
واستهدفت الضربة الروسية نقاطاً عسكرية لفصيل "مغاوير الثورة" في محيط قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، حيث تعمل القوات الأميركية وفصائل من المعارضة السورية منذ فترة طويلة.
ونشر فصيل "مغاوير الثورة"، عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، صوراً قال إنها من استهداف طائرات مجهولة مقار تابعة له داخل القاعدة، مضيفاً أن "هذه الهجمات غير مبررة، ولم تنجح إلا في إحداث أضرار بسيطة لمواقعه، ولم يصب أي أحد من قواته بأذى واقتصرت الأضرار على الماديات".
وقال المسؤولون الأميركيون إن الروس زعموا أن فصيل "مغاوير الثورة" نفّذ هجوماً بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية تسببت بوقوع جرحى وقتلى بين صفوف العسكريين الروس.
لكن المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة "تعتقد أن ذلك لم يحدث، والروس استخدموا ذلك ببساطة كسبب لشن غارات جوية"، مضيفين أن "هذا النوع من الاستفزاز الروسي نادر، لكنه ليس غير مسبوق".
حوادث سابقة
في شباط من العام 2018، تصاعدت المواجهة بين القوات الأميركية والروسية بشكل سريع وخطير في شمال شرقي سوريا، عندما عبرت قوة قوامها 500 فرد مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية وعناصر ميليشيا موالية للنظام السوري قرب نهر الفرات في دير الزور.
كانت تلك القوة تستهدف حقل نفط وغاز كونيكو، الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية"، حيث بدأت قوات النظام بقصف قاعدة تسيطر عليها "قسد" هناك، فردت الولايات المتحدة بضربات جوية عنيفة ونيران مدفعية استمرت قرابة ثلاث ساعات.
وقالت "CNN" إن "القادة العسكريين الأميركيين حاولوا الوصول إلى نظرائهم الروس من خلال قنوات آلية منع التصادم، للتحذير من ردهم، إلا أنه بحلول الوقت الذي تم فيه بدء الاتصالات، كان الهجوم المضاد جارياً".
وفي آب من العام 2020، أصيب عدد من الجنود الأميركيين في تصادم مع رتل عسكري روسي اعترضته القوات الأميركية، قرب الحدود السورية التركية شمال شرقي سوريا،