قال رجب سيار مرشح حزب العدالة والتنمية للبرلمان التركي في استحقاق 2023، إن الحزب يعرف جيداً كيف يستقطب الناخبين الأتراك من أصل سوري، مؤكداً أن بعض أحزاب المعارضة تحاول استمالة المجنسين السوريين.
وأضاف سيار في حوار خاص مع موقع "تلفزيون سوريا، أن العنصرية ستنتهي مع انتهاء فترة الانتخابات وستعود الأمور إلى الاستقرار، كما أن تركيا لن تغادر الأراضي السورية أبداً مشدداً على أن المفاوضات مع النظام السوري ضرورية في المرحلة الحالية.
ولفت إلى أن المنطقة برمتها تنتظر نتائج الانتخابات التركية، لأن كثيراً من الملفات مرتبط بها، ولا يوجد حل في سوريا من دون دور تركي.
وأشار إلى أن الحزب لم يخسر أي انتخابات سابقة وسيربح انتخابات 14 أيار في الرئاسة والبرلمان.
للاطلاع على الحوار كاملاً مع المرشح للانتخابات البرلمانية في تركيا:
بدايةً من هو رجب سيار؟
ولدت في إسطنبول عام 1988 (في الأصل أنا من ولاية طرابزون)، درست في جامعة كوجالي تخصص العلوم الإدارية والسياسية، وأحضر لرسالة الماجستير عن الجاليات العربية في إسطنبول بعد عام 2011 بجامعة مرمرة، عملت مستشاراً لرئيس بلدية غونغورن بولاية إسطنبول، وقبل ذلك نائب رئيس قسم الشباب في حزب العدالة والتنمية، ومتطوع في العديد من الجمعيات والمنظمات التركية، والآن أنا مرشح للبرلمان التركي عن المنطقة الثالثة في ولاية إسطنبول.
ما جديد وعود العدالة والتنمية للشعب التركي بعد 20 عاماً في الحكم؟
يعمل حزب العدالة والتنمية على تجديد سياساته مع كل انتخابات يخوضها خصوصاً أنه لم يخسر أي واحدة منها خلال العقدين الماضيين، مع الانتخابات الجديدة ننطلق من تقديم البنية التحتية المتكاملة للمواطن التركي، من طرق وجسور ومطارات ووسائل نقل واتصالات ومدن صناعية ونمو اقتصادي مزدهر، كل ما تحدث عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إحدى حملاته الانتخابية عام 2011 تم إنجازه للشعب خلال الـ 12 عاماً الماضية.
الوعود في الانتخابات المقبلة كثيرة ومتعددة وفي شتى المجالات لكن من أبرزها: توفير 6 ملايين وظيفة جديدة في 5 سنوات، وتخفيض معدل البطالة إلى حدود 7%، إضافة إلى رفع نصيب الفرد من الدخل القومي في الفترة المقبلة إلى 16 ألف دولار سنوياً.
تقديم 25 متراً مكعباً من الغاز شهرياً مجاناً لكل بيت، وإنشاء "بنك الأسرة والشباب" من عائدات الغاز الطبيعي والنفط اللذين تنتجهما البلاد.
تعزيز الاستثمارات السياحية لتحقيق هدف 90 مليون سائح، وإيرادات بقيمة 100 مليار دولار سنوياً، ورفع حجم التجارة الخارجية إلى تريليون دولار.
وهناك وعد مهم للشباب التركي، وهو منح قرض بقيمة 150 ألف ليرة تركية للمقبلين على الزواج من دون فوائد، على أن تسدد الأقساط بعد سنتين.
هل تعتقد أن الشعب التركي سيفضل الاستقرار على التغيير في الانتخابات المقبلة؟
نحن في ساحات وميادين تركيا، ونرى التفافاً كبيراً من الشعب مع العدالة والتنمية والرئيس أردوغان، هناك استطلاعات رأي تؤكد أن الشعب يدعم رئيسنا بنسب عالية جداً.
الحقيقة تقول إنه من دون أردوغان لا يوجد تجديد في تركيا، ومن هنا أسأل هل كمال كليتشدار أوغلو (مرشح الطاولة السداسية المعارضة) هو مرشح جديد للشعب التركي؟ الجواب: لا طبعاً شخص معروف منذ 20 سنة يخوض الانتخابات ويخسر. في تركيا لا يوجد شعار تغيير، إما استقرار مع العدالة والتنمية أو رجوع إلى الوراء مع الأحزاب المعارضة، والشعب يدعم الاستقرار بلا شك.
في الدول الديمقراطية لا يتم الاعتماد على شخص واحد فقط، رغم الكاريزما المهمة للرئيس ودوره، ولكن هناك جهاز حزبي كامل يعمل وينظم ويحشد.
في إسطنبول وحدها هناك 69 في المئة من المصوتين أعطوا أصواتهم لأردوغان مرة واحدة في حياتهم على الأقل، وهذا معيار مهم لنا، ومع حساب نسبة الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى سنجد أن الرقم سيكون أكبر، وما نحن بحاجته للفوز أقل من ذلك.
قبل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 شباط الماضي، كان ملف الاقتصاد وملف اللاجئين هي من أكثر الملفات الساخنة التي تشغل بال الناخب التركي، حالياً ما هي الأولويات التي تشغل باله؟
لم تتغير أولويات الناخب التركي، ما زال الاقتصاد يشغل المواطنين الأتراك، بالإضافة إلى أزمة اللاجئين وارتفاع الإيجار وتأمين المستلزمات اليومية. ولكن اتفاق الطاولة السداسية يسعى لتقسيم الدولة التركية على أسس عرقية وطائفية، ومن هنا تصبح أولوية الشعب التركي هي الوطن وحمايته واستقراره، نعم توجد مشكلات ولكن نريد الحفاظ على الدولة واستقلالها.
ولذلك أبرز من يدعم الطاولة السداسية وكليتشدار أوغلو هو "حزب الشعوب الديمقراطي" المتحالف مع حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا، لذلك هم سيدعمون أي بديل لأردوغان.
والشعب التركي يرى الإنجازات الأخيرة، سيارة "توغ الوطنية" والمحطة النووية، والقطارات السريعة وخطوط الميترو، والجسور الضخمة، والإعفاءات من الضرائب، كل ذلك سيجعل الشعب يلتف مع العدالة والتنمية، وإن كنا نتجول في الطرقات ولا نطالب بأصواتهم لنا، بل نطلب منهم أن يفكروا في مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
هناك أزمة لاجئين ومهاجرين كبيرة في تركيا، وأحزاب معارضة جعلت من اللاجئين هدفاً مستمراً لحملاتها الانتخابية وعنواناً للتغيير الذي يطلبونه، كيف يرى العدالة والتنمية ذلك؟
خلال أزمة كورونا لم يكن هناك أي موجات عنصرية تجاه السوريين أو الأجانب في تركيا، لم نكن نسمع عن مثل هذه الحالات، لكن مع اقتراب الانتخابات بدأت بعض الأحزاب المعارضة والعنصرية في الحديث عن ذلك.
موقف العدالة والتنمية واضح من قضية اللاجئين، الرئيس أردوغان أعلن أكثر من مرة أنه لم تتم إعادة أي شخص إلى مناطق غير آمنة في سوريا.
قد يشكل ملف اللاجئين أزمة كبيرة للدولة التركية، خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم كله وليست تركيا فقط بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
منذ نحو عامين تفاقمت أزمة اللاجئين والمهاجرين أيضاً، بسبب أزمة الإيجارات خصوصاً في إسطنبول ويعود ذلك إلى النقص في بناء المساكن.
احتياجات تركيا من الشقق سنوياً يصل إلى 800 ألف شقة وسطياً، بسبب وجود 550 ألف حالة زواج سنوياً تقريباً، ونحو 350 ألف حالة طلاق، ونحو 100 ألف طالب جديد في عموم المدن، إلى جانب الأجانب الذين يشترون الشقق.
في عام 2016 بني في تركيا مليون شقة جديدة، وفي عام 2017 بني نحو 1.4 مليون شقة، وازداد الرقم في عام 2018 إلى 1.5 مليون شقة، ما دفع الحكومة التركية لإتاحة التجنيس مقابل شراء شقق بقيمة معينة، وهذا أمر متعارف عليه عالمياً، وليس في تركيا فقط.
المشكلة الأساسية أنه خلال أزمة كورونا انخفض إنشاء المساكن إلى أدنى مستوياته ما جعل هناك غلاء كبيراً في الأسعار مع النقص في المعروض الذي بدأ أخيراً في التعافي. كل ذلك زاد من الأزمة الحالية تجاه اللاجئين والمهاجرين والمقيمين من الجنسيات الأخرى.
هل انجر الحزب الحاكم لخطاب الأحزاب "العنصرية" في تركيا، ولذلك أجرى حملات ترحيل لكثير من اللاجئين إلى شمال غربي سوريا؟
لا أعتقد ذلك، نحن موقفنا واضح وإنساني تجاه اللاجئين، المشكلة العنصرية في تركيا موجودة مثل أي مكان، على سبيل المثال عندما يأتي مواطن تركي من مدن الجنوب إلى المدن الكبرى يتعرض لمشكلات عنصرية أيضاً بسبب اختلاف الثقافة بين الريف والمدينة. وهذا ما حصل مع السوريين بشكل عام. وقبل ذلك مع الهاربين من حرب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي.
حين يمارس عضو في البرلمان مثل أوميت أوزداغ العنصرية تجاه السوريين، ألا يعد ذلك إساءة لتركيا كلها؟ وهل سيكون هناك قوانين رادعة أكثر لحالة العنصرية المتفشية في المجتمع أخيراً والتي تظهر بشكل كبير على السوشال ميديا؟
بعد الانتخابات حالة العنصرية ستنتهي هذه المشكلة تماماً، استطلاعات الرأي لسنان أوغان مرشح "اتفاق الأجداد" الذي يضم أوزداغ تظهر أن شعبيته لا تتجاوز 1 في المئة من عموم الأصوات في تركيا وهذا دليل على أن خطابه غير مؤثر في الشارع التركي.
حتى أن الأحزاب المعارضة الرئيسية في الطاولة السداسية خففت من لهجتها السابقة تجاه السوريين، الآن يوجهون كل جهودهم تجاه الحكومة والعدالة والتنمية.
يوجد في تركيا عشرات آلاف الناخبين السوريين والعرب المجنسين سواء استثنائياً بسبب الكفاءات أو بعد شراء العقارات، كيف تجذبونهم لانتخابكم؟
هؤلاء السوريون والأجانب من حملة الجنسية التركية سبب رئيسي لتراجع خطاب المعارضة العنصري، يريدون أيضاً أن يكسبوا من أصوات المجنسين رغم قلة عددها، لأنهم قد يؤثرون في النتائج النهائية، ولذلك يعمل البعض على إقناع السوريين للتصويت لهم في البرلمان الرئاسة.
نحن لا نرى فرقاً بين دمشق وإسطنبول، أو بغداد وديار بكر، أو غازي عنتاب والقاهرة، هناك أتراك لا يتفقون معنا في ذلك، تلك ليست أراضينا، ولكن لدينا تاريخ مشترك عظيم ننظر إليه باحترام وتقدير.
خططنا الانتخابية تجاه الأتراك هي نفسها تجاه السوريين المجنسين، لا نفرق بين مواطن وآخر، وهم يعرفون جيداً لمن سيصوتون في 14 أيار المقبل.
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الصناعيين الأتراك طلبوا من الحكومة عدم ترحيل اللاجئين السوريين لإسهامهم الكبير في سوق العمل، هل تتفق كمرشح برلماني مع ذلك؟
جميع من لديه مصانع ومعامل وورشات وأصحاب الشقق يريدون بقاء السوريين وحتى المهاجرين من جنسيات أخرى مثل الأفغان والإيرانيين، ولكن هناك من يرفض وجود اللاجئين مثل الشباب والمتقاعدين، الجميع يعرف أن السوريين أفادوا الاقتصاد التركي بشكل كبير، انظر إلى الفاتح وباشاك شهير في إسطنبول والحركة الاقتصادية فيها.
هناك لاجئون سوريون لا يرغبون بالعودة إلى سوريا مع بقاء نظام بشار الأسد حاكماً، هل ستكون هناك قوانين تجبرهم على ذلك خلال الأعوام المقبلة؟
باعتقادي لن يكون هناك أي إجبار على عودة السوريين، يجب أن يتوافر حل سياسي في سوريا يضمن عودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم.
المنطقة في شمال غربي سوريا لا تكفي لعودة السوريين، أصلاً في الوقت الحالي توجد كثافة سكانية كبيرة، أنا كنت هناك بعد حادثة الزلزال المدمر. المنطقة بحاجة لاحتياجات كثيرة من مدارس وتعليم وتنمية ومناطق صناعية، لذلك نحن بحاجة لمناطق أكبر إما من خلال عملية عسكرية أو مفاوضات سياسية.
بعد الانتخابات ستتغير أشياء كثيرة في المنطقة، الآن الجميع ينتظر نتائج الانتخابات التركية،
تركيا لن تخرج من تلك المناطق والجميع يعرف ذلك نحن نحافظ على أمننا القومي هناك، ومفاوضاتنا مع بشار الأسد ضرورية في هذه المرحلة، خصوصاً في ظل التطبيع العربي مع النظام.
لا يوجد حل في سوريا من دون دور تركي، هناك موقف روسي أميركي متعارض في سوريا، إيران منحازة إلى روسيا رغم الخلافات الكبيرة على سوريا فيما بينهم، والدور الأميركي معروف وهو داعم لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (الإرهابي).
ما هي توقعاتكم لنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ وهل سيكون هناك جولة أخرى في الرئاسيات؟
سياسياً يمكن القول إن هناك خطراً في الانتخابات المقبلة، لكن استطلاعاتنا ورؤيتنا تؤكد أننا سنحقق فوزاً كبيراً. أردوغان سيحقق 52 في المئة من الجولة الأولى بعد 16 يوماً.
على الناحية الشخصية لا يهمني الفوز، المهم عندي أن يفوز الرئيس أردوغان وأن يحقق العدالة والتنمية أكبر قدر ممكن من الأصوات في البرلمان.
في دائرتنا هناك 36 مرشحاً عن كل حزب، يجب أن يحصل المرشح على 160 ألف صوت حتى ينجح، في الانتخابات السابقة أخذنا وحدنا 16 مقعداً في البرلمان من أصل 35، وفي هذه الانتخابات نتوقع أن نحصل على 17 مقعداً إن شاء الله.