ارتكبت روسيا منذ تدخلها إلى جانب نظام الأسد عسكرياً، في أيلول 2015، عشرات المجازر الموثقة، بحق المدنيين، إلى جانب تمكنها عبر آلتها العسكرية المتطورة من قتل العديد من عناصر فصائل المعارضة، ووفق ما رصده موقع تلفزيون سوريا، فإن لـ "فيلق الشام" الحصة الأكبر من القتلى.
فخلال السنوات الثلاثة الفائتة، وحتى صباح اليوم الإثنين، قارب عدد قتلى "فيلق الشام" الذين سقطوا نتيجة استهداف مباشر من الطائرات الروسية من الـ 100 قتيل، إلى جانب عشرات الإصابات، ودمار في المعدات العسكرية والمواقع التابعة للفيلق.
ويتبع فصيل "فيلق الشام"، المنضوي ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة بدورها للجيش الوطني السوري، وجميع هذه التشكيلات تتلقى دعماً من الجيش التركي.
ولعل "فيلق الشام" من أكثر الفصائل تواصلاً مباشراً مع الضباط الأتراك في سوريا، ما يوحي بوجود علاقة خاصة بين الفيلق وأنقرة، وعليه فإن تكرر استهدافه من قبل روسيا، يفتح باب السؤال عن الرسائل ذات الفاتورة العالية من الدماء، المراد إيصالها من قبل موسكو.
اقرأ أيضاً: تركيا تطلب من الفصائل رفع الجاهزية في جنوبي إدلب وشمالي حلب
في 2017 تعرض "فيلق الشام" لقصف روسي أثناء مشاركته بـ"أستانا" التي ترعاها موسكو
في أيلول 2017، قتل أكثر من 40 عنصراً وجرح العشرات من "فيلق الشام"، جراء قصف روسي على مقرٍ للفيلق في منطقة تل مرديخ بريف إدلب الشرقي.
الطيران الروسي استهدف وقتها، مغارة احتمى فيها العناصر أثناء القصف بأكثر من عشر غارات جوية، وظلت فرق "الدفاع المدني"، وقتذاك 24 ساعة تعمل على انتشال الجثث.
ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية على القصف، لكنها زعمت أن جميع غاراتها تستهدف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) فقط.
وجاء قصف "فيلق الشام" على الرغم من مشاركته في محادثات "أستانا"، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران.
تدمير معسكر لـ "فيلق الشام" في كفرتخاريم من قبل روسيا
قصفت طائرة حربية روسية صباح اليوم الإثنين، معسكراً لـ "فيلق الشام" ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 30 مقاتلاً، وفق حصيلة أولية.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن الغارة الروسية استهدفت معسكر كتيبة الدفاع الجوي في الدويلة بالقرب من مدينة كفرتخاريم، وهو معسكر تدريب للفيلق.
وأكد المكتب الإعلامي لـ "فيلق الشام" لموقع تلفزيون سوريا، وقوع قتلى وجرحى في صفوف مقاتليه من جراء الغارة، دون تقديم أعداد دقيقة.
وأوضح ناشطون أن سيارات الإسعاف نقلت ما لا يقل عن 30 قتيلاً وجريحاً من مقاتلي فيلق الشام، إلى المدن القريبة، في حين يتم العمل على انتشال المزيد من تحت الأنقاض.
المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب ناجي مصطفى، علق على القصف بالقول، إن روسيا تحاول بشكل كبير خرق اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وأكد أن الطائرة الحربية الروسية التي قصفت كتيبة الدويلة أقلعت من قاعدة حميميم، لافتاً إلى أن "فيلق الشام" ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وأكد مصطفى، أن "الجبهة الوطنية للتحرير" ملتزمة بوقف إطلاق النار، لكن شدد على أن الجبهة سترد على القصف الروسي الذي استهدف الفيلق.
وكانت بداية تأسيس "فيلق الشام" في محافظة حمص، وضم جماعات إسلامية معارضة للنظام ومعتدلة، وضم لاحقاً مجموعة من الألوية والكتائب العاملة في ريف حلب تحت مسمى "هيئة حماية المدنيين".
وفي العاشر من آذار عام 2014، تم الإعلان عن تشكيل "فيلق الشام" بشكل رسمي من اتحاد 19 لواءً في كل من محافظة حلب، وإدلب، وحمص، وحماة، إضافة إلى ريف دمشق.