لا يختلف المشهد كثيراً في أحياء عدة في العاصمة دمشق وحتى في باقي مناطق سيطرة النظام، إذ تشهد مخابز العاصمة عودة لمظاهر الازدحام في ما يوحي بعودة أزمة الخبز وانتظار الناس لساعات طويلة للحصول على مخصصاتهم.
في حي باب سريجة الدمشقي وأمام مخبزها الرئيسي عادت الطوابير أمام كوات الفرن في انتظار الحصول على ما تمنحه البطاقة الذكية من خبز لكل أسرة حسب عدد أفرادها.
وتقول هدى العمري، 51 عاماً، وهي من سكان الحي لموقع تلفزيون سوريا "عدنا للوضع السيء والانتظار لأكثر من 6 ساعات للحصول على ربطة خبز". مضيفةً أنها تعيش وزوجها في منزلهما بعد سفر أبنائها خارج البلاد، ما جعلها تضطر للانتظار في طابور الخبز لعدم قدرتها على شراء الخبز السياحي الذي يبلغ سعر الربطة منه 4500 ليرة.
تلاعب بوزن ربطة الخبز
وإلى جانب عائلة هدى، تعيش آلاف العائلات السورية في مناطق سيطرة النظام مشقة الحصول على ربطة الخبز الذي لا تقتصر معاناتها على الانتظار لساعات فقط، إنما تتعداها إلى تلاعب بعض الأفران بوزن ربطة الخبز. إذ يشتكي سكان في دمشق من نقص عدد الأرغفة في كل ربطة بمقدار رغيف.
وهذا ما حصل مع عائلة أبو محمد، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "عائلتي مكونة من 7 أفراد، وبينما كنا نبرّد الخبز في المنزل تفاجأت زوجتي بنقص أكثر من 5 أرغفة من مستحقاتنا البالغة 4 ربطات". مضيفاً أن الأمر تكرر أكثر من مرة، ما جعله يضطر لعد الأرغفة في بعض الأحيان وهو على كوة الفرن رغم الازدحام.
وعملية الاحتيال هذه التي يقوم بها بعض عمال الأفران تساهم في ازدياد ظاهرة بيع الخبز أمام الأفران من قبل بائعي السوق السوداء بالاتفاق مع عمال الفرن الذين يسرقون الخبز من مخصصات الناس، وفقاً لعدد من السكان التقاهم موقع تلفزيون سوريا. وتنتج أفران دمشق(27 مخبراً) 445 ألف ربطة خبز يومياً لتغطية حاجة دمشق.
وفي شهر أيلول من العام 2020 بدأت حكومة النظام بيع السكان الخبز عبر البطاقة الذكية ووفق نظام الشرائح بحجة توفيره لكل السكان ومنع التلاعب والمتاجرة بالمادة وتخفيف الازدحام.
وتباع ربطة الخبز (7 أرغفة) بسعر مدعوم 200 ليرة لكل ربطة، بينما يبلغ سعرها في السوق السوداء وعلى البسطات حوالي الـ 1500 ليرة، وأحياناً قد تصل إلى 2000 ليرة، بحسب جولة لموقع تلفزيون سوريا على عدة أسواق في العاصمة دمشق.
وأثناء جولة لموقع تلفزيون سوريا أمام أحد الأفران، قام عمال الفرن بطرد أكثر من 50 شخص (أطفال) ممن يقفون في طابور الخبز عند قدوم إعلام النظام لتصوير مشاهد "عدم الازدحام" على بيع الخبز بالدور وأنه لا توجد طوابير ولا أزمة محروقات.
وبهذه الطريقة بدأ إعلام النظام بتصوير الناس التي انخفض عددها للنصف في الطابور أمام المخبز وسط الإسراع في عملية البيع وتسهيل حصول الناس على الخبز وفبركة لقاءات عن توفر المادة وعدم وجود ازدحام.