أعلن المجلس المحلي لمدينة الباب شرقي حلب، عن انخفاض منسوب المياه بشكل حاد في آبار محطات الضخ، مما ينذر بكارثة عطش تهدّد المدينة وريفها مع حلول فصل الصيف.
وقال "محلي الباب" في بيانٍ، اليوم الخميس، إنّه كشف على محطات المياه في مناطق (سوسيان، الراعي، وصندي) شمالي وغربي المدينة، وقد لوحظ انخفاض كمية المياه المتاحة في آبار محطات ضخ المياه:
- محطة الراعي: كانت تضم 5 آبار، 3 منها أصبحت خارج الخدمة (كانت كمية المياه في المحطة سابقاً 300 متر مكعب، وانخفضت الآن إلى 88 متراً مكعباً).
- محطة سوسيان: تضم 18 بئراً، 11 منها أصبحت خارج الخدمة (كانت كمية المياه سابقاً 250 متراً مكعباً وتراجعت إلى 42 متراً مكعباً).
- محطة صندي: تعمل حالياً 12 ساعة بغزارة 300 متر مكعب، بعد أن كانت 800 متر مكعب.
وأشار البيان إلى أنّ العديد من الآبار خرجت عن الخدمة، ما أدّى إلى انخفاض الغزارة الكلية للمياه إلى 3430 متراً مكعباً، خلال 24 ساعة، بينما كانت في السابق 1400 متر مكعب.
ونتيجة لذلك، قرّر "محلي الباب" تقنين المياه لتصبح ساعة تشغيل واحدة كل أسبوعين، وفق جدول زمني، مشدّداً على ضرورة الترشيد في استهلاك المياه وعدم هدرها لضمان استمرار توفيرها للجميع.
"بلدية الباب" تحذّر من كارثة إنسانية
قال رئيس بلدية مدينة الباب مصطفى عثمان، إنّ "الأزمة الحالية في نقص المياه الحاد وشحها، يعود أساساً إلى خروج عدة آبار من الخدمة حالياً، بالإضافة إلى آبار أخرى خرجت في السابق".
وأشار لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى أنّ المياه التي كانت في السنوات السابقة تشهد تصاعداً في هذا الوقت من كلّ عام، أصبحت الآن تشهد انخفاضاً حادّاً، دون معرفة الأسباب الدقيقة وراء ذلك، مردفاً: "هذا الوضع ينذر بكارثة كبيرة لمدينة الباب وريفها".
وأمام هذه المعطيات، حذّر "عثمان" من كارثة مائية كبيرة تهدّد المدينة وريفها، خاصة مع حلول فصل الصيف، داعياً المنظمات الإنسانية والدولية للتدخل العاجل والبحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة، وتفادي ما قد تجرّه من تبعات خطيرة على السكّان والبيئة الزراعية بشكل عام.
أزمة مياه الباب.. معاناة متفاقمة منذ 8 سنوات
تأتي هذه الأزمة في وقت تُعاني فيه مدينة الباب من نقص حاد في مواردها، منذ ثماني سنوات تقريباً، وإلى الآن لم تتمكّن المؤسسات الرسمية بما فيها المنظمات المحلية والدولية والفعاليات الثورية من تقديم حلول ناجعة لمشكلة المياه في المنطقة.
وسبق أن أعلن "محلي الباب" عبر صفحته على "فيس بوك"، أواخر شهر كانون الثاني الماضي، توقيع بروتوكول مع "يونيسيف"، لبدء أعمال تأهيل محطة "عين البيضا" التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.
وأفاد "محلي الباب" حينذاك، بأنّ "البروتوكول يشمل توفير الموارد والمعدات الضرورية، وتأمين الطاقة الكهربائية، وتغطية تكاليف التشغيل"، مشيراً إلى "انتهاء أعمال التأهيل قريباً، وإعادة المحطة إلى الخدمة لضمان توفير المياه إلى مدينة الباب وريفها في أسرع وقت".
يشار إلى أنّ منطقة الباب تعتمد على جلب المياه عبر صهاريج من آبار القرى المجاورة، نظراً لسيطرة النظام السوري على محطة "عين البيضا"، التي كانت تغذي المدينة وريفها، قبل العام 2017.