icon
التغطية الحية

"محظوظة لعدم تعرضي للاغتصاب".. شهادات مروعة لسوريات خلال رحلات الهجرة عبر ليبيا

2024.10.09 | 18:48 دمشق

نساء سوريات يشاركن في جلسة تجميل نظمتها منظمة أطباء بلا حدود على متن سفينة جيو بارنتس وسط البحر الأبيض المتوسط (تصوير: سو جي فان برونيرسوم)
نساء سوريات يشاركن في جلسة تجميل نظمتها منظمة أطباء بلا حدود على متن سفينة جيو بارنتس وسط البحر الأبيض المتوسط (تصوير: سو جي فان برونيرسوم)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تحدثت نساء سوريات على متن سفينة الإنقاذ "جيو بارنتس" عن معاناتهن خلال الرحلات من ليبيا إلى إيطاليا.
  • النساء تعرضن للابتزاز والانتهاكات الجنسية، وبعضهن تم اغتصابهن في ليبيا.
  • أطباء بلا حدود تؤكد تعرض النساء المسافرات بمفردهن للاغتصاب المتكرر.
  • الأطفال المهاجرون معرضون للاستغلال والعنف، بما في ذلك التجنيد في الجماعات المسلحة.
  • تقارير أممية توثق الانتهاكات المتكررة ضد المهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبية.

تحدثت نساء سوريات على متن سفينة الإنقاذ "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن رحلاتهن المليئة بالمخاطر والمعاناة بعد الفرار من وطنهن بحثاً عن مستقبل أفضل لأنفسهن ولأطفالهن.

وخلال عمليات الإنقاذ في وسط البحر المتوسط، شاركت النساء قصصاً مؤلمة عن الحرمان والابتزاز والانتهاكات التي تعرضن لها في ليبيا، المكان الذي أمضين فيه أسابيع أو أشهراً قبل التوجه نحو إيطاليا.

وقالت آية (اسم مستعار) في حديثها إلى موقع (مهاجر نيوز)، وهي إحدى النساء السوريات اللواتي تم إنقاذهن: "كنت محظوظة جداً لأنني لم أتعرض للاغتصاب في ليبيا، على عكس العديد من النساء والأطفال الآخرين".

آية كانت من بين 13 امرأة سورية و34 طفلاً، بما في ذلك طفلان دون سن الثالثة، على متن السفينة. وأضافت أنها مثل العديد من النساء، واجهت ظروفاً صعبة في أثناء احتجازها في السجون الليبية، حيث كانت تسمع عن انتهاكات مروعة تحدث للأطفال.

وأكدت نعمة (اسم مستعار)، وهي أم شابة سورية أخرى، أن الخوف كان يسيطر على الجميع في السجن الليبي، حيث أخبروهن أن الحراس يجبرون الأطفال على ممارسة الجنس مع بعضهم البعض ويصورونهم ثم يجبرون العائلات على مشاهدة هذه المقاطع.

انتهاكات جنسية وجسدية على النساء والأطفال

ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن العديد من النساء اللواتي يتم إنقاذهن من البحر المتوسط هن حوامل، وذلك نتيجة للاغتصاب الذي تعرضن له إما في ليبيا أو خلال رحلات الهجرة. 

وتقول المنظمة إن العديد من النساء اللواتي يسافرن بمفردهن يروين قصصاً مروعة عن الاغتصاب والانتهاكات الجنسية في ليبيا، بينما لا تستطيع أخريات الإفصاح عن معاناتهن بسبب الصدمة النفسية الكبيرة التي يعشنها.

وأكدت المنظمة أن تهديد الاغتصاب في ليبيا أصبح معروفاً لدرجة أن بعض النساء يخترن وضع وسائل منع الحمل طويلة الأمد قبل بدء رحلتهن لتجنب الحمل إذا تعرضن للاعتداء. هذا يعكس حجم الخطر الذي تواجهه النساء المهاجرات اللواتي يعبرن الأراضي الليبية.

وصرحت المنظمة: "العديد من النساء اللواتي ننقذهن، خصوصاً اللواتي يسافرن بمفردهن، يروين قصصاً مروعة عن الاغتصاب والانتهاكات الجنسية في ليبيا"، بينما تظل أخريات مصدومات جدا لدرجة أنهن غير قادرات على الإفصاح عما مررن به.

وأضافت: "تهديد الاغتصاب معروف جداً لدرجة أن بعض النساء يخترن وضع وسائل منع الحمل طويلة الأمد في أذرعهن قبل السفر لضمان عدم الحمل".

أليسون ويست، المستشارة القانونية في مركز الحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ببرلين، أكدت في حديثها إلى الموقع، أن النساء والأطفال المهاجرين الذين يمرون عبر ليبيا يواجهون مخاطر شديدة، بما في ذلك العنف الجنسي والاستعباد.

وأوضحت ويست أنه "غالباً ما تكون النساء والأطفال هدفاً للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والدعارة القسرية، وأيضاً الاستعباد". 

وأكدت أن الأطفال المهاجرين معرضون بشكل خاص للاستغلال والانتهاكات، بما في ذلك التجنيد في الجماعات المسلحة والانخراط في الأنشطة الإجرامية.

قتل وتعذيب وعبودية

وتوجه عدة هيئات دولية تحذيرات مستمرة حول الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها المهاجرون في ليبيا، بما في ذلك القتل، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي، والاغتصاب الجماعي، والعبودية، والابتزاز. 

وفي تقرير مشترك صدر عام 2023 عن بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا ومكتب حقوق الإنسان، أُشير إلى أن معظم النساء والفتيات المراهقات اللواتي قابلتهن البعثة أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب الجماعي من قبل المهربين أو المتاجرين بالبشر. 

وأوضح التقرير أن العديد من المهاجرين في ليبيا يتعرضون للانتهاكات من قبل مسؤولين حكوميين وجماعات مسلحة، بما في ذلك القتل غير القانوني، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي، والعمل القسري. 

ومن خلال 11 زيارة لمراكز احتجاز ليبية، وثقت الأمم المتحدة حالات عديدة من التعذيب وسوء المعاملة والاغتصاب من قبل الحراس. وأضاف التقرير: "الغالبية العظمى من النساء والفتيات المراهقات الأكبر سناً اللواتي قابلهن موظفو الأمم المتحدة أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب الجماعي من قبل المهربين أو المتاجرين".

وأبلغ عن أن العديد من النساء المهاجرات يضطررن إلى دخول عالم الدعارة لسداد ديون للمهربين، وهو ما يعكس مدى القسوة التي تتعرض لها النساء في مراكز الاحتجاز بليبيا. 

وفي حديثها إلى الموقع، قالت جميلة (اسم مستعار) البالغة من العمر 40 عاماً من سوريا، والتي كانت على متن سفينة "جيو بارنتس" في وسط البحر المتوسط، إنها وأطفالها وزوجها لم يواجهوا أي مشكلات في أثناء وجودهم في ليبيا. 

وأضافت: "الليبيون طيبون جداً، وهم يعاملون النساء والأطفال بشكل جيد. إذا رأوا أنك امرأة، يعاملونك باحترام".

ظروف احتجاز قاسية

ووصف أحد ممثلي المنظمات الدولية، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، مديرية مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا بأنها أشبه بـ"مراكز احتجاز فعلية"، حيث يتم احتجاز النساء والأطفال في الظروف نفسها مع الرجال. 

ورغم الجهود المبذولة لفصل النساء والأطفال عن الرجال في أثناء الاحتجاز، لا تزال هناك مخاوف كبيرة، حيث يعتبر الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 أو 14 عاماً بالغين في بعض مراكز الاحتجاز.

وأضاف الممثل أن الوصول إلى الخدمات الأساسية في ليبيا لا يزال محدوداً جداً بالنسبة للمهاجرين، مما يجعل العائلات تخشى الذهاب لتلقي الرعاية الصحية أو إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً من الاعتقال.

وفي عام 2023، مثلت النساء البالغات 10 بالمئة فقط من إجمالي عدد الوافدين عن طريق البحر إلى إيطاليا (15,967 امرأة)، وفقاً لتقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

وشكلت النساء 4 بالمئة فقط من الوافدين من ليبيا، بينما شكلن 13 بالمئة من الوافدين من تونس و16 بالمئة من تركيا.