icon
التغطية الحية

محاولة "تطييف" حراك السويداء تُقابل بالرفض.. ما قصة الأعلام؟

2024.01.05 | 22:25 دمشق

مظاهرات ساحة الكرامة
يرفض المشاركون في حراك ساحة الكرامة في السويداء أي مشاريع تفرض أجندات طائفية وانفصالية - السويداء 24
السويداء - بيسان نور
+A
حجم الخط
-A

مع استمرار الاحتجاجات السلمية في ساحة الكرامة بمدينة السويداء منذ 20 آب الماضي يواصل المشاركون في الحراك التأكيد على الهوية الوطنية ووحدة التراب السوري والمطالب المحقة لكل السوريين بالتغيير السياسي وتأمين العيش الكريم وإسقاط النظام السوري وطرد جميع القوى الأجنبية، في حين تحاول بعض الأطراف تطييف الحراك، وفرض أجندات طائفية وانفصالية.

وخلال تظاهرات اليوم الجمعة في ساحة الكرامة، حاول أتباع حزب "اللواء السوري" رفع راية "التوحيد" التي ترمز إلى الطائفة الدرزية في ساحة الكرامة، إلا أن المتظاهرين منعوهم من الدخول، ما دفع بأتباع الحزب لرفع الراية على مبنى المالية المقابل للساحة، بهدف  استفزاز المتظاهرين وإعطاء الحراك بعداً طائفياً، ما دفع غالبية المتظاهرين إلى الرد بهتافات تؤكد على وحدة سوريا، ورفض كافة المشاريع الانفصالية.

مشروع انفصالي ممول خارجياً

ويرى كثير من المشاركين في حراك السويداء، ممن استطلع آراءهم موقع "تلفزيون سوريا"، أن حزب "اللواء" يحمل "أجندات مشبوهة"، حيث إنه ممول خارجياً، ولا يزال الغموض يحيط بأهدافه التي تشير إلى التقسيم وإبعاد السويداء وأهلها عن تاريخهم المرتبط بوحدة سوريا وشعبها.

وأكد المتظاهرون على "رفضهم اعتبار مشروع الحزب الانفصالي بأنه المخلص الوحيد من النظام السوري، والأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من 12 عاماً"، مستشهدين بما قاله شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بأن "القرار الأول والأخير هو لأهل الساحة فقط، ولا يجب على أحد أن يفرض رأيه على ثوارها".

هوية مذهبية

وتعليقاً على الحادثة، اعتبرت الكاتبة والصحفية إيمان أبو عساف، إحدى المشاركات في حراك ساحة الكرامة، أن "حزب اللواء هو حزب إثني، يذهب بعيداً في الأصل والهوية المذهبية، وهذا مرده إلى عدم الوعي بالهوية الأصلية"، مضيفة أن "الأزمة استمرت كل ذلك الوقت وأخذت كل شيء في طريقها، جعلت البعض في حالة ارتباك وحالة من التشويش إلى درجة المطالبة بهوية مذهبية أو دولة على أساس مذهبي".

وأضافت أبو عساف أن "بعض الدول الإقليمية تدفع في هذا الاتجاه، والأمر يخدم مشاريع في المنطقة، مراد منها أن يتحول الجبل إلى دولة مذهبية تساير الكيانات المصطنعة كإسرائيل، ويتيح الفرصة إلى مزيد من التفتيت، بحجة أن جبل العرب والطائفة الدرزية مرفوضة من حضنها الكبير، ومرفوضة من الطوائف الأخرى، وأن تعايشها أمر عسير، فلا بد أن تذهب بمشروعها الذهبي إلى إقامة دولة مذهبية".

الدول المذهبية لا تعيش

وذكرت الكاتبة السورية أن "مشروع حزب اللواء يسعى إلى خلع جبل العرب موضوعياً ومعروفياً وجغرافياً عن محيطه، وهذا الخلع والانزياح لا يمكن أن يحدث بأي شكل من الأشكال"، مؤكدة أن الحراك في السويداء "يرفض الهويات المذهبية الطائفية".

ودعت أبو عساف ما سمته "الأصوات الانفصالية" إلى "إعادة النظر فيما يتحدثون عنه من تصور نظري لإقامة دولة مذهبية، لأنها لن تعيش أبداً، فالدولة المذهبية هي دولة عابرة، ولا يمكن أن تمتلك شروط الدولة أو المجتمع أو الأمة حتى وإن عاشت فستعيش لفترة وجيزة، لأنها لا تملك أي مقومات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية".

حزب "اللواء": مطالبات الساحة لا تحل المشكلة

في مقابل ذلك، قال عضو حزب "اللواء"، جابر جابر، في تصريح خاص لموقع "تلفزيون سوريا" إنه "يجب أن نكون موضوعين أكثر بأن مطالبات الساحة جميعها لا تحل المشكلة، بل إن حل المشكلة الحقيقي يكمن في إقامة دولة فيدرالية متمثلة بتجربة سابقة مثل تجربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية".

من جانبه، قال نورس، وهو من مناصري الحزب، إن أهالي السويداء والمعارضة السورية "تركت النظام الفاسد والظلم والفساد، ولحقوا بمكون معارض يحمل عدائية مطلقة لإيران"، متساءلاً "ماذا فعلت قسد لتنال كل هذا الهجوم بسبب دعمها لحزب اللواء".

حزب "اللواء" على طريق "الإدارة الذاتية"

وكان حزب "اللواء أعلن، في 19 تموز الماضي، عن تأسيس مؤسسات خدمية بديلة لمؤسسات النظام السوري، ما أعطى مؤشراً جديداً على رغبته بتأسيس "إدارة ذاتية" مستقلة خاصة بالمكون "الدرزي"، أسوة بمناطق شمال شرقي سوريا الخاصة التي يغلب عليها الطابع "الكردي".

وكشف الحزب مؤخراً عن تأسيسه مكتب العمل والبلديات، بالإضافة إلى مكتب خدمات المياه، ومكتب التدخل الطبي السريع، وأيضاً فريق الدفاع المدني، مؤكداً أنه يقوم بـ "خطوات مدروسة نحو الإدارة الذاتية للمجتمع".

ومع هذه الخطوات، يرفض المشاركون في حراك ساحة الكرامة في السويداء أي مشاريع تفرض أجندات طائفية وانفصالية، فيما تصاعدت الاتهامات من الأصوات المحسوبة على النظام السوري للحزب بسعيه للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على السويداء.