icon
التغطية الحية

محادثات أميركية مع نظام الأسد لإطلاق سراح الأميركي "مجد كمألماز"

2022.02.18 | 14:39 دمشق

21syria-hostage-jumbo.jpg
المواطن الأميركي مجد كمألماز المعتقل في سجون النظام السوري
ألمونيتور - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تسعى إدارة بايدن للحوار بشكل مباشر مع نظام الأسد فيما يخص المواطن الأميركي مجد كمألماز، بحسب ما ذكرت أسرته التي تحيي الذكرى الخامسة لاختفائه بمناشدة عاجلة وجهتها إلى البيت الأبيض.

بداية قصة الاعتقال

اعتقل كمألماز عند حاجز تابع للنظام بالقرب من دمشق في شباط 2017، وتم تغييبه قسرياً منذ ذلك الحين، فقد وصل هذا الطبيب المختص بعلم النفس السريري والذي كان يبلغ من العمر حينئذ 64 عاماً من فيرجينيا إلى العاصمة السورية قبل يوم من اعتقاله وذلك ليقوم بزيارة لأقاربه عقب وفاة أحد أفراد عائلته.

وهكذا أصبح هو والصحفي أوستن تايس من بين العديد من الأميركيين الذين يعتقد أنهم معتقلون لدى نظام الأسد خلال الحرب السورية. بيد أن النظام لم يعترف أمام الملأ باحتجازهما.

ولهذا تضغط أسرة مجد على الحكومة الأميركية حتى تقوم بعقد اتفاق مع النظام السوري، ومن الجهود المبذولة في هذا السياق، ما قام به المبعوث الخاص للرئاسة الأميركية لشؤون الأسرى، روجر كارستينز الذي تواصل بشكل مباشر مع مسؤولين لدى النظام السوري خلال العام المنصرم بحسب ما ذكرت أسرة مجد كمألماز.

لا علاقات طبيعية مع النظام السوري

رفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تأكيد عمليات التواصل مع النظام لكنه قال: "إننا ملتزمون بمتابعة جميع السبل للتوصل إلى حل بشأن تلك الملفات".

وأضاف: "إن بعثتنا تسعى لإعادة أبناء شعبنا إلى ديارهم، وقد يتطلب ذلك في بعض الأحيان قيام محادثات مباشرة مع أنظمة وحكومات ليست لدينا معها علاقات طبيعية".

إلا أن بعثة النظام السوري إلى الأمم المتحدة لم تعلق على الموضوع عندما طلب منها ذلك.

بيد أن الأمل بعودة مجد كمألماز إلى بلده سالماً قد زاد عقب إرسال إدارة ترامب كارستينز مع كاش باتيل وهو مسؤول رفيع لدى البيت الأبيض مختص بمكافحة الإرهاب، وذلك ليتفاوضا بشأن الأسرى مع رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك، والذي فرضت عليه عقوبات أميركية صيف عام 2020.

جهود بلا جدوى

عاد باتيل وكارستينز خاليي الوفاض بلا أي اتفاق، وذلك لأن النظام طالب مرات عديدة بأمور ترقى لتغيير كبير في السياسة الأميركية مقابل حصول الولايات المتحدة على معلومات عن هؤلاء المعتقلين، وقد شمل ذلك المطالبة بسحب القوات الأميركية من سوريا، ورفع العقوبات وعودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والولايات المتحدة.

تخبرنا مريم كمألماز بنت مجد حول تلك الرحلة السرية إلى دمشق فتقول: "نريد أن نعرف ما حدث كما فعلت الإدارة الأميركية السابقة عندما حققت تقدماً كبيراً، فقد تقدموا للأمام في الماضي، فلم لا يستطيع الرئيس أن يمضي قدماً اليوم؟"

وفي تصريح له ذكر كارستينز بأن الإدارة الأميركية تواصل "السعي من أجل الحصول على مساعدة من قبل النظام السوري" وذلك لحل قضية كمألماز وغيره من الأميركيين المحتجزين في سوريا.

وأضاف: "تواصل الحكومة الأميركية التزامها تجاه مواصلة التقدم بقضية مجد كما تسعى في كل السبل لإعادة المواطنين الأميركيين إلى ديارهم".

الإدارة الأميركية تعطل العملية

أثنت مريم بشكل كبير على الجهود التي بذلها كارستينز إلا أنها ذكرت بأن هنالك "تعطيلاً" في مكان آخر من الإدارة الأميركية، فهي تعتقد بأن إطلاق سراح والدها يحتاج إلى شيء من الدبلوماسية على المستوى الرفيع التي لا يمكن أن تتم بلا ضوء أخضر من قبل البيت الأبيض، حيث تقول: "تبين لنا من خلال الاجتماعات السابقة مع مسؤولين بأن الجانب السوري طلب التحدث إلى مسؤول أميركي رفيع المستوى فقط لا غير. إذن فإن مسؤولاً أميركياً رفيعاً بوسعه أن يتخذ قراراً من دون أن تقف السياسة في طريقه، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال البيت الأبيض".

من جانب آخر عبرت والدة أوستن تايس، ديبرا تايس عن سخطها بصورة مماثلة في شهر كانون الأول الماضي خلال مؤتمر صحفي، وصفت فيه البيت الأبيض بأنه "عقبة" أمام عودة ابنها. وفي شهر تشرين الأول الفائت، وجه أقارب 26 أميركياً اعتقلوا ظلماً خارج البلاد رسالة مفتوحة للرئيس جو بايدن، سألوه فيها عما إذا كان أمر إنقاذ أحبائهم يعتبر أولوية قومية بالنسبة له أم لا.

يذكر أن أسرة كمألماز تسعى للقاء مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في البيت الأبيض، بما  أنه طلب من عائلات الأسرى أن تلتقي به بصورة شخصية خلال مكالمة فيديو أجريت في 3 كانون الأول.

سافر إبراهيم كمألماز، وهو أحد أبناء مجد الخمسة، من دبي إلى واشنطن خلال هذا الأسبوع ليعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في إدارة بايدن، لكنه لم يحظ بفرصة اللقاء مع سوليفان.

ومما يعقد الجهود الساعية لتحرير هؤلاء الأميركيين هو عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين سوريا والولايات المتحدة، فقد كان المسؤولون الأميركيون ينقلون رسائلهم حول الأسرى من خلال وسطاء، بينهم جمهورية التشيك، ومدير الأمن العام في لبنان عباس إبراهيم، الذي لعب دور الوسيط في عملية الوساطة الناجحة التي قامت في عام 2019 وتم بموجبها تحرير السائح الأميركي سام غوودوين.

 

جهود إدارة ترامب

تواصلت إدارة ترامب بشكل مباشر مع نظام الأسد، إذ نقلت صحيفة نيويورك تايمز وقتئذ بأن مايك بومبيو الذي كان يشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات الأميركية اتصل بمملوك في شباط 2017، إلا أن التواصل انقطع بين الطرفين عقب الغارات الصاروخية الأميركية التي استهدفت مواقع عسكرية في سوريا. وفي عام 2020، وجه الرئيس دونالد ترامب بنفسه رسالة لبشار الأسد طلب منه فيها إجراء حوار بخصوص تايس.

بصيص أمل

خلال التحركات التي جرت في العام الماضي، كان أبناء كمألماز متفائلين جداً بالتغير الحاصل في الإدارة الأميركية والذي يمكن أن يضخ دماء جديدة تحيي عملية البحث. ولكن بعد مرور عدة أشهر، أخذت مريم تتابع خيوطاً جديدة للقصة من منزلها في غرانت برايري بتكساس، ثم أتى إبراهيم من دبي.

ظهر بصيص الأمل الوحيد عندما حصلت مريم وشقيقها إبراهيم على وثيقة من قبل النظام السوري تثبت بأن كمألماز ما يزال على قيد الحياة بحسب رأي أسرته. ومما زاد أملهم ما قدمته لهم مصادر من داخل سوريا من معلومات.

وتعلق مريم على ذلك بقولها: "أخذ الوضع يزداد صعوبة سنة بعد سنة، ومرة بعد مرة، إذ علينا أن نتواصل مع الحكومة الأميركية قبل أن نخطو أي خطوة للأمام بشأن قضية والدنا.. يجب أن نكون مطمئنين إلى أن حكومتنا تفعل كل ما بوسعها فعله، لكننا لم نصل لتلك الطمأنينة حتى الآن".

المصدر: ألمونيتور