icon
التغطية الحية

مجزرة داريا وتهجير أهلها.. شهادات مروعة من مدينة مهملة ومنسيّة تصارع للبقاء

2024.08.25 | 17:49 دمشق

آخر تحديث: 25.08.2024 | 18:31 دمشق

دمار
آثار الدمار في مدينة داريا بريف دمشق من جراء قصف النظام السوري (المجلس المحلي للمدينة)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • مجزرة داريا: أسفرت عن مقتل 712 شخصاً وتدمير المدينة بنسبة 95%.
  • ناجون من المجزرة تحدّثوا عن تلك المأساة ووصفوا مشاهد مروعة للإعدامات الميدانية.
  • الحصار والقصف: استمر حصار المدينة 4 سنوات مع قصف يومي مكثف، أدى لتهجير السكان وتدمير البنية التحتية.
  •  قوات النظام سرقت محتويات المنازل وباعتها في أسواق البلدات المجاورة بعد تهجير من تبقى فيها.
  • سكان داريا يؤكدون أن المدينة صامدة بفضل جهود أبنائها، حيث تعاني ترديا في الخدمات ويتهمون النظام بتعمد ذلك.
  • المدينة تفتقر إلى مستشفى وخدمات طبية ملائمة، في حين تنتشر فيها السرقات بكثرة.

تواصل داريا حمل جراح الماضي وندبات مجزرتها الكبرى وتهجير من بقي من أبنائها، محمّلة بشهادات مروعة عن تلك الفصول السوداء التي دمرت نسيجها الاجتماعي وطمست معالمها، لتظل صرخات سكانها صدى يتردد وسط تجاهل عالمي صارخ، وإفلات "المجرمين" من العقاب.

قبل 12 عاماً، تعرضت مدينة داريا، جنوب غربي العاصمة دمشق، لمجزرة على يد قوات النظام، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص، وامتدت من 20 إلى 25 آب / أغسطس 2012. بدأت المجزرة بقطع الكهرباء والاتصالات، ثم استهدفت قوات النظام المدينة بالقذائف والغارات الجوية، وذلك في ثاني أيام عيد الفطر، قبل فرض حصار عليها، وفي يوم 24 من الشهر نفسه، ارتكبت قوات النظام العديد من المجازر والإعدامات الميدانية واعتقلت العشرات.

بعد نحو شهرين من المجزرة، حاول النظام اقتحام المدينة مجدداً، ما دفع معظم السكان إلى مغادرتها خوفاً من تكرار المأساة، وحاصرها لأربع سنوات، قبل أن يجبر من بقي فيها في آب / أغسطس 2018 على مغادرتها، ويفرض سياسة "التهجير" باستخدام سلاح التجويع والقتل.

  • في ذكرى المجزرة وتهجير المدينة، استذكر بعض من أبنائها، خلال حديثهم لموقع تلفزيون سوريا، اللحظات المروعة التي عاشوها، وتحدثوا عن وضع داريا الذي يهملها النظام بشكل متعمد، ويحرمها من الخدمات.

المشافي الميدانية ممتلئة وصرخات المرضى تعلو فوق صوت القصف

بداية حاصرت قوات النظام، بقيادة "الحرس الجمهوري" و"الفرقة الرابعة"، مدينة داريا من جميع الجهات وأغلقت كافة مداخلها الرئيسية، واندلعت مواجهات بين هذه القوات ومقاتلي "الجيش الحر"، الذين حاولوا الدفاع عن مدينتهم رغم قلة المعدات والخبرة، تزامنت هذه الاشتباكات مع قصف مكثف استهدف وسط المدينة، وفقاً لما رواه ابن المدينة والشاهد على الاقتحام، محمد همار، لموقع "الذاكرة السورية".

دفعت قوات النظام، بأعدادها الكبيرة، مقاتلي "الجيش الحر" إلى التراجع حيث اتفقوا على الانسحاب ظناً أن الحملة تستهدفهم وبالتالي يستطيعون حماية المدنيين، ولكن ذلك لم يحصل واستمرت قوات النظام بالاقتحام، وتمكن بعضهم (مقاتلو الجيش الحر) من الانسحاب باتجاه مدينة معضمية الشام المجاورة عبر منفذ لم تغلقه قوات النظام في البداية، بينما لجأ آخرون إلى الأراضي الزراعية الواقعة بين صحنايا وداريا، فيما اختبأ البعض داخل المدينة نفسها، بحسب "همار".

تقول "أماني" (شابة ثلاثنية) إنها لا تستطيع نسيان اللحظات  عندما جاء شقيقها إلى منزل جدتها وأمسك بيدها ليأخذها إلى أحد المشافي الميدانية، جلس شقيقها بجانبها في السيارة، خوفاً من أن يتعرضوا للاستهداف في أثناء القصف العنيف. وصلت "أماني" إلى "شقة أرضية" حوّلها أصحابها إلى مستشفى ميداني، وذُهلت لحظة دخولها بأصوات الجرحى والأسِرّة المليئة بالمرضى والدماء المتناثرة على الأرض.

تقول: "لحظة دخولي، تجمّدت أطرافي وتوقف قلبي عن الخفقان، لم أتوقع أن أرى مثل هذا المنظر في حياتي، انهمرت دموعي حتى قاطعتني صديقتي قائلةً: هيا إلى العمل، فلا وقت لدينا."

بقيت "أماني" في المستشفى يوماً كاملاً، ولكن شدة القصف واستهداف المنطقة أجبرتهم على الخروج ونقل المرضى إلى مستشفيات ميدانية أخرى، حيث توجهت مع شقيقها إلى مستشفى قريب من الحديقة المركزية في المدينة.

توقعت "أماني" أن ما رأته في المستشفى الأول هو أقسى ما يمكن أن تواجهه، لكن الصدمة الحقيقية كانت عند دخولها إلى المستشفى الجديد، حيث كان المرضى في كل مكان، بعضهم فقد أطرافه أو عينيه، و"علي" الشاب الضخم كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. صرخات المرضى كانت تغطي على صوت القصف من شدة آلامهم، والأدوية كانت شحيحة، وقوات النظام تتقدم في المدينة التي أصبحت أشبه بمدينة أشباح.

لم يمضِ يوم كامل على وجودها في المستشفى حتى جاء شقيقها وطلب منها المغادرة فوراً مع بقية الممرضات والممرضين، لأن قوات النظام باتت على مشارف المنطقة. تعالت الصرخات حول كيفية ترك الجرحى، ليقاطعهم صوت أحد الأطباء قائلاً: "سنخرج من نستطيع إخراجه. لنا الله لن ينسانا."

تمكنت قوات النظام من دخول المستشفى الذي لم يستطع القائمون عليه إفراغه من كل الجرحى، دون معرفة مصيرهم، ولكن المعروف أنهم تعرضوا لتعذيب وحشي من قبل عناصر النظام، الذي وثق أحدهم انتهاكاتهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً.

وفي ليل ذلك اليوم اضطرت "أماني" أن تقوم برفقة صديقتها الطبيبة بجولة على بعض الجرحى في المدينة التي يخيم عليها الظلام الذي يتخلله أصوات القصف فقط. كانت تمشي إلى جانب الجدران وتحتمي بين الحواري الضيقة خوفاً من القناصات والقذائف.

لم تستطع "أماني" الصمود في المدينة طويلاً حيث غادرتها صباحاً برفقة عائلتها وصديقتها عبر طريق فرعي واصل مع بلدة صحنايا الملاصقة، وضعت فيه قوات النظام ساتراً ترابياً قليل الارتفاع استطاعوا تجاوزه والسير بين الأشجار المنتشرة بالأراضي الزراعية بين داريا وصحنايا والاختباء في منزل هناك لم تصل إليه قوات النظام.

خوف وترقب وأصوات التعذيب والإعدامات الميدانية.. لحظات تأبى الذاكرة نسيانها

"لم يستطع من عاش لحظات المجزرة في داريا نسيان تفاصيلها، فقساوة ما حدث أكبر من أن تحتفظ به الذاكرة. كيف تنسى مشاهد الإعدام الميداني؟ المداهمات؟ نزول الأمهات على أقدام ضباط النظام والتوسل إليهم بعدم إعدام أبنائهم؟ والخوف في عيون الأطفال؟ وارتعاش أيدي الكبار وسط قهقهات عناصر قوات النظام؟ كما يصف "أبو ملهم" الستيني المشهد الذي عاشه".

بقي "أبو ملهم" في منزله بعد أن أجبر كافة أفراد عائلته على مغادرة المدينة خوفاً عليهم، ظناً منه أن قوات النظام لن تعتدي على كبار السن، وأنه سيحمي منزله. يصف تلك اللحظات قائلاً: "ليس هناك أي كلمات تعبّر عن تلك الأحداث، دخلت قوات النظام إلى الحي الذي أسكن فيه وبدؤوا بمداهمة المنازل واحداً تلو الآخر، جارتنا أم محمد لم تغادر منزلها وبقيت مع أبنائها الستة وزوجات أربعة منهم، لكنها لم تتوقع أن تراهم يسحبون على الأرض خارج منزلها، هرولت مسرعة مستجمعة كل قواها، محاربة لخوفها الذي كان واضحاً في لهثاتها، وانحنت أمام قدمي الضابط متوسلة إليه بإطلاق سراحهم، لكن ليزيد من حرقة قلبها أطلق سراح 4 منهم وأبقى أكثرهم شباباً قيد الاعتقال، وفشلت كل محاولاتها التي انتهت بصرخة من الضابط جمّدت الدم في عروقنا جميعاً".

رأى "أبو ملهم" عناصر من النظام ينهالون بالضرب المبرح على ابن أعز جيرانه وأصدقائه، ثم أنزلوه إلى قبو أحد الأبنية السكنية، وعندما نزل إلى القبو بعد مغادرتهم، وجده قد فارق الحياة بعد أن استقرت إحدى الرصاصات في رأسه.

أما "ميساء"(شابة ثلاثينية تعيش في داريا) فتتذكر أيام المجزرة دائماً، فقوات النظام أخذت زوجها أمام أعينها، وحينها استرقت النظر من شرفة منزلها لتجده مصطفاً إلى جانب عدد كبير من الشبان على جدار إحدى مدارس المدينة، وتزاحمت الأفكار في رأسها: "لماذا؟ وما مصيره؟ وهل سيعود؟ ليقطع صوت الرصاص سلسلة أفكارها وتراه يسقط أرضاً بعد إعدامه ميدانياً مع كافة الشبان".

"كيف يمكنني نسيان مشهد إعدام زوجي؟ لقد سرقت قوات النظام سعادتي وكل ما أملك، أخذت والد أطفالي مني، تمنيت لو لم أرَ ذلك المشهد، تمنيت لو مت قبل أن أشهده."

أما "خديجة"، فلا تستطيع نسيان أصوات التعذيب وأنين وصرخات الشبان الذين اعتقلتهم قوات النظام من حيّها ووضعتهم في بناء قيد الإنشاء بجانب منزلها.  تقول: "قضيت الليل كاملاً وأنا جالسة لم تغمض عيني، كيف لي أن أنام وقد داهموا منزلنا واعتقلوا شبان الحي؟ أصوات تعذيبهم تعالت مع هدوء الليل، أي عاقل يستطيع النوم؟ لا الأصوات تجعلك تنام، ولا القهر ولا الخوف."

بقيت "خديجة" حبيسة بيتها حتى تأكدت من مغادرة قوات النظام، وهرعت مسرعةً إلى المنزل المجاور، لكنها لم تجد الشبان ولا الجثث، فقط آثار الدمار على الجدران وفي الأرض، ربما كان مصيرهم الاعتقال.

ناجي "بقدرة الله"

أنزلت قوات النظام عشرات الشبان والرجال قرب مدرسة "الدباس" إلى قبو أحد المباني  في مدينة داريا، وبدأت بإطلاق الرصاص عليهم واحداً تلو الآخر، ولكن "قدر الله" شاء أن ينجو أحدهم.

عندما فتحت قوات النظام النار على الشبان، تناثرت الدماء في كل زاوية، وسقط "الناجي" الذي كان واقفاً بينهم على الأرض مغشياً عليه. غطت جسده دماء رفاقه، فاعتقد الجنود أنه قد فارق الحياة.

ولكن بعد مغادرتهم، استفاق والدماء تغطيه وتغطي كل شبر في المكان، ليبقى الشاهد الوحيد على تلك المجزرة التي أودت بحياة 12 من أفراد عائلته (والده وأعمامه وأبناء عمومته) إلى جانب العشرات.

بعد انسحاب قوات النظام إلى أطراف البلدة عقب المجزرة، شرع الأهالي في عملية مؤلمة لإحصاء القتلى، والتي استغرقت عدة أيام، حيث وثق "فريق التوثيق في داريا" أسماء 512 ضحيةً، بالإضافة إلى 200 شخص مجهولي الهوية، ليصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 712.

لم تستطع مقابر البلدة استيعاب هذا العدد الهائل من الجثث، مما اضطر الأهالي إلى حفر مقبرة جماعية، لتظل أرضها شاهدة على تلك الفظائع.

ما بعد المجزرة

منذ عام 2012، تعرضت مدينة داريا للقصف المتواصل والحصار الذي فرضته قوات النظام على مدار أربع سنوات، حتى توصلت لجنة تمثل فصائل وفعاليات المدينة إلى اتفاق مع النظام يقضي بإفراغ المدينة في 26 آب / أغسطس 2016.

عاشت المدينة أوقاتاً لا تُنسى، حيث ارتكبت قوات النظام العديد من المجازر بفعل القصف، ودُمرت المدينة بنسبة 95% وفقاً لما وثقه المجلس المحلي في داريا في تلك الفترة.
وشهدت المدينة قصفاً يومياً يصل إلى 80 برميلاً متفجراً، بالإضافة إلى القصف بالطيران الحربي وقذائف الهاون والمدفعية.

منذ انطلاق الثورة السورية، فقدت داريا 2911 شخصاً، واعتقل النظام 5193 آخرين. لا يزال 2560 منهم محتجزين، بينما تم الإفراج عن 2292 معتقلاً سابقاً، فيما توفي 341 شخصاً في السجون والمعتقلات الأمنية، وفقاً لبيانات "فريق التوثيق في داريا".

تعفيش وسرقات قبل السماح بالعودة

لم يُسمح لأهالي داريا بالعودة إلا بعد سنتين من التهجير، حيث زعم النظام أن هذا التأخير كان بسبب ترحيل الأنقاض وفتح الطرقات ولأسباب أمنية وسياسية.

وخلال تلك السنتين، أكملت قوات النظام سرقة محتويات المدينة وإحراق المنازل، حتى إنها فتحت أسواقاً في صحنايا المجاورة لعرض ما سرقته من المدينة.
قالت سيدة تعيش في داريا حالياً لموقع تلفزيون سوريا، وفضلت عدم الكشف عن اسمها، إن قوات النظام سرقت محتويات المنازل وعرضتها للبيع في أسواق المستعمل بالبلدات المحيطة.
وأضافت أنها عثرت على العديد من أدوات منزلها معروضة للبيع، لكنها لم تجرؤ على الاعتراف بذلك.

ولفتت إلى أن حالها كان مماثلاً لحال العديد من سكان داريا الذين سرق عناصر النظام ما تبقى من أثاث منازلهم وأدواتهم، وقاموا ببيعها في أسواق المستعمل.

النظام يعاقب المدينة.. وأبناؤها يصرون على النهوض بها

عندما فتحت قوات النظام أبواب المدينة، بدأت أولاً بتحديد دخول مجموعات وأسماء معينة، ثم فتحت المدينة بالكامل، ليصدم الأهالي بحجم الدمار.

واتبع النظام سياسة معاقبة المدينة، حيث لم يقدم أي خدمات للسكان وتركهم لمصيرهم، كما أكد العديد من السكان لموقع تلفزيون سوريا، حيث ترى "أم أنس" أن ما وصلت إليه داريا حالياً كان بفضل جهود أبنائها فقط.

ورغم مرور 8 سنوات على التهجير، لا تزال داريا تعاني من سوء الخدمات على جميع الأصعدة، فالكهرباء لا تصل إلا لساعات قليلة أو ربما لا تصل في بعض المناطق، مما دفع الأهالي للاعتماد على الأمبيرات أو الطاقة الشمسية. كما أن الاتصالات الأرضية غير متوفرة في العديد من المناطق بسبب تدمير الشبكات وإهمال النظام. وأيضاً، تعاني المياه من انقطاعات طويلة وتلوث، مما أجبر السكان على الاعتماد على الآبار الارتوازية.

ويضطر الأهالي للانتظار من 3 إلى 6 ساعات يومياً للحصول على "ربطة الخبز" بسبب الازدحام الشديد وغياب التنظيم الفعّال.

الخدمات الطبية سيئة

لم تتوقف نداءات سكان مدينة داريا منذ 6 سنوات لإعادة تأهيل "المشفى الوطني" أو بناء مشفى آخر لتلبية احتياجات المنطقة الطبية من دون أي استجابة، وأطلق سكان المدينة مؤخراً نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن داريا تفتقر إلى مشفى يقدم جميع الخدمات الطبية للأهالي بشكل مجاني أو بأسعار رمزية.

وقالت سيدة من داريا تدعى "علياء الباشا" لموقع تلفزيون سوريا، إن المدينة تضم عيادات ومراكز طبية تقدم العلاج والإسعافات الأولية فقط، مؤكدةً أن المرضى الذين يتعرضون لحوادث طبية مفاجئة أو يحتاجون لتدخلات جراحية يضطرون للذهاب إلى مشافي العاصمة دمشق.

وبينت "الباشا" أن عدم وجود مشفى يعقد الأمور على السكان، الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام السوري.

وتعاني داريا أيضاً من سوء شبكات الصرف الصحي وانتشار القوارض في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، ووجود كميات كبيرة من الأنقاض غير المرحلة وغرق كثير من الشوارع بالوحل في الشتاء نتيجة الأمطار، فضلاً عن تهالك العديد من المباني التي يخشى السكان من سقوطها. كما تفتقر المدارس لوجود كوادر تعليمية جيدة، وسط انتشار السرقات، خاصة لألواح الطاقة الشمسية، وسط اتهام الأهالي للسلطات المعنية في النظام السوري بالتغاضي عن الأمر.