كشف مصدر مطلع عن عزم "الإدارة الذاتية" رفع أسعار المحروقات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، تزامناً مع نقص في كميات المحروقات الموجودة في محطات الوقود.
وقال المصدر لموقع تلفزيون سوريا إن "مكتب المحروقات في الإدارة الذاتية أوقف بيع مادة المازوت الممتاز للمواطنين منذ أسبوع من دون توضيح الأسباب".
وأضاف أن "الإدارة الذاتية تخطط لرفع أسعار المحروقات وخاصة المازوت بشكل تدريجي، بالتزامن مع إنقاص كمية المحروقات المخصصة لمحطات الوقود في مناطق سيطرتها".
وفي أيلول 2021، رفعت الإدارة الذاتية سعر المازوت فئة 75 من 150 إلى 410 ليرات سورية لليتر الواحد، من دون أي قرار رسمي، كما لجأت إلى خفض كمية مادة البنزين والكاز عن محطات الوقود لزيادة الطلب عليها وتوفيرها بسعر أعلى بنسبة 100%.
ويقول مسؤولو الإدارة الذاتية إنه "لم يحدث أي تغيير في أسعار المحروقات وإنَّ مادة المازوت الحالية هي ذات جودة أعلى ومخصصة للسيارات الحديثة".
أسباب الأزمة
من جانبه أشار موظف في محطة محروقات بالحسكة إلى أن "الإدارة الذاتية خفضت حصص المحطات من الوقود للنصف ما خلق أزمة كبيرة وهناك حالة من الفوضى في الأسعار إذ تباع مادة البنزين أحيانا بسعر 210 ليرات، وأحياناً أخرى بسعر 410 ليرات، وأيضاً بسعر 710 ليرات للتر الواحد، وجميعها من نفس النوع والجودة".
وأضاف، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أن "مادة المازوت بالأسعار القديمة لم تعد متوفرة في المحطات عموماً والنوع الحالي المسمى "ممتازاً" يُباع بسعر 410 ليرات للتر الواحد وأيضاً بكمية قليلة لا تغطي كمية الطلب عليه".
وتوفر الإدارة الذاتية مادة المازوت المخصص للتدفئة بسعر 85 ليرة للتر الواحد، إلا أن نسبة 50% من الأهالي لم يستلموا مخصصاتهم من المازوت إلى اليوم بحسب ما أكد مواطنون.
ولجأ معظم المزارعين إلى شراء مادة المازوت بسعر 410 ليرات سورية من جراء عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت والذي يباع بسعر 135 ليرة لأصحاب الآبار والأراضي المرخصة لدى "الإدارة".
وبداية العام الجاري، بدأت محطة وقود تابعة "للإدارة الذاتية" في مدينة الحسكة ببيع اللتر الواحد من المازوت بسعر 810 ليرات على أنه نوع جديد، ما آثار غضب المواطنين جراء قطع عموم أنواع المحروقات عن المدينة.
طوابير أمام محطات الوقود
وقال خليل الحسين، وهو سائق سيارة شحن من الحسكة، إن "محطات الوقود في الحسكة تعاني من نقص المحروقات منذ أشهر وبكل أنواعها من بنزين ومازوت وكاز"، مبيناً أن "طوابير السيارات تمدد لمئات الأمتار أمام محطات الوقود".
وأكد الحسين أن "محطة الوقود في صفيا، يملكها شخص يعمل لصالح الإدارة الذاتية، طرحت مادة مازوت بسعر 810 ليرات تزامناً مع فقدان المازوت في كامل المدينة، ما أجبر المواطنين على تعبئة هذا النوع بالرغم من أن المادة لم تكن مختلفة عن الأنواع السابقة".
ويتهم الحسين "الإدارة الذاتية بخلق أزمة في مادة المحروقات تمهيداً لرفع الأسعار ولدفع المواطنين لقبول أسعار الأمر الواقع كما حدث قبل أشهر مع رفع سعر لتر المازوت من 75 ل.س إلى 410 ل.س بنسبة تجاوزت 500%".
وعلقت الإدارة الذاتية مؤقتاً بيع مادة المازوت بسعر 810 ل.س للتر الواحد جراء موجة الاحتجاج الشعبي على السعر الجديد، ولجأت إلى وقف توزيع المازوت الممتاز وخفض كمية المحروقات المخصص للمحطات لتهيئة الرأي العام لقبول رفع الأسعار في الفترة القادمة، بحسب المصدر.
وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت قراراً يحمل الرقم "11"، يقضي برفع أسعار المحروقات بنسبة تجاوزت 300 في المئة لبعض الأنواع، قبل أن تتراجع عن القرار على خلفية مظاهرات شعبية عمت مناطق سيطرتها وسقط إثرها ضحايا مدنيون برصاص قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في الحسكة وريفها.