شهدت قاعدة "التنف" الأميركية جنوبي سوريا، مؤخرا تدريبا عسكريا أجرته قوات التحالف الدولي لفصيل "مغاوير الثورة"، اسُتخدمت فيه منظومة صواريخ "هيمارس" الأميركية.
"مغاوير الثورة"، نشر صورا للتدريب، حينئذ، وقال إنها للحظة إطلاق صواريخ "هيمارس" خلال تدريبات مشتركة مع قوات التحالف الدولي في منطقة الـ 55كيلومترا.
وأوضح أن الغرض من التدريبات العسكرية هو "إظهار مهارات الجنود وقدراتهم على الدفاع عن سكان المنطقة من أي هجوم".
قاعدة التنف
تقع قاعدة "التنف" في منطقة الــ 55 شرقي حمص، قرب مثلث الحدود بين سوريا والأردن والعراق، أنشأها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة الأميركية، عام 2016، في إطار حربه ضدّ تنظيم "الدولة"، وعلى مقربة من القاعدة الواقعة على طريق بغداد - دمشق الاستراتيجي، تتمركز ميليشيات مسلّحة تدعمها إيران.
و"التنف" هي الموقع الوحيد الذي نشرت فيه الولايات المتحدة الأميركية قوة كبيرة في سوريا خارج مواقع تمركزها ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، وتهدف القاعدة إلى احتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
ميزات منظومة "هيمارس"
يعد نظام "إم 142 هيمارس" الصاروخي إصداراً حديثاً وأخف وزناً وأكثر رشاقة مثبتاً على العجلات من راجمة الصواريخ المتعددة M270 المثبتة على الجنزير.
ووفق معلومات نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن ميزة هذه المنظومة الصاروخية المتطورة تتحدد في كونها عبارة عن وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق عدة صواريخ دقيقة التوجيه في وقت متزامن.
وأوضحت الصحيفة أن منظومة هيمارس (M142) تندرج ضمن خانة الأنظمة الصاروخية العالية الحركة، التي تم تطويرها منذ سبعينيات القرن الماضي من قبل القوات الأميركية والقوات المتحالفة.
وأضافت أن وحدات "هيمارس" تحمل جرابا واحدا مُحمَّلا مسبقا بستة صواريخ موجّهة عيار 227 مم، أو جرابا كبيرا مُحمَّلا بصاروخ تكتيكي لنظام الصواريخ التكتيكية (ATACMS).
و عن فاعليتها الهجومية قالت الصحيفة إن هذه المنظومة تستوجب توافر طاقم عسكري صغير مدرّب بعناية لإزالة الجراب المستهلك، وتحميل واحد جديد في دقائق، دون مساعدة المركبات الأخرى.
وقالت إن الصواريخ الموجّهة بوساطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تطلقها "هيمارس" لها مدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر (M777).
وعن ميزات وفاعلية المنظومة الجديدة، أفادت الصحيفة بأن منظومة "هيمارس" يمكنها أن تكون خارج نطاق المدفعية على بعد 80 كيلو مترا، ويمكنها أن تعرض البطاريات التقليدية للخطر.
تاريخ نشرها بسوريا
وفق وكالة "رويترز" فإن منظومة "هيمارس" موجودة في سوريا منذ عام 2017، وتحديدا في قاعدة "التنف".
وجاء نشرها في ذلك الوقت بعد تعرض القاعدة لهجوم من قبل ميليشيات إيرانية، تصدت له القوات الأميركية التي استقدمت بعد ذلك تعزيزات عسكرية من بينها هذه المنظومة.
كما نشرت واشنطن نظام صواريخ "هيمارس" على الحدود التركية لضرب مواقع لتنظيم "الدولة" في أثناء المعارك ضد التنظيم.
واستخدمت المنظومة أيضا عدة مرات على الحدود الأردنية- السورية لضرب خلايا التنظيم الذين تمركزوا في تلك المنطقة.
مجريات قبل التدريب على "هيمارس"
سبق التدريب الأخير على منظومة"هيمارس" توتر في قاعدة "التنف"، إذ تعرض فصيل "مغاوير الثورة" لهجوم جوي لم يوقع قتلى في صفوفه.
ونشر حينئذ، الفصيل عبر حسابه الرسمي في تويتر، صوراً قال إنها من استهداف طائرات مجهولة لمقار تابعة له داخل القاعدة، مضيفاً أن "هذه الهجمات غير مبررة، ولم تنجح إلا في إحداث أضرار بسيطة لمواقعه، ولم يصب أي أحد من قواته بأذى واقتصرت الأضرار على الماديات".
روسيا تبنت هذا الهجوم، ونشرت وزارة دفاعها، تسجيلاً مصوراً، لاستهداف مقار لـ "مغاوير الثورة" في محيط قاعدة "التنف".
وزعمت الوزارة أن قوات النظام السوري اكتشفت بدعم من طائرات الاستطلاع الروسية "الإرهابيين"، مضيفة أنه "تم توجيه ضربة عالية الدقة قضت عليهم"، بحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم.
مسؤولون أميركيون علقوا على الحادثة، وقالوا إن الروس زعموا أن فصيل "مغاوير الثورة" نفّذ هجوماً بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية تسببت بوقوع جرحى وقتلى بين صفوف العسكريين الروس.
لكن المسؤولين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة "تعتقد أن ذلك لم يحدث، والروس استخدموا ذلك ببساطة كسبب لشن غارات جوية"، مضيفين أن "هذا النوع من الاستفزاز الروسي نادر، لكنه لا يعد غير مسبوق".
من جهة أخرى، ذكر مسؤولون دفاعيون أميركيون أن روسيا حذّرت الجيش الأميركي، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أنها ستشن ضربات جوية ضد مقاتلين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرقي سوريا، مشيرين إلى أن هدف روسيا "إيصال رسالة مفادها أنه بإمكانهم الهجوم من دون القلق من الانتقام".
وأوضح المسؤولون أن التحذير الروسي أدى إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير مقاتلي "مغاوير الثورة"، المتمركزين في قاعدة التنف، بالإضافة إلى تأكدهم من عدم وجود قوات أميركية في الموقع، مشيرين إلى أن "القوات الأميركية لم تضطر إلى التحرك، لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، لكن المقاتلين تحركوا من موقعهم"، وفق ما نقلت شبكة "CNN.
زيارة القيادة الأميركية للقاعدة
بعد القصف الروسي، زار نائب القائد العام لعملية "العزم الصلب"، كارل هاريس قاعدة "التنف" وعقد لقاء مع قائد "مغاوير الثورة"، العميد مهند الطلاع.
ناقش الطرفان في الاجتماع أحدث التطورات في المنطقة، وبحثا آليات العمل المشترك من أجل تحقيق هزيمة تنظيم "الدولة" في سوريا، وفق بيان للمغاوير.