ملخص:
- وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة، ويأمل في نجاح المبادرات الجارية لتحقيق ذلك خلال زيارته إلى دمشق بعد يوم من زيارته لبيروت.
- عراقجي يلتقي مسؤولين سوريين، منهم وزير خارجية النظام بسام صباغ ورئيس النظام السوري بشار الأسد، لمناقشة التعاون الثنائي والمبادرات المتعلقة بوقف إطلاق النار.
- العلاقات الإيرانية السورية قيد المراجعة، إذ يسعى الطرفان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي وإزالة العقبات التي تواجه العلاقات بين البلدين.
- الخلاف بين إيران والنظام السوري يتزايد، خاصة حول محدودية الدعم الإيراني للاقتصاد السوري وتقليص الوجود العسكري الإيراني تحت وطأة الغارات الإسرائيلية.
- عراقجي يلغي مؤتمراً صحفياً غير معتاد في دمشق، في ظل الحديث عن تباينات في وجهات النظر بين إيران والنظام السوري حول عدة قضايا.
جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت من دمشق، التأكيد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة، آملا نجاح المساعي الجارية في هذا الصدد.
وقال عراقجي للصحافيين فور وصوله إلى دمشق، غداة زيارة إلى بيروت الجمعة، "القضية الأكثر أهمية اليوم هي وقف إطلاق النار، خصوصا في لبنان وفي غزة".
وتابع "هناك مبادرات في هذا الصدد، وكانت هناك مشاورات نأمل أن تكون ناجحة". وفق وكالة فرانس بريس.
واستهل عراقجي اجتماعاته في دمشق بلقاء وزير خارجية النظام السوري بسام صباغ.
والتقى عراقجي رئيس النظام السوري بشار الأسد، إذ وضعه في صورة المبادرة من أجل وقف إطلاق النار، وفق جريدة الوطن المقربة من النظام.
وقال عراقجي "تعاوننا الثنائي هو محل نقاش واسع للغاية. لدينا علاقات جيدة مع سوريا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ومن الطبيعي أن تكون هناك مراجعة لها".
وتابع "نحاول إزالة العقبات القائمة وإيجاد مجالات (تعاون) جديدة، ومواصلة العلاقات بشكل أفضل مما كانت عليه في الماضي".
ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) عن بشار الأسد قوله: إن "الردّ الإيراني على ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررة على شعوب المنطقة وسيادة دولها، كان رداً قوياً.."، وأضاف "الحل الوحيد أمام الكيان الإسرائيلي هو التوقف عن جرائم القتل وسفك دماء الأبرياء وإعادة الحقوق المشروعة إلى أصحابها".
تحذير من ضربة إسرائيلية لإيران
تأتي زيارة عراقجي وسط أنباء تفيد بأن الضربة الإسرائيلية لإيران أصبحت وشيكة، وفق ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين أميركيين، اليوم السبت.
وقال عدد من الخبراء في مجال صنع القرار على المستويين الاستخباراتي والعسكري لرويترز، إنه لا تزال هناك عوامل تمنع انجرار المنطقة إلى حريق كبير يمكن أن يدفع إسرائيل وطهران إلى صراع متصاعد تُستَدرج إليه دول أخرى.
وأضاف الخبراء لرويترز أن إسرائيل لن تتراجع على الأرجح عن شن هجوم جوي على إيران في الأيام القليلة المقبلة ردا على إطلاق طهران نحو 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل يوم الثلاثاء.
وأعلن حزب الله فجر السبت أنه يخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، في وقت دوت انفجارات جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
خلاف مع النظام السوري
من جهتها قالت مراسلة قناة روسيا اليوم: إنه "على غير العادة ألغى عراقجي مؤتمرا صحفيا في دمشق واكتفى ببعض الكلمات للصحفيين..".
وفي الأشهر القليلة الماضية، تحدّث محللون سوريون استضافتهم وسائل إعلام محلية عن "اختلاف في وجهات النظر" بين إيران والنظام السوري حول قضايا عدة، أبرزها محدودية دعم طهران للنظام في الجانب الاقتصادي وقطاع الطاقة والمحروقات، في خضم أزمة اقتصادية مزمنة تشهدها البلاد.
ويطول التباعد في وجهات النظر كذلك، وفق محللين، وجود إيران العسكري، بعد تقارير عن تقليصها قواتها تحت وطأة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقعها وقادتها منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة. وكانت أبرزها غارة في نيسان/أبريل الماضي نُسبت إلى إسرائيل، واستهدفت مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وكان عراقجي أكد من بيروت الجمعة دعم بلاده لمساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة بشكل "متزامن". وقال "تحدثت مع السلطات اللبنانية، ونحن على اتصال مع دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وبعدما غادر بيروت مساء الجمعة، وصل عراقجي إلى دمشق عبر مطارها الدولي لتعذر انتقاله منها برا الى سوريا، من جراء غارات إسرائيلية استهدفت منطقة المصنع الحدودية وأدت الى قطع الطريق الدولي بين البلدين.