أعلن وزير الدفاع الأميركي أن القوت الأميركية فعّلت بطاريات الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد"، بالإضافة إلى بطارية باتريوت، في مواقع مختلفة من الشرق الأوسط، وذلك تحسباً لنشاطات الميليشيات الإيرانية، وبالتزامن مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة في أعقاب الحرب بين "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة المحاصر.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" يملك معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 % في الاختبارات، في حين تبلغ كلفته نحو مليار دولار.
فما هو نظام "ثاد" وما مميزاته؟
يعتبر نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد" سلاحاً دفاعياً لإسقاط الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي، وهو من تصميم شركة "لوكهيد مارتن"، وتم تطويره خلال تسعينيات القرن الماضي.
ويتكون نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد" من خمسة مكونات رئيسية، هي أجهزة اعتراضية، وقاذفات، ورادار، ووحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم، وهو نفس نوع النظام الصاروخي الذي تدّعي كوريا الشمالية امتلاكه.
وتتكون بطارية نظام "ثاد" من 9 عربات مجهزة بقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات، ومحطة رادار.
يعتمد على الطاقة الحركية ولا يحتوي على رأس متفجر
ووفق الشركة، فإن الرادار يكتشف الصاروخ القادم أولاً، على أن يحدد مشغلو النظام التهديد بدقة، وبعد ذلك تطلق قاذفة مثبتة على شاحنة مقذوفاً تسميه "لوكهيد مارتن" اسم "المعترض"، لتدمير الصاروخ البالستي، باستخدام الطاقة الحركية، وفق شبكة "CNN".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن صواريخ "ثاد" الاعتراضية لا تحتوي على رؤوس حربية متفجرة، لكنها تتحرك بسرعة أكبر من ميل في الثانية، وتضرب الصواريخ البالستية القادمة بقوة كافية لإحداث الانفجار.
وبما أن نظام الاعتراض في "ثاد" يعتمد على الطاقة الحركية (الاصطدام العالي السرعة) وليس الرأس الحربي الخاص به لتدمير الصاروخ القادم، فإن خطر الانفجار النووي ينخفض إلى أدنى حد.
ونقلت "CNN" عن الخبيرة السياسية والعسكرية والدبلوماسية في جامعة هونغ كونغ، إيفون تشيو، قولها إنه "نظراً لعدم احتواء صواريخ ثاد على رؤوس حربية، وبدلاً من ذلك تدمر المقذوفات الأخرى عن طريق الاصطدام بها، فمن المحتمل أن يكون نظام ثاد أكثر أماناً، خاصة في التعامل مع الصواريخ النووية".
قابل للتشغيل مع أنظمة أخرى
من جانب آخر، يتميز نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" برادار قوي لالتقاط التهديدات، إذ يمكنه الدفاع عن المراكز السكانية والبنى التحتية ذات القيمة العالية.
كما يعد النظام قابلاً للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية الأخرى، وهو متنقل ويمكن نشره في أي مكان في العالم.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن نظام "ثاد" يملك معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 % في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضاً ناجحاً في 16 محاولة اعتراض، في حين تصل كلفته إلى مليار دولار.
وتستخدم صواريخ "ثاد" الاعتراضية نسخة لوكهيد مارتن من تكنولوجيا الضرب، حيث تدمر الأهداف ذات التأثير المباشر وتحمي الأصول الحيوية على الأرض.
تخوف صيني وتطمينات أميركية
ونشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي "ثاد"، في جميع أرجاء العالم، بما في ذلك غوام وهاواي وإسرائيل وكوريا الجنوبية واليابان.
وفي كوريا الجنوبية، أثار نشر الولايات المتحدة لنظام "ثاد" غضب الصين التي اعتبرت أن بإمكانه اختراق مجالها الجوي.
وسبق أن قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن نشر النظام المضاد للصواريخ "ثاد" يمكن أن يعرض "مصالح الأمن القومي المشروعة للصين للخطر".
ورداً على ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى بكين الشهر الماضي، أن نظام "ثاد" هو "سلاح دفاعي بحت، وهو قادر تماماً على إسقاط صاروخ باليستي يعترضه، وهو موجود لحماية الولايات المتحدة".