هدّدت روسيا باستهداف منظومة الدفاع الجوي الأميركية (باتريوت)، في حال تسليمها إلى أوكرانيا، التي تصدّ قواتها هجمات بدأها الجيش الروسي، منذ شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إنّ منظومة "باتريوت" ستصبح هدفاً مشروعاً للضربات الروسية في حال تسليمها إلى كييف، بحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم".
وأضاف "بيسكوف" أنّ الكرملين بانتظار تصريحات رسمية حول إمداد واشنطن لـ كييف، أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت)، مشيراً إلى أنّها ستكون هدفاً مشروعاً للضربات الروسية إن تم ذلك.
وتابع قائلاً: "هذه كلها تقارير إعلامية حول عمليات تسليم محتملة.. التقارير الإعلامية غير موثوق بها. لذلك، سننتظر بعض المعلومات الرسمية".
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أنّ الإعلان عن القرار "ربما يأتي في وقت مبكر من يوم الخميس المقبل، لكنه ينتظر موافقة رسمية من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، والرئيس جو بايدن".
وأوضح أحد المسؤولين أنه "من المرجّح أن يتم تدريب القوات الأوكرانية على نظام الدفاع الصاروخي في ألمانيا قبل إرسال معدات باتريوت إلى أوكرانيا"، وذلك بعد أن طلبت كييف من شركائها الغربيين توفير دفاعات جوية، لحمايتها من القصف الصاروخي الروسي المكثّف.
اقرأ أيضاً.. أوكرانيا: انفجارات في محطة زاباروجيا النووية
وبحسب شبكة CNN الأميركية، فإنّ نظام الأسلحة الدفاعية بعيد المدى "سيكون الأكثر فعالية الذي يتم إرساله إلى أوكرانيا، وسيساعد في تأمين المجال الجوي لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية".
ولم يتضح بعد عدد قاذفات الصواريخ التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا، لكنّ بطارية "باتريوت" النموذجية تتضمن مجموعة رادار لاكتشاف وتتبّع الأهداف، وأجهزة كمبيوتر ومعدات توليد الطاقة ومحطة التحكم في الاشتباك، وما يصل إلى 8 قاذفات، كل منها يحمل 4 صواريخ جاهزة للإطلاق.
منظومة "باتريوت"
منظومة الدفاع الجوي الأميركي (باتريوت)، عبارة عن نظام صاروخي "أرض-جو" يُصنع من قبل شركة "رايثيون" (Raytheon) الأميركية، ومصمّم للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، إذ تعمل على إصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها.
وتتكّون "باتريوت" من 4 أجزاء هي: مركبة الرادار، وغرفة التحكم، ومنصة الصواريخ، والصواريخ نفسها، وتستطيع رصد 50 هدفاً في آن واحد، وإطلاق أوّل صاروخ بعد اكتشاف التهديد في 9 ثوان.
وصاروخ "باتريوت" صُمّم لاعتراض عدد من الصواريخ المعادية والتهديدات الجوية منها: الصواريخ ذاتية الدفع التي يمكن أن تحمل رؤوساً كيميائية أو نووية أو بيولوجية، كما يعمل كنظام مضاد للصواريخ الباليستية (TBM).
المنظومة تحمي المنشآت العسكرية والقواعد الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتصيب أهدافاً جوية على نطاق 160 كيلومتراً، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومتراً، كما أنّها تعمل على نطاق ارتفاع يمتد بين 60 متراً و15 كيلومتراً.
وللمنظومة نوعان: النوع القديم يدعى "PAC-2/ باك-2" والآخر "PAC-3/ باك-3"، وهو الأحدث وظهر عام 2002، إذ تستطيع منظومة "PAC-3 MSI" إطلاق 16 صاروخاً دفعة واحدة، يصل طول الواحد 5 أمتار، ويحمل رأساً متفجراً يزن 73 كيلوغراماً.
يشار إلى أنّ كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، وجّهت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا، مطلع آذار الماضي، اتهاماً لـ روسيا بارتكاب فظائع لا تصدق في أوكرانيا، مشدّدة على أنّ "الناتو سيدافع عن كل شبر من أراضيه"، مشيرةً إلى "إرسال 4 آلاف و700 جندي أميركي إضافي إلى بولندا، ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت هناك".