icon
التغطية الحية

ماذا استهدفت الضربة الأميركية على دير الزور شرقي سوريا؟

2022.08.24 | 12:31 دمشق

القوات الأميركية في سوريا
ضمت المواقع المستهدفة "معسكر القاسم" التابع لـ "الحرس الثوري" و"معسكر عياش" التابع للنظام السوري - رويترز
خاص - دير الزور
+A
حجم الخط
-A

قالت مصادر محلية لموقع "تلفزيون سوريا" في مدينة دير الزور، إن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها ميليشيات تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني، فجر اليوم، استهدفت مستودعات أسلحة في منطقة عياش بريف دير الزور الغربي، الخاضع لسيطرة النظام السوري.

وأوضحت المصادر أن طائرات حربية ترافقها طائرات مسيّرة نفذت عددا من الغارات الجوية على مستودعات أسلحة في قرية عياش، نحو الساعة الرابعة فجر اليوم، ما أدى إلى تدمير عدد منها واشتعال النيران فيها، فيما سُمعت أصوات انفجارات، وبثّت مواقع محلية صوراً تظهر ألسنة اللهب تتصاعد في المنطقة.

وأفادت مصادر عسكرية مطلعة لموقع "تلفزيون سوريا"، أن المواقع المستهدفة ضمت "معسكر القاسم" التابع لـ "الحرس الثوري"، بالقاطع الغربي في منطقة عياش، وهو عبارة عن معسكر تدريبي ومستودع أسلحة لكل من ميليشيا "فاطميون" و"زينبيون" و"حزب الله"، والمسؤول عنها هو القيادي الإيراني الحاج علي نور.

كما ضمت المواقع المستهدفة "معسكر عياش" التابع للنظام السوري، وهو معسكر مشترك بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تمت إعادة ترميمه من قبلب المليشيات الإيرانية بعد استهدافه بغارات سابقة في العام 2018.

وغربي دير الزور، تمتد مخازن الذخيرة والسلاح التابعة لميليشيا "الحرس الثوري" من منطقة عياش إلى محيط اللواء 137 بمسافة 5 كيلومترات، وهي منطقة عسكرية مغلقة وذات حراسة مشددة، تسيطر عليها ميليشيات محلية وإيرانية، تتلقى الدعم من "الحرس الثوري ".

دير الزور
من صور بثّها ناشطون تظهر تصاعد ألسنة اللهب من مواقع الاستهداف

وأشارت المصادر المحلية إلى أن المنطقة شهدت استنفاراً للميليشيات الإيرانية، وقامت سيارات إسعاف تابعة لـ "الحرس الثوري" وقوات النظام بنقل عدد كبير من الجثث باتجاه المشفى العسكري في مدينة دير الزور.

وتتخذ الميليشيات المدعومة إيرانياً عدداً من المواقع في مدينة دير الزور كمراكز لها، مثل منطقة عياش وحويجة صكر ومبنى كلية التربية وغيرها.

11 مخزن ذخيرة دُمّر منها 9

ونقلت قناة "الحرة" الأميركية عن المتحدث باسم القيادة الوسطى للجيش الأميركي، الكولونيل جو بوتشين، قوله إن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها ميليشيات تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني، في دير الزور، كانت تستهدف 11 مخزن ذخيرة، ودمرت 9 منها.

وأوضح بوتشين أن "الهدف الأصلي كان تدمير 11 مخزن ذخيرة، لكن تم إلغاء الهجوم على مخزنين، بعدما لوحظ تحرك أشخاص قريباً من موقعهما، حرصاً على عدم سقوط مدنيين"، مشيراً إلى أن الضربة "استهدفت 9 مخابئ ذخيرة في دير الزور، تابعة لجماعات مدعومة من إيران".

شحنة أسلحة وصلت المستودعات

وأمس الثلاثاء، أفاد موقع "فرات بوست" المحلي أن شحنة أسلحة إيرانية جديدة وصلت، أول أمس الإثنين، إلى مستودعات عياش غربي دير الزور، التي تعتبر أبرز مستودعات التسليح وتخزين السلاح للميليشيات الإيرانية في المنطقة.

وأوضح الموقع المتخصص بأخبار المنطقة الشرقية أن الشحنة تضم عدة شاحنات محملة بالذخيرة وصواريخ من نوع "غراد"، وقامت مجموعة تابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني بإنزال الصواريخ ضمن مستودعات خاصة بإشراف ضباط أفغان من "لواء الفاطميون"، وفي مقدمتهم مسؤول التسليح في دير الزور.

وأشار "فرات بوست" إلى أن ميليشيا "الحرس الثوري" أدخلت شحنة أسلحة من العراق إلى مدينة البوكمال شرقي دير الزور، عبر معبر السكك الذي تشرف عليه الميليشيات العراقية.

وفجر اليوم الأربعاء، أعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي أنها شنت ضربات جوية "دقيقة" في دير الزور، بتوجيه من الرئيس جو بايدن، استهدفت منشآت البنية التحتية تستخدمها جماعات مرتبطة بميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني.

وقال بيان للقيادة الوسطى الأميركية، إن الضربات "كانت ضرورية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عنهم، واتخذت الولايات المتحدة الإجراء الضروري والمناسب والمدروس للحد من مخاطر التصعيد، وتقليل مخاطر وقوع إصابات".

وأوضح البيان أن الرئيس بايدن "أعطى التوجيهات لهذه الضربات وفقاً لسلطته المنصوص عليها في المادة الثانية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عنهم، من خلال تعطيل أو ردع هجمات الجماعات المدعومة من إيران".

وشدد بيان القيادة الوسطى الأميركية على أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى الصراع، لكنها ستستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه"، مضيفاً أن القوات الأميركية "لا تزال في سوريا لضمان الهزيمة الدائمة لداعش".

وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات الأميركية ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، ففي حزيران من العام 2021، قصفت الولايات المتحدة منشآت لقيادة العمليات وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وواحد في العراق.