أعلن الجيش الأميركي أنه نفذ 9 غارات في دير الزور شرقي سوريا استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، في الوقت الذي يتم التأكيد على اقتراب حصول اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.
حماية القوات الأميركية في سوريا
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان، فجر اليوم الأربعاء، إن مثل هذه الضربات تهدف إلى حماية القوات الأميركية من هجمات الميليشيات المدعومة من إيران، على غرار الهجوم الذي شنته ميليشيات إيرانية على قاعدة التنف في الـ 15 من الشهر الجاري.
ولم يذكر البيان عن الضربة الأميركية التي نُفذت الثلاثاء ما إذا كانت هناك إصابات.
بيان من القيادة المركزية الأميركية حول الضربات الجوية الدقيقة التي نفذت في سوريا، 23 أغسطس، 2022. pic.twitter.com/jSbkBjkHrp
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) August 24, 2022
وبحسب المتحدث باسم القيادة الوسطى للجيش الأميركي، الكولونيل جو بوتشين، استهدفت الضربة 9 مخابئ ذخيرة في دير الزور تابعة لجماعات مدعومة من إيران.
وأوضح بوتشينو لقناة الحرة أن الهدف الأصلي كان تدمير 11 مخزن ذخيرة، لكن تم إلغاء الهجوم على مخزنين، بعدما لوحظ تحرك أشخاص قريبا من موقعهما، حرصاً على عدم سقوط مدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الأميركية وقعت الساعة الثالثة فجراً باستخدام صواريخ شديدة الانفجار استهدفت مستودعات عياش ومعسكراً للميليشيات الإيرانية في دير الزور، ما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها.
وتعرضت قاعدة التنف في سوريا، قبل أسبوع، لهجوم بـ"الطائرات المسيّرة" هو الثاني من نوعه، منذ شهر أكتوبر 2021.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تقارير تتحدث عن قرب التوصل لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، بعد تقديم تنازلات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها الطائرات الحربية الأميركية ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا.
ففي حزيران من العام الماضي، قصفت الولايات المتحدة منشآت لقيادة العمليات وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وواحد في العراق.
الوجود الأميركي في سوريا
وانتشرت القوات الأميركية لأول مرة في سوريا خلال حملة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما على تنظيم الدولة "داعش" بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد". وينتشر نحو 900 جندي أميركي في سوريا أغلبهم في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من البلاد.
في المقابل أسست الميليشيات المدعومة من إيران موطئ قدم لها في سوريا في أثناء قتالها لدعم نظام بشار الأسد في مواجهة الثورة السورية التي اندلعت عام 2011.
وتتركز الميليشيات المدعومة من إيران إلى حد بعيد غربي نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث تحصل على الإمدادات من العراق عبر معبر البوكمال الحدودي.
تنازل إيراني جديد
وفي سياق آخر، قال مسؤول أميركي، أمس الثلاثاء، إن إيران وافقت على التخلي عن مطالبها بعرقلة بعض عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في منشآتها النووية، في أحدث تنازل قد يؤذن بإحياء الاتفاق النووي المبرم، العام 2015، بحسب وكالة "أ ف ب".
التصريحات جاءت بعدما قال مسؤولون أميركيون آخرون إن إيران تخفف من إصرارها على أن تزيل واشنطن اسم الحرس الثوري من قائمتها المتعلقة بالمنظمات المتهمة "بالإرهاب"، وهو خلاف رئيس في المفاوضات غير المباشرة التي تعثرت بعد عام ونصف عام على بدئها.
وسعت إيران لوقف إجراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشاً في 3 مواقع نووية غير معلنة فيما تقول الوكالة إن لديها أسئلة تتعلق بنشاطات نووية سابقة فيها.
بدوره، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، إن إيران "قدمت تنازلات بشأن قضايا حاسمة" وإن ما نُقل عن تنازلات أميركية جديدة "كاذب بشكل قاطع".
نظام تفتيش شامل
وأردف المسؤول شرط عدم ذكر اسمه: "بالإضافة إلى القيود النووية التي سيتعين على إيران تنفيذها، ستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة من جديد على تنفيذ نظام التفتيش الأكثر شمولاً الذي تم التفاوض بشأنه حتى الآن، ما يسمح لها باكتشاف أي جهد إيراني لامتلاك سلاح نووي في السر".
وأشار إلى أن "الكثير من عمليات المراقبة الدولية ستبقى في مكانها لفترة غير محدودة".
ومنذ شهور، يتفاوض في فيينا دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن صفقة لإعادة التزام طهران بالقيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وفي أيار 2018، أعاد الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب فرض العقوبات على طهران، بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم معها عام 2015 في عهد سلفه باراك أوباما.