البث المباشر
قضت محكمة في دبلن، على جندية سابقة في الجيش الأيرلندي، تدعى ليزا سميث، بالسجن 15 شهراً، بتهمة الانضمام إلى تنظيم "داعش".
وبرأت المحكمة الجنائية الخاصة في دبلن، سميث من تهمة تمويل الإرهاب عبر إرسال أموال إلى رجل تسلمها لصالح التنظيم، وفق ما نقل موقع "بي بي سي"، أمس الجمعة.
وصدر الحكم بعد إدانة سميث في أيار الماضي، بتهمة الانتماء إلى التنظيم، في الفترة بين 28 تشرين الثاني عام 2015، وبداية كانون الأول عام 2019.
تدرك ما تقوم به.. لكنها ليست مصدراً للخطر
وشابت تصريحات القاضي جاستيس هانت، عبارات تراوحت بين إدانة سميث وتبرير أفعالها، إذ قال بدايةً إن "ليزا سميث كانت ولا شك تدرك ما تقوم به من أفعال".
وأضاف لاحقاً، أن هيئة المحكمة أخذت بعين الاعتبار سلوك سميث "الحسن" الذي كان مشهوداً به، والأوقات العصيبة التي عاشتها في سوريا، بالإضافة إلى معاناتها من التعنيف الأسري.
وعاد ليقول مجدداً، إن كل هذا جاء نتيجة قرارها بالسفر إلى سوريا، لافتاً إلى أن سميث قد تكون خضعت بسهولة، لكنها أبدت في الوقت نفسه استعداداً للبقاء في سوريا حتى تصل إلى هذه النهاية البائسة.
وخلص القاضي في النهاية، إلى أنه لا يوجد مبرر للاعتقاد أن سميث قد تشكل مصدراً للخطر في المستقبل، مشيراً إلى عنايتها بطفلتها المتعلقة بها بشدة.
تنمر وصراخ وكدمات
وأخبر محامي سميث، القضاة الثلاثة الذين حكموا في القضية، أن هذه المرأة تعاني من سرعة التأثر والتبعية وسهولة الانقياد والانطوائية.
واستعان المحامي بتقارير نفسية، بينت أن سميث تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وتحل عند الرقم أربعة على مقياس التعاسة المكون من خمسة أرقام، بسبب معاناتها إبان طفولتها ومع عائلتها.
وقال المحامي، إن سميث تعرضت للصراخ والتنمر خلال زواجها في سوريا، وتعرضت لضرب خلف كدمات في جسدها، فضلاً عن قضائها وقتاً في مخيم الهول للاجئين، وصفها المحامي بالـ"مرعبة".
كيف وصلت ليزا سميث إلى "داعش"؟
وانضمت سميث إلى الجيش الأيرلندي بعد الانتهاء من تعليمها المدرسي عام 2000، وتركته عام 2011، وقالت إن حياتها قبل الإسلام كانت مليئة بالسهر والحفلات والإفراط في الكحول أحياناً، فضلاً عن تدخين الحشيش، وفق مقابلة لها مع صحيفة "آيريش إندبندنت"، قبل نحو 10 سنوات.
وأدت سميث فريضة الحج في مكة عام 2012 وأعربت على "فيس بوك" عن رغبتها بالعيش "في ظل الشريعة الإسلامية والموت شهيدة"، وفق الوكالة.
وانفصلت عن زوجها في أيرلندا، قبل أن تسافر إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، حيث تزوجت مقاتلاً بريطانياً وأنجبت طفلة.
ومع خسارة تنظيم الدولة للمناطق التي كان يسيطر عليها أمام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أُجبرت سميث على الفرار من الرقة ثم الباغوز، آخر معاقل المسلحين قبل عودتها إلى أيرلندا.
وألقي القبض عليها عند وصولها إلى مطار دبلن في 1 كانون الأول 2019 مع ابنتها الصغيرة.
