سجّلت البطاطا في الأسواق السورية ارتفاعا ملحوظاً بأسعارهاً، ولم تعد كما يطلق عليها سابقاً "لحم الفقراء"، فقد غادرت موائدهم لارتفاع ثمنها وبلوغه سقف الـ 3000 ليرة.
وأصبحت كلفة الطبخة إذا اقتصرت على البطاطا المقلية فقط نحو 6 آلاف ليرة لأسرة مؤلفة من 3 أفراد، وطبعاً هذا عدا مواد السلطة من البندورة والخس وغيرهما، وعدا زيت القلي والغاز، بحسب صحيفة الوطن المقربة النظام السوري.
وأكد العديد من المواطنين أن شراء البطاطا بات صعباً، وأنها لم تعد الوجبة السريعة التي يحبها الصغار والكبار وتيسر بها الأسرة يومها بأقل التكاليف التي تنفقها على طعامها اليومي، فالكيلو منها يباع اليوم بـ 3000 ليرة، وفقاً للصحيفة.
أسباب ارتفاع أسعار البطاطا
وأوضح باعة في حماة أن أسعار البطاطا تخضع للعرض والطلب، وهي مرتفعة السعر من المصدر، أي من سوق الهال. وبيّن بعضهم أنها يبيعونها وفق التسعيرة الرسمية المحددة من "مديرية التجارة الداخلية"، والبالغة 2500 بالمفرق مع هامش ربح بسيط.
تجار في سوق الهال بحماة عزوا ارتفاع سعر البطاطا بالأسواق إلى قلة المحلية منها، وتعرض الموسم الحالي للصقيع الذي فتك بمساحات واسعة. وبيَّنوا أن البطاطا المتوافرة بالسوق هي من المحافظات الأخرى، وبعضها من حماة ولكنها قليلة.
وأوضح بعضهم أن كلفة زراعتها وإنتاجها عالية على الفلاح، تضاف إلى ذلك أجور النقل والشحن من المحافظات التي تنتجها وتوردها لحماة.
الصقيع يقضي على 65 في المئة من الموسم
ومن جانبه قال "رئيس اتحاد فلاحي" حماة حافظ السالم، إن الصقيع قضى على 65 في المئة من الأراضي الزراعية المزروعة بالبطاطا في محافظة حماة، وخصوصاً في مناطق محردة والغاب وخطاب.
وأشار "المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب" أوفى وسوف، إلى أن المساحة المزروعة بالبطاطا الربيعية بمنطقة الغاب، بعلية ومروية نحو 1178 هكتاراً، من المقرر والبالغ 3160 هكتاراً.
الغلاء في مناطق سيطرة النظام السوري
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعاً غير مسبوق، بالتزامن مع تطبيق قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين من قبل حكومة النظام السوري، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.