icon
التغطية الحية

لماذا لم تتصدَّ دفاعات النظام الجوية للغارة الإسرائيلية الأخيرة؟

2021.10.26 | 13:38 دمشق

6.jpg
محافظة القنيطرة، أرشيف (رويترز)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير لـ"تلفزيون سوريا" قبل أيام عن آلية تعاطي نظام الأسد مع الغارات الإسرائيلية وفقاً لخريطة التشغيل العسكري في المناطق المستهدفة، والمقسمة بين حليفيه روسيا وإيران، وخلص التقرير إلى أن المنطقة الجنوبية هي بيد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لإيران.

وأوضح التقرير أن رد النظام على الغارات الإسرائيلية يختلف من منطقة إلى أخرى، وفقاً للمشغل العسكري الذي يتحكم بها سواء كان الروسي أم الإيراني.

الغارات التي تستهدف مناطق النفوذ الروسي في سوريا يُفعِّل نظام الأسد دفاعاته الجوية وتصدر وكالة أنبائه "سانا" بياناً عسكرياً مقتضباً، ويتبعه بيان عسكري من "قاعدة حميميم" الروسية في اللاذقية يصدر على لسان نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، فاديم كوليت، الذي يتفاخر بالأسلحة الروسية الصنع في التصدي للغارات.

أما الغارات التي تقع في حيز نطاق التشغيل العسكري للإيرانيين وميليشياتهم، فلا يُفعّل النظام دفاعاته الجوية وتتجنب وزارة دفاعه التعليق، كما يَغيب التعليق الروسي الذي دأب خلال الأشهر الثلاثةِ الماضية التعليقَ على الغارات الإسرائيلية.

هذا ما حدث بالضبط مع الغارة التي شنتها إسرائيل أمس، الإثنين، على الجنوب السوري، وعلى الرغم من استهداف هذه الغارة مواقعَ لقوات النظام و"حزب الله" في محافظة القنيطرة لم تفعّل قوات الأسد منظومات الدفاع الجوية للتصدي للعدوان الإسرائيلي.

واكتفى النظام بإدانة الغارة الإسرائيلية، عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية اعتبر القصف الإسرائيلي على الجنوب السوري استمراراً للعدوان الإسرائيلي المتكرر على حرمة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية.

الميليشيات الإيرانية تتحكم بالجنوب السوري

في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى صواريخ إيرانية اعترضت الطائرات الإسرائيلية في أثناء الغارة على القنيطرة، فجر أمس الإثنين، قبل أن ينفي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، هذه الأنباء.

وذكر موقع "N12 “الإسرائيلي أن إيران نشرت صواريخ مضادة للطائرات لمساندة منظومة الدفاع الجوي التابعة للنظام لمواجهة الهجمات الإسرائيلية في المنطقة.

وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن مجموعات مسلحة موالية لإيران أطلقت صواريخ أرض-جو إيرانية على الطائرات الإسرائيلية، خلال الغارة الأخيرة، مشيراً إلى أن الطائرات لم تصَبْ وردَّت بتدمير بطاريات الصواريخ.

وبحسب تقرير "تلفزيون سوريا" فإن منطقة التشغيل العسكري للإيرانيين في سوريا تتركز في الجنوب السوري، وتمتد من البوكمال (شرق) إلى مطار "التيفور" بريف حمص (وسط) وتنحدر جنوباً ملتفة حول العاصمة دمشق.

وتأتي هذه الغارة بعد يومين من تجديد روسيا وإسرائيل لسياسات التنسيق العسكري في الساحة السورية، خلال أول لقاء جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة "سوتشي" المطلة على البحر الأسود.

واتفق بوتين وبينيت على استمرار إعطاء إسرائيل الحرية في الأجواء السورية لشن غاراتها، وفقاً لتفاهمات قديمة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا للحفاظ على "خط التنسيق الساخن" في 2015 ومن ثم "آلية منع التصادم" في 2018.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض الجنوب السوري لغارة إسرائيلية، لا سيما أن المنطقة تعدّها تل أبيب "خطاً أحمر" لمنع اقتراب إيران من حدودها خشية استنساخ تجربة "حزب الله2" في سوريا.

أسلوب متكرر في غارات الجنوب

وجرت العادة في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة الجنوبية في سوريا، التي يسيطر عليها الحرس الثوري وميليشيا "حزب الله" اللبناني، على استهداف اللواء 90 التابع للفرقة الأولى في جيش النظام وإلقاء المناشير التحذيرية.

وفي 17 آب/أغسطس استهدفت غارة إسرائيلية منطقة "الحضر" في محافظة القنيطرة على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، وقتئذ لم يفعل النظام منظومات الدفاع الجوية للتصدي لها.

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية في الغارة على منطقة "الحضر" اللواء 90 وألقت مناشير تحذر من سماح قوات النظام لحزب الله والميليشيات الإيرانية باستخدام مرافق اللواء لتغطية أنشطتها العسكرية.

وكانت مصادر محلية قالت لموقع تلفزيون سوريا إن الغارة الإسرائيلية، فجر أمس، استهدفت محيط مكتب قائد سرية الاستطلاع في (اللواء 90) النقيب بشار الحسين، ومقراً عسكرياً تابعاً لميليشيا "حزب الله" اللبناني داخل تل كروم المحاذي لمدينة خان أرنبة، بالإضافة إلى بناء المالية في مدينة البعث والذي تتخذه ميليشيا حزب الله قاعدة مراقبة ورصد لها".

وذكرت المصادر أن "الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات ورقية تضمنت تحذيرات لقوات النظام من التعامل مع ميليشيا حزب الله اللبناني"، حيث جاء فيها "كما ذكرنا في تحذيراتنا السابقة، إن استمرار تعاونكم مع حزب الله والسماح في تواجده في الجنوب السوري هو الذي يجلب لكم المعاناة والبلاء".