تشهد مدينة الباب شرقي حلب توتّرات أمنيّة لليوم الثالث على التوالي، بعد اشتباكات عائلية أدت إلى وقوع قتيل وجرحى، دفعت الشرطة "متأخّرة" إلى استنفار قواتها ونشرها في أحياء المدينة.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ قوى الشرطة والأمن في مدينة الباب استنفرت، صباح الأحد، ونشرت عناصرها في الأحياء والأسواق والشوارع الرئيسية، تحسبّاً لأي تطورات على خلفية الأحداث الأخيرة في المدينة.
وأعرب ناشطون في مدينة الباب عن استيائهم من التدخّل المتأخر للشرطة، التي بقيت - وفق تعبيرهم - "متفرّجة" على الوضع الأمني المتدهور والاشتباكات المسلّحة بين العائلات، التي أدّت إلى وقوع قتيل وإصابات.
اقرأ أيضاً.. خلاف على "شحنة دخان" مهرّبة يشعل اشتباكاً في الباب
وقال الناشطون إنّ "شوارع مدينة الباب باتت، على مدار ثلاثة أيام، أشبه بحقل رمي وساحات حرب بعد خلافات عائلية تطوّرت إلى مواجهات مسلّحة، أدّت إلى إفساد فرحة عيد الأضحى على معظم سكّان المدنية من الأهالي والمهجّرين".
"أيادٍ خفية تؤجّج الفتنة في الباب"
مساء أمس السبت، اندلعت اشتباكات مسلّحة -لم تُعرف أسبابها- بين عائلتي "نجار" و"قديراني" في حي زمزم جنوبي مدينة الباب، ما أدّى إلى إصابة عدد من المدنيين، معظمها طفيفة ناتجة عن سقوط فوارغ مقذوفات الرصاص.
وذكرت المصادر أنّه خلال جلسة الصلح بين العائلتين بعد تدخّل وجهاء من مدينة الباب، أطلق مجهولون ملثّمون الرصاص قريب من مكان الجلسة، ما أدّى إلى مقتل الشاب علي صوّاج (علاوي الديري) من مهجّري دير الزور وإصابة ثلاثة آخرين، كانوا في المنطقة ولا علاقة لهم بالخلاف.
وعقب جلسة الصلح، سُلّم 4 أشخاص من عائلتي "نجار وقديراني" المتسبّبين بالاشتباك إلى الشرطة العسكرية، التي "لم تحرّك ساكناً" -وفق المصادر- في ظل الفوضى التي تشهدها مدينة الباب.
وأشارت المصادر إلى وجود "أيدٍ خفية تعمل على تأجيج الفتنة" في مدينة الباب، التي شهدت خلال أقل من 48 ساعة، ثلات خلافات ومشاجرات عائلية تطوّرت إلى مواجهات مسلّحة، بين عائلتي "قديراني ونجار"، وعائلتي "الواكي والنعساني"، وعائلتي "حزوري ونصف الدنيا".
"قتلة أبو غنوم يمزّقون صوره مجدّداً"
بحسب ناشطين من مدينة الباب، فإنّ عسكريين - يرجّح أنّهم من فصيل "فرقة الحمزة" (الحمزات) - مزّقوا مجدّداً صورة للناشط (محمد أبو غنوم)، التي لم تتمكّن الشرطة إلى الآن من محاسبةِ الذين اغتالوه برفقة زوجته الحامل".
اقرأ أيضاً.. "الحمزات" تحاول تبرئة القاتل.. تطورات جديدة في قضية اغتيال الناشط "أبو غنوم"
وقال الناشطون إنّ "عناصر فرقة الحمزة والمحسوبين عليها يسعون إلى إثارة الفتنة في مدينة الباب، عبر تمزيق لافتات وصور (الناشط أبو غنوم) الذي قتلته مجموعة تتبع للفرقة".
-
دعوات إلى مظاهرة مسائية
دعا السكّان والأهالي في مدينة الباب إلى مظاهرة مسائية عند "دوّار الشهيد أبو غنوم" وسط المدينة، في الساعة السادسة من مساء يوم الأحد (2 تموز 2023).
وتأتي هذه المظاهرة بحسب "ثوّار وناشطي مدينة الباب"، في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه مدينة الباب، منذ ثلاثة أيام، وستجدّد من خلالها مطالبها في تطبيق خطة تحفظ أمن المدينة وسكّانها، والعمل على محاسبة "قطّاع الطرق والمفسدين".
اقرأ أيضاً.. مقتل عنصر للشرطة المدنية في الباب باشتباكات مع تاجر مخدرات
-
فوضى وخلل أمني في الباب
يشار إلى أنّ الباب - أكبر مدن ريف حلب - تشهد حالة من التدهور الأمني والاستقرار، منذ سنوات، إذ سجّلت المدينة عشرات التفجيرات وعمليات الاغتيال، منذ العام 2016، بالإضافة إلى تفشي الفوضى وانتشار السلاح والاشتباكات بين عائلات "مسلّحة" والفصائل المسيطرة.