قالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم السبت، إنها وضعت خطة استجابة طارئة للحد من آثار الحرائق على المحاصيل الزراعية وحماية الأمن الغذائي مع بدء موسم الحصاد في شمال غربي سوريا، حيث أنشأت 21 نقطة استجابة إطفاء متقدمة.
وأشار الدفاع المدني في بيان له، إلى أن خطر الحرائق الزراعية يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الحصاد ويشكل هاجساً على المزارعين في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الزراعي من خسائر فادحة في معظم المناطق السورية نتيجة تقلص المساحات المزروعة وتأثير حرب النظام وروسيا وتدميرهم الإنتاج الزراعي.
وأضاف أنه بناء على ذلك وضع الدفاع المدني خطة تهدف إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.
ولفت إلى أن الخطة تغطي كل مناطق شمال غربي سوريا على مستوى مراكز الدفاع المدني، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من ريف إدلب الغربي وسهل الغاب حتى جرابلس في ريف حلب الشرقي.
وفي تفاصيل الخطة، أكد أن فرقه أجرت دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطيتها للمساحات المزروعة، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وتحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها في أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة.
وأضاف أنه وبهدف سرعة الوصول وسهولة تأمين المياه المستخدمة للإطفاء، تم التنسيق مع مناهل التزود بالمياه وتعميم قائمة نقاط التزود مع عنوانها التفصيلي، على المراكز بحسب توزعها الجغرافي وقربها.
وأشار إلى أنه أنشأ 21 نقطة استجابة إطفاء متقدمة، موزعة على أرياف إدلب وسهل الغاب وحلب، لتغطية أكثر من 265 ألف دونماً من الأراضي الزراعية المزروعة بالحبوب.
وترفد هذه النقاط 28 مركزاً للاستجابة الرئيسية للحرائق في شمال غربي سوريا، بتغطية تصل إلى نحو 985 ألف دونماً من المساحات المزروعة، كما وضعت الفرق خططاً للمؤازرة من 43 مركزاً للدفاع المدني السوري، بهدف تسريع عمليات الاستجابة، وتقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق، بحسب البيان.
حملات توعية وبوسترات
وأيضاً شملت الخطة إعطاء حلقات توعية لأكثر من 400 مدني ومزارع خلال الأشهر الماضية، شملت التدريب حول طرق الوقاية بشكل عام من الحرائق والتركيز على حرائق المحاصيل الزراعية، والتصرف الصحيح في حال نشوبها.
ووزع الدفاع المدني بوسترات توعية توضح خطر رمي أعقاب السجائر في أثناء موسم الحصاد، ونصائح وإرشادات عامة متعلقة بالحرائق الموسمية التي يزيد خطرها خلال فصل الصيف، بالإضافة لإعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح بشكل تفصيلي الإرشادات اللازمة للحد من حرائق المحاصيل الزراعية.
522 حريقا العام الجاري و2760 العام الفائت
أخمد الدفاع المدني منذ بداية العام الجاري أكثر من 522 حريقاً في شمال غربي سوريا، نتج عنها وفاة مدنيين اثنين بينهم طفل، وإصابة 74 مدنياً بينهم 32 طفلاً و16 امرأة بحالات حروق واختناق.
وخلال العام الفائت 2023، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني أكثر من 2760 حريقاً منها أكثر من 760 حريقاً في الحقول الزراعية، ونحو 206 حرائق في الغابات والأحراش والحدائق، وخلفت تلك الحرائق أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي في مناطق شمال غربي سوريا
أسباب الحرائق
تزداد الحرائق مع بداية شهر أيار من كل عام، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إضافة لتعمد قوات النظام وروسيا استهداف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد، بحسب ما أكد الدفاع المدني.
وقال إن القصف المدفعي المتكرر على قرى سهل الغاب وجبل الزاوية ومناطق في ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي أدى لحرائق التهمت مئات الدونمات من المحاصيل الزراعية خلال العام الماضي 2023، الذي اندلع فيه أيضاً مئات الحرائق في الغابات بكل من ريف إدلب الغربي واللاذقية الشمالي وغابات في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.