icon
التغطية الحية

لكسر العزلة الاجتماعية.. تزايد تربية الحيوانات الأليفة في سوريا

2024.09.11 | 14:11 دمشق

568789
تربية الحيوانات الأليفة في سوريا
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تزايدت تربية الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، في سوريا كوسيلة لكسر العزلة الاجتماعية.
  • افتتاح محال متخصصة ببيع القطط والكلاب أصبح ظاهرة جديدة.

شهدت سوريا في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في تربية الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، كوسيلة لكسر العزلة الاجتماعية التي فرضتها الحرب. ومع التباعد الاجتماعي وهجرة العديد من أفراد الأسر، وجد الكثيرون أنفسهم محاصرين بالوحدة، مما دفعهم للبحث عن رفقاء غير تقليديين. هذا التحول نحو تربية الحيوانات الأليفة يعكس محاولة للهروب من الوحدة والتخفيف من الضغوط النفسية المتزايدة نتيجة ظروف الحرب. 

وقالت صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري إن الحرب فرضت واقعاً صعباً من التباعد وقلة التواصل، ومن أشد ما تعرضت له بعض الأسر هجرة الأب والأبناء الذكور، بالإضافة إلى عوامل أخرى كارتفاع تكاليف النقل وصعوبة الظروف المعيشية، ما منع الكثيرين من التواصل مع أقاربهم بالشكل المناسب.

وأضافت الصحيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الخيار الأكثر استخداماً لأداء الواجبات الأسرية. مع تزايد هذا التباعد، ظهرت ظاهرة الوحدة، وخاصة بين كبار السن والنساء، الأمر الذي دفع العديد منهم للجوء إلى تربية الحيوانات الأليفة، مثل القطط، كوسيلة للبحث عن الونس وكسر العزلة.

في أحد شوارع العاصمة دمشق، تسير امرأة خمسينية، وخلفها ثلاث قطط تتبعها كظلها أينما ذهبت. هذه المرأة، التي قيل إنها تعيش وحيدة وتفتقد العائلة، وجدت في تربية القطط رفيقاً يعينها على كسر وحدتها.

ويُعد هذا المشهد رمزاً للكثير من الحالات المشابهة، خصوصاً بين كبار السن الذين تفرقهم ظروف الحرب عن أبنائهم سواء داخل البلاد أو خارجها.

إحدى السيدات أشارت إلى أنها اشترت قطة من محل متخصص بقيمة 350 ألف ليرة. اختارت شراء القطة بدلاً من الحصول على واحدة من القطط الشاردة المتاحة في الأحياء، وذلك رغبة منها في امتلاك قطة بحالة صحية جيدة وخالية من الأمراض.

وأشارت السيدة إلى أن إطعام القطة يُعد تحدياً في بعض الأحيان، إذ يتطلب شراء طعام خاص من السوق إذا لم تتقبل ما يُقدّم لها في المنزل، مما يزيد من الأعباء المالية.

التباعد الاجتماعي سبب لاقتناء الحيوانات الأليفة

التباعد الاجتماعي الذي تسببت به الحرب والهجرة يعد من الأسباب المباشرة وراء زيادة توجه الناس نحو تربية الحيوانات الأليفة. 

وشهدت سوريا مؤخراً افتتاح محال متخصصة في بيع القطط والكلاب، بعدما كانت تقتصر على بيع الطيور فقط، يدير هذه المحال أشخاص لديهم شغف بتربية الحيوانات وخبرة في العناية بها وترويضها.

الأطباء البيطريون بدورهم، لاحظوا زيادة في عدد الأشخاص الذين يقتنون القطط كحيوانات أليفة. الدكتور أحمد الحصان، طبيب بيطري، تحدث عن الفوائد النفسية والجسدية المرتبطة بتربية الحيوانات الأليفة، مثل تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج. 

وأضاف "الحصان" في تصريحات لصحيفة تشرين التابعة للنظام، أن تربية القطط أصبحت وسيلة للتخفيف من الوحدة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن أهلهم وأصدقائهم. وأكد أن القطط توفر الونس والدعم، ويمكن أن تكون مفيدة للأطفال، إذ تساهم في تعزيز الشعور بالمسؤولية، وفقاً لـ"تشرين".

وعلى الرغم من أن بعض الأطباء البيطريين لا يمتلكون عيادات خاصة، فإن هناك من افتتحوا عيادات متخصصة في علاج الحيوانات الأليفة. 

وتحدث الطبيب الحصان أيضاً عن ضرورة العناية بالحيوانات الشاردة وتقديم العلاج اللازم لها، مشيراً إلى أهمية توفير الرعاية المجانية لهذه الحيوانات للحفاظ على صحتها.