تصاعدت عمليات هدم الأبنية المتضررة من قصف النظام السوري في أحياء دير الزور، بهدف استخراج الحديد وبيعه لصالح "قائد الرابعة" في المنطقة، بالاتفاق مع "محافظ المدينة".
وقالت شبكة "عين الفرات" المحلية، إنَّ الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام باشرت بهدم المنازل المدمرة والمتضررة في حي كنامات بمدينة دير الزور واستخراج الحديد منها، تنفيذًا للعقد المبرم بين "محافظ دير الزور" فاضل نجار وقائد "الفرقة الرابعة" في المدينة.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الميليشيات الإيرانية بمنع أبناء مدينة دير الزور من إعادة ترميم وتأهيل منازلهم المدمرة تمهيداً للعودة إليها، بهدف توسيع رقعة سيطرتها على أحياء المدينة وإخلائها من سكانها والاستيلاء على منازلهم.
سباق بين ضباط النظام للسيطرة على الحديد
وكانت "عين الفرات" نشرت في وقت سابق تفاصيل الاتفاق بين الطرفين والذي نص على إزالة الأبنية المتضررة في أحياء مدينة دير الزور من قبل "الفرقة الرابعة"، ما يعني تجاهلاً تاماً لمؤسسة "الإسكان العسكري" وباقي دوائر النظام.
وجاء توقيع العقد بضغط من قيادة "الفرقة الرابعة"، بهدف تمكين عناصرها من التنقيب عن الآثار والدفائن التي تركها "تنظيم الدولة" (داعش) خلفه، في أحياء الحويقة والعرضي وقسم من حي الحميدية، بالإضافة إلى سرقة الحديد الذي سيتم استخراجه وبيعه لصالح قائد الفرقة.
وكانت تقارير إعلامية سابقة أكدت أن "الفرقة الرابعة" امتهنت سرقة الحديد والألمنيوم والنحاس الناجم عن المنازل المدمرة في المناطق التي خاضت فيها معارك ضد فصائل المعارضة، وذلك بحجة إزالة الردم ومخلفات الحرب أو التمهيد لإعادة إعمار المنطقة والتي تتحجج فيها.
تبدل خريطة السيطرة على محافظة دير الزور
ومرت محافظة دير الزور بتحولات كثيرة منذ بدء الثورة السورية في العام 2011، إذ تبادلت عدة قوى السيطرة، حيث بدأ الأمر بسيطرة فصائل "الجيش الحر" عام 2012، وبقي الأمر حتى منتصف عام 2014، حيث سيطر "تنظيم الدولة" (داعش) عليها، باستثناء مطارها وبعض الأحياء القريبة منه التي بقيت تحت سيطرة النظام السوري.
وفي العام 2017 تقدمت قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بدعم روسي، باتجاه ريف دير الزور، جنوبي النهر (الشامية)، وسيطرت عليه مع قرى في شمال نهر الفرات، بينما سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بدعم من التحالف الدولي على ريف المحافظة، شمالي النهر.
ومنذ سيطرة النظام على المدينة لم تشهد أي تحسن بالخدمات حتى الآن، وتعاني المدينة من ضعف في أدنى مقومات الحياة، خاصة الكهرباء والمياه والنظافة.