نقل موقع "باسنيوز" عن مصدر مقرب من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أن الولايات المتحدة الأميركية لديها مشروع جديد، تهدف من خلاله إلى دعم فصائل معارضة في مناطق شمال شرقي سوريا، وإشراك المكون العربي بشكل أوسع في مؤسسات "الإدارة الذاتية".
وقال المصدر إن أميركا لديها مشروع يهدف إلى "تطعيم" المؤسسات التي تديرها "الإدارة الذاتية" بالمكون العربي بالدرجة الأولى وبقية المكونات الأخرى في شمال شرقي سوريا.
بناء تحالف سياسي بين "مسد" والمعارضة السورية
وأضاف المصدر أن أميركا تعتزم بناء تحالف جديد بين "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) وأطراف سورية معارضة، بهدف مشاركة المكون العربي في المؤسسات القائمة سواء في الجانب الإداري والسياسي أو الجانب العسكري.
وأشار إلى أن لقاءات تجري بين "مسد" و"التحالف السوري الوطني" (وهو إطار يضم كتلاً وهيئات سياسية وثورية جرى تشكيله عام 2020 في واشنطن)، وذلك بإشراف من الجانب الأميركي، بهدف تشكيل تحالف واسع بالتزامن مع عملية التطبيع الجارية بين تركيا والنظام السوري.
إعادة الدعم لـ"لواء ثوار الرقة"
ولفت المصدر إلى أن فصيل "لواء ثوار الرقة" الذي يقوده أحمد علوش الملقب "أبو عيسى" سوف يعود للواجهة من جديد بدعم أميركي.
و"لواء ثوار الرقة"، كان يتبع لـ"الجيش السوري الحر"، وبعد تشكيل "قسد" انضم إليها، لكن الأخيرة ضيقت عليه وفككته، وفرضت على قائده علوش الإقامة الجبرية بعد استعادة الرقة من سيطرة "تنظيم الدولة" (داعش) في العام 2018، وبعد وساطة عشائرية جرى إلغاء الإقامة الجبرية عليه في العام 2020.
وكانت شبكات إخبارية محلية تحدثت عن إرسال التحالف الدولي خلال اليومين الماضيين، معدات عسكرية إلى مقر "الفرقة 17"، وجرى تسليمها لـ"لواء ثوار الرقة".
تبديد المخاوف التركية
وذكر المصدر أن الولايات المتحدة تحاول من خلال مشروعها الجديد تبديد مخاوف جميع الأطراف، وخاصة المخاوف التركية بخصوص هيمنة "قسد" على المنطقة، أو مخاوف المكون العربي في شمال شرقي سوريا من خلال مشاركة واسعة لهم في مؤسسات "الإدارة الذاتية" القائمة.
وبحسب المصدر، فإن المشروع الأميركي يهدف إلى تقوية مؤسسات "الإدارة الذاتية" القائمة في شمال شرقي سوريا، ولن يقصي "قسد" أو أي مكون آخر.
أميركا تبني قاعدة عسكرية في الرقة
وتأتي التحركات الجديدة في ظل الحديث عن بدء القوات الأميركية بناء قاعدة عسكرية في مدينة الرقة، في خطوة للعودة إلى المناطق التي انسحبت منها شمال شرقي سوريا قبل ثلاث سنوات.
وستكون القاعدة الأميركية مزودة بمهبط طائرات إضافة إلى أجهزة رادار وتقنيات حديثة، إذ يعتزم الأميركان، وفقاً لـ"باسنيوز" العودة إلى منبج وعين العرب (كوباني) شمال شرقي سوريا في المستقبل، وبشكل علني ورسمي.
تصريحات متضاربة بشأن التطبيع بين تركيا والنظام السوري
وفي لقاء رسمي هو الأول من نوعه منذ عام 2011، جمعت العاصمة الروسية موسكو، في 28 من كانون الأول الماضي، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، مع وزير دفاع النظام السوري علي عباس على طاولة مباحثات واحدة.
وأمس الخميس، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه قد يلتقي بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في أوائل شباط المقبل، رافضاً التقارير التي تفيد بعقد الاجتماع الأسبوع المقبل.
إلا أن رئيس النظام السوري بشار الأسد اشترط، في تصريحٍ هو الأول له بشأن التطبيع مع تركيا، إنهاء ما وصفه بـ "الاحتلال ووقف دعم الإرهاب" كي تكون اللقاءات بين الطرفين "مثمرة"، وذلك في لقاء له أمس الخميس مع ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا.