icon
التغطية الحية

لابتوبات خارج الصلاحية وبأسعار باهظة.. معاناة "الفريلانسر" والجامعيين في سوريا

2024.08.28 | 06:44 دمشق

آخر تحديث: 28.08.2024 | 10:07 دمشق

ثقف
صورة تعبيرية مولدة بالذكاء الصناعي
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

مع توجه كثير من الشباب في دمشق نحو العمل عبر الإنترنت عن بعد مع شركات خارج الحدود لتحقيق دخل أعلى، سواء عبر العمل في البرمجة أو التصميم والمونتاج أو البودكاست والدبلجة، وصولاً إلى الترجمة والتسويق وما إلى ذلك، يعاني هؤلاء من ارتفاع أساسيات الدخول في مثل هذه الأعمال.

تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالترويج للعمل عن بعد بشكل مستقل "فري لانس"، على أنها الطريقة الأفضل لتحقيق دخل جيد بالقطع الأجنبي في سوريا بظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، لكن الحصول على الحاسب المحمول وهو أساس العمل في معظم تلك الأعمال، بات عثرة تعيق البدء بهذه الخطوة.

ليس فقط المقدمون على سوق العمل عبر الإنترنت من يعانون من ارتفاع أسعار اللابتوبات، بل أيضاً بعض طلاب الجامعات الذين يحتاجون الحواسيب في دراستهم لإنجاز المشاريع، مثل طلاب الكليات الهندسية.

من 2 مليون إلى 30 مليون

في جولة على سوق البحصة بدمشق، طلبنا لابتوبا مستعملا قادرا فقط على تشغيل برامج الأوفيس مع محرك بحث سريع بسعة جيدة لا تزيد على 256 غيغا، لكن لم نجد أي جهاز بأقل من 2 مليون ليرة سورية وعمره أكثر من 15 عاما، وكانت الأسعار ترتفع كلما زادت المواصفات بجودتها أكثر، حيث بلغت أسعار اللابتوبات المستعملة بمواصفات متوسطة قادرة على تشغيل برامج التصميم التي يستفيد منها طلاب كليات الهندسة والمهندسون  8 ملايين ليرة (تزيد أو تنقص تبعاً للمواصفات)، وهو سعر قادر على أن يعيل أسرة لشهر كامل بمتطلباتها الأساسية.

أسعار اللابتوبات المستعملة التي كانت تلقى إقبالاً من الزبائن باتت خارج قدرتهم المالية، في حين حلّقت أسعار الأجهزة الجديدة إلى أرقام غير مسبوقة.

بحسب الجولة، فإن أسعار اللابتوبات المتوسطة الجديدة تبدأ من 12 مليون ليرة، بينما بدأت أسعار اللابتوبات الجديدة التي تسمى (غيمر) أي المخصصة للألعاب الضخمة وهي ذات مواصفات عالية الجودة، بمعالجات من الأجيال الـ12 – 13 – 14، من 19 مليون ليرة صعوداً إلى أكثر من 30 مليون ليرة، وهي لابتوبات تستخدم عادةً من قبل المصممين ومحرري الفيديوهات المحترفين وبعض المبرمجين، إضافةً إلى محترفي ألعاب الفيديو.

 

معظمها خارج الصلاحية ومعاد تدويرها

وأشار أكثر من بائع في سوق البحصة، إلى أن الخيارات في السوق السورية باتت محدودة وخاصةً بالنسبة للابتوبات المستعملة، حيث بات معظمها خارج الصلاحية واستخدمها عشرات الأشخاص خلال سنوات، ومعاد تدويرها مراراً من ناحية الصيانة، ولا تقبل أي تحديثات أو تعريفات، وتحتاج بين الحين والآخر للصيانة بالهارد وير أو الفرمتة أو على الأقل إلى تفعيل برامج الأوفيس.

ويؤكد البائعون، أن الكثير من تلك الأجهزة وخاصة الرخيصة التي تباع بين مليونين و3 ملايين ليرة، لا تعيش طويلاً وبعضها يتم تنسيقه خلال عام أو عامين من إعادة التدوير تبعاً لحجم الاستخدام، وبعدها يضطر الشاري إلى البحث عن جهاز آخر يناسب وضعه المادي ليقع بذات لمشكلة.

ركود شديد وطلب من الخارج

ويؤكد البائعون أن سوق اللابتوبات يعاني من ركود شديد، نتيجة تدني القدرة الشرائية للسوريين، بينما لا يزال هناك خيار تجميع أجهزة الكومبيوتر المكتبية الجديدة تبعاً للميزانية، لكن هذه الأخيرة اقتربت من الانقراض من سوريا نتيجة حاجتها للتيار الكهربائي المتواصل.

يشير البائعون إلى أن كثيرا من السوريين باتوا يطلبون من أقاربهم أو معارفهم في الإمارات أو لبنان أو العراق أو حتى من أوروبا، إرسال لابتوبات لهم بدلاً من الشراء من دمشق، مشيرين إلى أن أسعار اللابتوبات خارج سوريا أقل بنحو النصف تقريباً، في حين تتوفر في أوروبا أجهزة مستعملة حديثة وبحالة ممتازة تباع عبر الإنترنت من أصحابها بأسعار رخيصة جداً.

يقوم التجار حتى اليوم باستيراد "نفايات" اللابتوبات من دبي، لكن بكميات أقل جداً من السنوات السابقة نتيجة الركود في الأسواق والوعي الذي تشكل لدى الناس من رداءة تلك الأجهزة.

في 2021 ذكر رئيس جمعية المخلصين الجمركيين بدمشق وريفها إبراهيم شطاحي أن هنالك عروض بيع مستودعات كاملة وبأرخص الأسعار وخاصة في دولة الإمارات التي تسير الشركات فيها حسب القاعدة العالمية بأن للجهاز عمراً افتراضياً يجب تنسيقه قبل نهاية عمره، حيث تجمع تلك الأجهزة بعد انتهاء عمرها الافتراضي في مستودعات ويباع المستودع دفعة واحدة.

بحسب أصحاب محال في البحصة، فإن معظم ما يتم استيراده بذلك الأسلوب حالياً هو قطع التبديل التي تستخدم في الصيانة، وقد تكون قطع مغلفة وتوحي بأنها جديدة، لكن صلاحيتها قد انتهت. حذر شطاحي سابقاً من الأثر الاقتصادي نتيجة إدخال نفايات العالم إلى سوريا، وعدم وجود ضمانة لهذه القطع وعدم مطابقتها للمواصفات السورية والشراء على مبدأ السوق "على بردى"، بحسب وصفه.