ملخص:
- تعرّض مراسل "الشرق الأوسط" كمال شيخو لاعتداء من "قسد" بالحسكة في أثناء تغطيته لعودة النازحين.
- "قسد" حاصرت مناطق النظام في الحسكة والقامشلي، مما أدى إلى نقص كبير في المياه والخبز.
- الحصار شمل 100 ألف شخص، مع منع إدخال المواد الغذائية والمياه إلى مناطق النظام.
- أنهت "قسد" الحصار بعد وساطة روسية تضمنت تبادل أسرى مع النظام.
- الاتفاق بين "قسد" وروسيا يهدف لوقف التصعيد وتنسيق الجهود لتجنب التوترات المستقبلية.
اعتدى عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالضرب المبرح على مراسل صحيفة الشرق الأوسط في مدينة الحسكة كمال شيخو، بعد توجيه شتائم نابية بحقه بسبب محاولته تغطية عودة النازحين إلى المدينة، كما منعت صحفيين آخرين من التغطية.
وفي السابع من آب الجاري، حاصرت "قسد" مناطق سيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي رداً على هجوم ما بعرف بـ "جيش العشائر" على مناطق سيطرتها في دير الزور، حيث منعت السيارات والمدنيين وعناصر النظام من الدخول والخروج من تلك المناطق.
وتسبب الحصار الذي فرضته على أحياء كاملة داخل مدينة الحسكة بحرمان قرابة 100 ألف شخص من المياه الصالحة للشرب نقص كبير في الخبز والمواد الغذائية من جراء منع حواجز "قسد" إدخال أي مواد وسيارات إلى مناطق سيطرة النظام.
وأفاد مراسل الشرق الأوسط عبر منشور على صفحته في فيس بوك، بأنه تعرض للتوقيف من قبل عناصر قوات الأمن التابعة لقسد في مدينة الحسكة وتمت مصادرة جميع أوراقه الثبوتية وكاميرته وجهاز هاتفه ومنع من التواصل مع ذويه ودائرة الإعلام في "الإدارة الذاتية" كونه يعمل وفق رخصة ومهمة رسمية.
وقال شيخو: "تهجّم عليّ أحد العناصر واعتدى علي ضرباً ووجه لي الشتائم غير اللائقة أمام مجموعة عناصر من دون أن يتدخل أحد منهم، ثم تابع اعتداءه وأخرجني من المكتب وفي الممر أكمل ضربه حتى أدخلني الغرفة بالقوة ووضع الكلبشات في يدي".
وأشار إلى أنه تعرض لمواقف مماثلة (3 ثلاث مرات احتجاز وتوقيف وإهانة) خلال سنوات تغطيته الإعلامية في مناطق "الإدارة الذاتية وقسد" في شمال شرقي سوريا.
وأضاف قائلاً إن "العنصر الذي اعتدى علي وهاجمني وضربني، كذب على مسؤوليه ولم ينظموا ضبطاً أو يفتحوا تحقيقاً بالحادثة ولا حتى الاعتذار عن الموقف".
"قسد" تريد إخفاء حصارها لآلاف المدنيين
أفاد عدد من الصحفيين لموقع تلفزيون سوريا بمنعهم من تغطية عودة النازحين إلى داخل أحياء المربع الأمني بعد أسبوع من حصار "قسد" لمناطق سيطرة النظام في مدينة الحسكة واستئناف إدخال صهاريج المياه والوقود وشاحنات محملة بالطحين والمواد الغذائية إلى المنطقة.
وقال صحفي يعمل مع وسيلة إعلامية تابعة للإدارة الذاتية: "تلقينا تعليمات بعدم تغطية فك الحصار وتصوير أي مشاهد لدخول صهاريج المياه والمواد التموينية إلى داخل مناطق سيطرة النظام".
وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن اسمه لدواع أمنية، أن "الحصار تسبب بنزوح آلاف الأشخاص إلى خارج مناطق سيطرة النظام بسبب انقطاع المياه وارتفاع أسعار الخضر والمواد الغذائية وقلة الخبز"، مشيراً إلى أن "سكان أحياء المساكن والقضاة والفيلات والمريديان وجزء من سوق المدينة عادوا بشكل تدريجي لمنازلهم مع إنهاء الحصار".
صحفي آخر أكد بأن عناصر وحواجز قسد المنتشرة في المناطق المحاذية لمناطق سيطرة النظام في مدينة الحسكة منعوه من تصوير حركة الأسواق وعودة النازحين لمنازلهم وطلبوا منه الابتعاد عن المكان حتى لا يتعرض للاعتقال.
إنهاء حصار القامشلي بعد الحسكة
أنهت "قسد" أمس الخميس، حصارها لمناطق سيطرة النظام في مدينة القامشلي وفتحت الطرقات المؤدية إلى سوق المدينة ومطار القامشلي والأحياء الجنوبية بعد يومين من فك الحصار عن الحسكة.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "عملية فك الحصار عن القامشلي تأخرت بسبب إجراءات تبادل الأسرى بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام ضمن الاتفاق الذي جاء بعد لقاء قائد قسد مظلوم عبدي مع قائد القوات الروسية في سوريا بمدينة الحسكة".
وأزالت "قسد" صباح الخميس جميع الحواجز المؤقتة التي أنشاتها في الطرق والمعابر المؤدية إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة القامشلي حيث توجد مؤسسات أمنية وعسكرية للنظام في سوق المدينة بالإضافة إلى مطار القامشلي وحي زنود وأكثر من عشرين قرية جنوبي المدينة.
روسيا تنهي التوتر بين قسد والنظام في الحسكة
وأفضى اجتماع قائد القوات الروسية في سوريا الفريق سيرغي كيسيل، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يوم الثلاثاء الفائت، إلى فك قوات الأخير حصارها المفروض على النظام في محافظة الحسكة منذ أسبوع.
واجتمع "كيسيل" و"عبدي" في قاعدة استراحة الوزير المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية في شمال غربي مدينة الحسكة.
وأوضح المصدر أن "روسيا قدمت ضمانات لـ قسد بوقف التصعيد من قبل الجماعات المرتبطة بالنظام وإيران في دير الزور، مقابل إنهاء قسد الحصار المفروض على مناطق سيطرة النظام في محافظة الحسكة".
ونص الاتفاق على "تسليم قوات سوريا الديمقراطية أسرى النظام مقابل تسليم النظام أسرى قسد ممن اعتقلوا من قبل جيش العشائر في دير الزور".
وأوضح المصدر أن "بند تبادل الأسرى سيتم تطبيقه خلال اليومين المقبلين".
وحثت روسيا على استمرار التنسيق والتواصل بين قسد والنظام في محافظة الحسكة لتجنب التصعيد، حيث تجري روسيا اتصالات مستمرة بين الطرفين لضمان الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بحسب المصدر.
ويوم الثلاثاء بعد ساعات من انتهاء الاجتماع بين قائد القوات الروسية وقائد قسد في محافظة الحسكة، بدأت قسد بفك الحصار عن النظام في مدينة الحسكة وتلتها مدينة القامشلي بعد يومين.