icon
التغطية الحية

كيف يجب التعامل نفسياً مع المنكوبين من الزلازل؟

2023.02.13 | 12:50 دمشق

1
مسعود هانسر يمسك بيد ابنته أرماك (15 سنة) قضت تحت الأنقاض من جراء الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش جنوبي تركيا (أ ف ب)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

قدم البروفسور التركي في الطب النفسي ورئيس جامعة أوسكودار في إسطنبول نوزت تارهان مجموعة من النصائح بشأن التعامل مع منكوبي الزلازل من العالقين ومن يخرجون من تحت الأنقاض، في وقت تتواصل فيه جهود الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين الفائت.

وقال تارهان في مقابلة مع وكالة (الأناضول) إن ضحايا الزلزال بحاجة للشعور بأنهم ليسوا وحدهم وأن هناك من يساعدهم، مشدداً على ضرورة أن تمتلك فرق الإنقاذ المتطوعة أعصابا هادئة لتقليل الأخطاء في أثناء جهود الإنقاذ.

وأوضح أن "هذا الزلزال له تأثير كبير على الجميع، فالناس الذين عايشوا الزلزال مع المباني المنهارة، دهمهم ذلك وسط الشتاء". مبيناً أن "العالقين لهم أقرباء ينتظرونهم، وهناك من يحفر لساعات طويلة لإنقاذهم من دون انتظار فرق الإنقاذ المحترفة، ومن المهم في هذه الحالات مساهمة فرق المتطوعين في عمليات الإنقاذ".

الصدمة الأولى

وشدد البروفسور التركي على ضرورة التعرف إلى نفسية الشخص الذي يتعرض للزلزال ونفسية وتصرفات أقربائه. لافتاً إلى أن "الأشخاص العالقين يعانون في البداية من صدمة وحالة خوف، والدماغ ينتقل إلى حالة الدفاع، مثلما يكون هناك كسر في اليد فلا يحرك الجسد اليد كرد فعل من الجسم".

وأضاف "خلال الصدمة يكون الدماغ في حالة ذهول بالنسبة للعاقلين وغيرهم، وهو تصرف من الدماغ وقتها يجعل الجسم عاجزاً عن الشعور، ومع تجاوز الصدمة يبدأ الشخص بالشعور بآلامه بعد أيام".

نصائح نفسية

  • وللتعامل مع المتضررين من الزلزال قدم تارهان مجموعة من النصائح:
  • يجب أن يشعر العالقون تحت الأنقاض بأنهم ليسوا وحدهم، ويجب أن يشعروا بوجود مَن يساعدهم ويمنحهم الثقة والأمان، وعندها تخف آلامهم.
  • على المنقذين أن يتعاملوا بشكل صحيح مع العالقين من خلال محاولة إفهامهم الحادثة التي وقعت.
  • التعامل مع المصابين بحسب معتقداتهم وعاداتهم في منطقتهم للتخفيف عنهم.
  • عدم مساءلة المصابين في هذه المرحلة بما يشابه محاكمة القدر، فهذا يعمق آلام العالقين والضحايا حتى وإن توافرت النية الحسنة، فكلما سمع المصابون بهذه المحاسبة زادت آلامهم.
  • البقاء بجانب المصابين ومسك أيديهم يعطيهم الأمان.
  • عدم إجبار المصابين على الحديث، فهذا يؤدي إلى نتائج عكسية.
  • عند إنقاذ أطفال لا يجب إبعادهم فوراً من المنطقة، فبالنسبة لهم الأهم رابط الأمان وهو الأب والأم. يجب أن يعيشوا الألم معاً، فغموض مصير الوالدين يدخل أطفالهما في صدمة.
  • فرق الإنقاذ المحترفة يجب أن تتلقى تدريباً نفسياً للتعامل مع الحالات والمفاجآت ويجب أن يكونوا مستعدين، ولكن في النهاية هم بشر يسمعون استغاثات ويتأثرون.. هذا طبيعي.
  • البشر لا يتحكمون في الكوارث الطبيعية، لكن بعد حدوثها يمكن التحكم بالمرحلة التالية، ولذلك يجب أن يعرف المنقذ حدود إمكانيته، وألا يعتقد أن لديه إمكانيات خارقة، فهذا ربما يؤدي إلى انهياره.
  • ومن لا يمتلك الخبرة عليه ألا يدخل في أمور خطرة، ويجب أن تكون الأعصاب هادئة حتى لا تحدث أخطاء أكثر خلال الأزمات.
  • وتحتاج إدارة الأزمة إلى مهارة في ضبط الأعصاب حتى يستطيع المنقذ فهم الطرف الآخر ومساعدته، فالتعاطف وحده قد يكون نقطة ضعف.

تدريب الأطفال على الصدمات

ومشدداً على ضرورة إعداد المجتمع منذ الطفولة لمواجهة الأزمات، قال تارهان "يجب عدم إخفاء الحقائق عن الأطفال وجعلهم يطلعون على كل شيء، فالصدمات جزء من الجغرافيا ويجب مواجهة ذلك وإيجاد الحلول، وهي فرصة لتعليم الأطفال".

وأضاف "قبل المدرسة، يجب تعليم الطفل حقيقة مصاعب الحياة المحتملة، ما يساعده على تعلم كيفية مواجهتها من دون أن يكون ضعيفاً، أما مَن هم في سن المراهقة وأكبر فيجب تعليمهم مساعدة ومعاونة الوالدين وسبل التعامل في زمن الأزمات".

وختم بالتشديد على أن "الصدمات الاجتماعية تقوي العلاقات الاجتماعية وتساعد على النضوج النفسي الاجتماعي، والمجتمع الذي يستطيع تجاوز أزماته الاجتماعية يكون أكثر قوة، والأمل كفيل بتجاوز الصدمات".