اعتادت العائلات السورية على بدء شهر رمضان "بطبخة بيضاء"، أي تحوي على اللبن كنوع من "الفال الجيد" في استقبال الشهر الكريم، مثل (الشاكرية بأنواعها، الكبة اللبنية، الشيشبرك، شيخ المحشي، باشا وعساكره).
المختلف بهذه الطبخات هذا العام أنها نالت نصيبها من ارتفاع الأسعار، خاصة أن اللحوم الحمراء هي مادة أساسية في كل منها.
عائلات تتشارك بثمن الشاكرية للحفاظ على أجواء رمضان
"أبو ياسر" رب أسرة في دمشق، قال لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن كلفة الطبخة البيضاء في أول يوم من شهر رمضان أصبحت كبيرة جداً؛ فعلى سبيل المثال طبخة الشاكرية تكلف اليوم تقريباً 400 ألف لعائلة مكوّنة من 5 أشخاص.
واضاف: "قررنا هذا العام أن نتشارك الطبخة مع بيت أخي مناصفة، فهي من جهة توفير في الكلفة وتالياً نجتمع على مائدة واحدة".
بدورها، "أم عزيز" هي الأخرى لا تستطيع أن تبدأ الشهر الكريم إلا بطبخة بيضاء، حيث قررت أن تجمع بناتها وأسرهنّ في أول يوم وتتقاسم معهم تكاليف طبخة "الشيش برك"، لأنه ليس لها القدرة على دفع تكاليف الطبخة وحدها، فواحدة تشتري اللحمة وأخرى العجين واللبن من أجل تحضيرها وهكذا.
كم تبلغ كلفة وجبة الإفطار في سوريا؟
وتحتاج مائدة شهر رمضان يومياً ما يقارب 200 ألف وسطياً، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج وكل مستلزمات الطبخ، في حين يتراوح متوسط الرواتب والأجور في القطاع العام بعد الزيادة الأخيرة بين 375 و400 ألف ليرة.
وكانت "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في دمشق، أصدرت نشرة أسعار الفروج الأخيرة، في 19 من شباط الماضي، وحددت سعر كيلو الفروج المنظف بـ 39 ألفاً، وسعر كيلو الشرحات بـ 56 ألفاً، وكيلو الدبوس بـ 42 ألفاً وكيلو الكستا بـ 42 ألفاً، كما حددت النشرة سعر كيلو الشاورما بـ 93 ألفاً، وسندويشة الشاورما بـ 16ألفاً.
وسجل كيلو لحم الخروف الهبرة 240 ألف ليرة، واللحم بعظمه وصل إلى 190 ألف ليرة، بينما وصل سعر لحم العجل إلى 170 ألف ليرة، أما لحم العجل بعظمه تجاوز لـ 160 ألف ليرة.
12 مليون ليرة كلفة معيشة الأسرة السورية شهرياً
ومع بداية العام 2024، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في مناطق سيطرة النظام السوري إلى أكثر من 12 مليون ليرة، بعد أن كان في نهاية شهر أيلول الماضي نحو 9.5 ملايين ليرة سورية، في وقت لم يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الأخيرة 278 ألفاً و910 ليرات سورية، وفقاً لدراسة نشرتها جريدة "قاسيون" المحلية، ما يعني أن الزيادة لن تكون حقيقية وفعّالة ولن توازي مستوى التضخم الهائل في البلاد.