البث المباشر
كشفت وثائق سرّية مسرّبة، عن الطريقة التي يسافر فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داخل قطار سرّي وسط إجراءات أمنية مشددة ترافقها وسائل متنوعة للترفيه عن زعيم الكرملين.
ونشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، يوم الثلاثاء، وثائق مسرّبة وصلتها (تشمل مخططات وخطابات وصور)، تقول إنها تلقي نظرة نادرة على "القطار رقم واحد" السرّي الخاص ببوتين.
وسبق أن سمح الكرملين لوسائل الإعلام الروسية الحكومية، بتسجيل اجتماع بين بوتين ومسؤولي النقل، في مكتب إداري فخم داخل القطار، لكن مقصورات القطار الأخرى (نحو عشرين مقصورة) بقيت دوماً سراً محروساً بعناية من قبل السلطات الروسية، إلى أن سُربت هذه الوثائق.
A gym... a spa... a Turkish steam bath and more. @mchancecnn with new, rare footage documenting the luxuries inside Vladimir Putin's secret, bulletproof train: pic.twitter.com/qPX2fdKOyk
— CNN This Morning (@CNNThisMorning) July 11, 2023
كيف يبدو القطار من الداخل والخارج؟
ويبدو القطار من الخارج عادياً جداً، إذ جرى طلاء جدرانه المصفحة بشدة بألوان السكك الحديدية الروسية الاعتيادية، كما أُهملت الأوساخ عليه عن عمد كأي قطار آخر.
وفي إحدى المستندات المسربة، تُخطر شركة "خدمة زيركون" الروسية، المتخصصة بتصميم العربات والمقصورات الفاخرة، للشركات العامة والخاصة، الكرملين بـ"تشغيل تجريبي" لعربة الصحة الرياضية التي جرى طلبها، وفي الصور المرفقة بالمستند المسرّب، تظهر صالة ألعاب رياضية خاصة ببوتين على متن القطار السري.
وتضيف الشبكة، أن الكرملين كان يتطلع إلى تحديث الصالة الرياضية في العام الماضي، بمعدات أميركية عوض المعدات الإيطالية.
وتُظهر وثائق أخرى، منتجعاً صحياً فاخراً على متن القطار، يشمل حمام بخار تركي، بالإضافة إلى قسم تجميل مجهّز بأرقى المعدات، مع طاولة تدليلك.
ما الذي يعنيه قطار بوتين بالنسبة للغرب؟
يُركز الإعلام الغربي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط من العام 2022، على إظهار بوتين بصورة هشّة وضعيفة ومنعزلة، ما يعني بالتالي أن روسيا نفسها ضعيفة ووحيدة ومعزولة، في حرب نفسية وإعلامية موازية للمعارك العسكرية.
وتقول "سي إن إن"، إن التركيز على عزلة بوتين بعد تمرد مجموعة "فاغنر" في حزيران الماضي، بات أكبر من أي وقت مضى في الغرب، وتنقل بوتين بقطار سرّي مدرّع، يوضح لأي درجة بات زعيم الكرملين منعزلاً.
ينفي الكرملين من جهته صحّة الملفات المسربة، ويقول إن الرئيس الروسي لا يملك قطاراً خاصاً كالذي تعرضه الوثائق، ولا يستخدم السكك الحديدية كما تزعم "سي إن إن".
وقال غليب كاراكولوف، وهو منشق روسي وعضو سابق في خدمة الحماية الشخصية لبوتين، يزعم أنه ساعد في تركيب معدات الاتصالات الآمنة للقطار، إن زعيم الكرملين اختار بشكل متزايد التنقل بالقطار بدل الطائرة في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا عام 2022 تجنبًا للتعقب.
وأضاف، "يمكن دائماً اكتشاف الطائرات، في حين يوجد كثير من القطارات وليس هناك طريقة حقيقية لتتبعها".
وبحسب عباس غالياموف كاتب خطابات بوتين السابق، فإن الرئيس الروسي يشعر بأنه مُحاط بالأعداء، لذلك فهو بحاجة نفسياً إلى أن يشعر بالحماية، لأنه يخسر الحرب (في أوكرانيا)، ويخسر في السياسة، ويفقد شعبيته، وبات لديه مزيد من الأعداء، ومتورط بمزيد من الجرائم.
