قال عضو مجلس الشعب التابع للنظام السوري، صفوان قربي، إن الحكومة قررت رفع الدعم عن المحروقات وتحرير أسعاره، وإقرار زيادة جديدة على أسعار الخبز، ومن المنتظر أن يصدر القرار خلال أيام، وتأتي هذه القرارات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، ما يهدد بتفاقم الأوضاع المعيشية على المواطنين، الذين يعانون أساساً من ظروف معيشية مأساوية.
وأضاف لإذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام السوري، أن اجتماعات اللجنة المؤلفة من "مجلس الشعب" والحكومة انتهت منذ يومين، وخلال الليالي القادمة سنكون أمام "خطوات وقرارات جريئة" فيما يخص الدعم، على صعيد رفعه عن المحروقات وتحرير أسعارها، إلى جانب سلسلة من القرارات التدريجية التي ستصدر تباعاً، بالتزامن مع زيادة للرواتب من خلال الوفرة المحققة من رفع الدعم.
وذكر أنه من ضمن القرارات سيطرأ رفع على سعر الخبز ولكن لن يكون كبيراً، لحساسية هذه المادة في المجتمع، بحيث تكون زيادة يتقبلها المواطن، زاعماً أن هناك مافيات تستفيد من دعم الخبز وتعتاش منه.
محاربة الفساد عبر إزالة الدعم عن المواطنين
واعتبر قربي أن "هناك من يعتاش من الدعم وأكثر من نصفه يُسرق بآليات تنظيمية إدارية مضبوطة، وبالتالي لا بد من نسف هذا الموضوع بشكل كامل"، على حد تعبيره.
وزعم أن "قرار رفع الدعم أشبع نقاشاً في مجلس الوزراء ومع الفريق الاقتصادي، وما سيصدر هو ليس نتاج "مجلس الشعب، بل الحكومة".
وأكد أن هناك عجزاً هائلاً وضيقاً حقيقياً، حيث جاءت الجلسة الاستثنائية الأخيرة "للتهدئة والراحة النفسية للشارع، خاصةً أنه لا يمكن إنكار أن الناس محبطة، بالتزامن مع الأداء الحكومي غير السويّ والإصرار على أخطاء اقتصادية على أنها الممكن فقط".
منها زيادة "يتقبّلها المواطن" على سعر الخبز..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) August 8, 2023
قرارات اقتصادية جديدة تُنذر بعواقب وخيمة في #سوريا! #تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/xGfeGxS5jh
حكومة النظام السوري تقصي آلاف العائلات من الدعم
ومنذ مطلع شهر شباط 2022، استبعدت حكومة النظام السوري العديد من الفئات والشرائح الاجتماعية من خطة دعم الحكومة الذي يشمل بصورة أساسية مواد: الخبز والغاز والمازوت والبنزين والسكر والرز، عبر "البطاقة الذكية".
وتذرّعت الحكومة بأن خطة رفع الدعم جاءت بهدف "إيصاله إلى مستحقيه من الشرائح الأكثر احتياجاً في المجتمع ومنع استغلاله وإيقاف الهدر"، ليُفاجَأ مئات الآلاف باستبعادهم من الدعم رغم أنهم من الفئات المستحقة للدعم بحسب معايير الحكومة. ووفقاً لذلك، جرى استبعاد نحو 596 ألفاً و628 عائلة تحمل "البطاقة الذكية"، بحسب وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري.
6.5 ملايين ليرة تكاليف معيشة الأسرة في سوريا
ومع بداية شهر تموز الجاري، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في سوريا إلى أكثر من 6.5 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان في نهاية آذار الماضي نحو 5.6 ملايين ليرة، في وقت لم يتجاوز متوسط الرواتب الـ 150 ألف ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة "قاسيون".
ويعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري من ضعف في القدرة الشرائية، في ظل ندرة فرص العمل وانخفاض الأجور والرواتب.