تجدّدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم، مساء الأحد، وذلك قبل دخول وقف إطلاق النار (اتفاق جدة) حيز التنفيذ، مساء غدٍ الإثنين.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ اشتباكاتٍ "عنيفة" بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور في أحياء جنوبي الخرطوم وشرقها، إضافةً إلى مدينة أم درمان غرباً.
وأضافت الوكالة - نقلاً عن شهود عيان - أنّ أحياء جنوبي الخرطوم دوت فيها أصوات انفجارات قوية اهتزت لها البيوت، وسط تحليق مكثّف للطائرات الحربية في سماء العاصمة.
اتفاق جدة
تأتي هذه الاشتباكات بعد يوم من التوقيع على اتفاق في مدينة جدة - برعاية أميركية سعودية - يقضي بوقف إطلاق نار قصير الأمد (سبعة أيام) بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".
وجاء في بيان مشترك بين واشنطن والرياض، أنّ وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من التوقيع (يوم الإثنين الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي)، ويمكن تمديده بموافقة الطرفين.
ودعا السفير الأميركي في السودان جون غودفري، الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعاه في مدينة جدة السعودّية، ليل السبت - الأحد.
التعهّد بالالتزام وترحيب قطري بـ"اتفاق جدة"
وبعد توقيع الاتفاق، أكّد الجيش السوداني الالتزام به، قائلاً: إنه "سيقتصر على الترتيبات الخاصة بهدنة لحماية المدنيين والمستشفيات"، كما أكّدت قوات "الدعم السريع" التزامها التام بوقف إطلاق النار.
وكانت قطر قد رحّبت، في وقتٍ سابق اليوم، بـ"اتفاق جدة"، مؤكّدةً على موقفها الداعي إلى وقف القتال في السودان فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتغليب المصلحة العامة".
وأعربت عن "تطلع الدوحة إلى أن يمهد الاتفاق لوقف دائم للنزاع العسكري، والانخراط بعد ذلك في مفاوضات واسعة، تشارك فيها كل القوى السياسية السودانية، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام، يحقق تطلعات الشعب الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار".
يشار إلى أنّ السودان يشهد، منذ 15 من نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أسفر عن مقتل نحو ألف شخص غالبيتهم مدنيون، ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.