البث المباشر
شهدت الصرافات الآلية التابعة للمصرف العقاري والتجاري في دمشق، يوم أمس الأربعاء، حالة ازدحام غير مسبوقة، سببها حاجة العاملين في الجهات العامة والمتقاعدين لسحب أجورهم ومعاشاتهم الشهرية، وباتت رواتب آخر الشهر تجلب الهمّ للسوريين رغم أنها من المفترض أن تأتي بالفرح.
وتحدث الكثير من المواطنين عن خروج العديد من الصرافات الآلية عن الخدمة، الأمر الذي دفع بهم إلى التوجه نحو الصالات الرئيسة للصرافات مثل صالة العقارية في ساحة المحافظة بدمشق، ما تسبب بحالة ازدحام شديدة على الصرافات خلال ساعات الدوام الرسمي.
ومن بين الأسباب الأخرى لهذا الازدحام، هو فرض عطلة لجميع الجهات العامة والمدارس لمدة أسبوع كامل، تبدأ من يوم الأحد القادم، في ظل أسوأ أزمة محروقات تعيشها مناطق سيطرة النظام السوري، ما جعل المواطنين يقفون لساعات طويلة في البرد القارس للحصول على مستحقاتهم المالية قبيل بدء العطلة وتوقف عمل الصرافات.
كيف برر مسؤولو النظام الازدحام أمام الصرافات؟
مدير المصرف العقاري، مدين علي، قال إن تغذية الصرافات ستستمر طوال أيام العطلة المقبلة، وجرى تشكيل فريق من العاملين في المصرف لتغذية ومتابعة عمل الصرافات خلال أيام العطلة كما جرى حجز كتل مالية لطرحها عبر الصرافات، وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
لكنه اعتبر أن انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة يعوق عمل الصرافات ويخرجها عن الخدمة ويجري الاستبدال عن ذلك بتشغيل مولدات تعمل على المحروقات لدى الفروع التي تتوافر لديها المحروقات.
ولسرعة تنفيذ عمليات السحب يتجه مصرفا العقاري والتجاري للتركيز على طرح الفئة النقدية الجديدة 5000 ليرة، بسبب التضخم الحاصل في البلاد، وهي أكبر فئة حتى الآن.
ازدحام واختناق..لماذا يُحرم المواطنين في #دمشق من تسلم رواتبهم؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 26, 2022
تقرير: منى الرنتيسي #لم_الشمل #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/bhYcAd0Ty4
الصرافات الآلية في سوريا عبء ثقيل على المواطنين
وتعدّ خدمة الصرافات الآلية، من الخدمات الأساسية التي تقدمها عموم الحكومات ومصارف وبنوك دول العالم، لما لها من فوائد تعود على المواطنين، غير أن الخدمة في سوريا تختلف عن غيرها من الدول، حيث يعتبرها كثير من المواطنين عبئاً إضافياً بسبب عدد أجهزة الصراف الآلي المحدودة وازدحامها وأعطالها المتكررة وانقطاع الإنترنت والكهرباء عنها بشكل مستمر.
ووفق تصريحات رسمية، قال مسؤولون في حكومة النظام السوري، إن عموم البلاد تحوي فقط 270 صرافاً آلياً قيد العمل، من أصل 700 جهاز صراف للبنكين التجاري والعقاري منتشرة في عموم سوريا.
ومع أن عدد الصرافات 700 ولا تكفي لتقديم الخدمات الأساسية للأهالي أبداً، فإن ثلثيها يعدّ خارج الخدمة فعلياً بسبب الأعطال، حتى تلك الـ270 صرافاً التي قيل عنها إنها في الخدمة، هي فعلياً خارج الخدمة في معظم الأحيان.
