يبدأ الموظفون السوريون - وخاصة المتقاعدين منهم - مع بداية كل شهر رحلة البحث عن صراف آلي للحصول على الراتب بسبب تعطل معظم الصرافات المتكرر وخروجها عن الخدمة، ناهيك عن اضطرارهم للوقوف لساعات طويلة في الطوابير بانتظار وصول الكهرباء لمدة بسيطة.
وقالت صحيفة العروبة التابعة للنظام، إن أكثر من 100 شخص ينتظرون يومياً وصول الكهرباء للصرافات الخمسة في مركز مدينة حمص، مضيفة أن هذا المشهد يتكرر أيضاً أمام الصراف الموجود بجانب فرع المصرف التجاري رقم 5.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مشهد الطوابير يستمر لساعات طويلة وبشكل يومي بسبب عجز حكومة الأسد عن حل المشكلة، التي أصبحت نتيجة التراكم هاجساً يؤرق أصحاب الرواتب الموطنة في الصرافات، حيث ساعات الانتظار الطويلة في هذه الأجواء الحارة.
ولا يتعدى عمل الصرافات في اليوم الساعة الواحدة، وهو توقيت الوصل وفق برنامج التقنين الكهربائي في حال كانت الشبكة متوفرة، ولم يطرأ أي عطل على أي من الصرافات.
وأوضحت الصحيفة، أنه بعد ورود العديد من الشكاوى إليها توجه فريق منها إلى جميع الصرافات في المدينة، "حيث لا إشارة أو كلمة على شاشاتها توحي بالحياة"، وتبين أن جميع "الصرافات خارج الخدمة".
الصرافات الآلية في سوريا عبء ثقيل على المواطنين
وتعتبر خدمة الصرافات الآلية، من الخدمات الأساسية التي تقدمها عموم الحكومات ومصارف وبنوك دول العالم، لما لها من فوائد تعود على المواطنين، غير أن الخدمة في سوريا تختلف عن غيرها من الدول، حيث يعتبرها كثير من المواطنين عبئاً إضافياً بسبب عدد أجهزة الصراف الآلي المحدودة وازدحامها وأعطالها المتكررة وانقطاع الإنترنت والكهرباء عنها بشكل مستمر.
ووفق تصريحات رسمية، قال مسؤولون في حكومة الأسد، إن عموم البلاد تحوي فقط 270 صرافاً آلياً قيد العمل، من أصل 700 جهاز صراف للبنكين التجاري والعقاري منتشرة في عموم سوريا.
ورغم أن عدد الصرافات 700 ولا تكفِ لتقديم الخدمات الأساسية للأهالي أبداً، فإن ثلثيها تعتبر خارج الخدمة فعلياً بسبب الأعطال، حتى تلك الـ270 صرافا التي قيل عنها إنها في الخدمة، هي فعلياً خارج الخدمة في معظم الأحيان.