أقدمت سيدة مِن أهالي مدينة مصياف غربي حماة على الانتحار، يوم أمس الثلاثاء، بعد انتظارٍ طويل على طابور أحد مكاتب الصرافة في المدينة.
وقالت صفحات موالية لـ نظام الأسد إنّ السيدة اعتدال محمد رستم (58 عاماً) ألقت بنفسها مِن سطح مبنى قيد الإنشاء مؤلّف مِن 4 طوابق، وفارقت الحياة على الفور.
وحول دوافع الانتحار ذكرت صحيفة "أخبار مصياف" أنّ السيدة "اعتدال" انتحرت بعد "انتظارها الطويل على الصرّاف الوحيد الذي يعمل في مدينة مصياف".
وأضافت الصحيفة أنّ "أزمة صرّافات تعاني منها المنطقة بسبب خلل فني في بعضها منذ سنوات أو لانقطاع التيار الكهربائي أو أحياناً لفقدان العملة".
وحسب مصادر محلية فإنّ السيدة هي والدة أحد قتلى قوات نظام الأسد، وتوجّهت للصرّاف الوحيد في مصياف لتسلّم الراتب التعويضي عن ولدها، إلّا أنها فشلت في ذلك، بعد انتظارٍ طويل بسبب انقطاع الكهرباء في مكتب الصرّاف.
وقالت المصادر إنّ السيدة صعدت إلى مبنى قيد الإنشاء مقابل الصرّاف، وألقت بنفسها منه، مشيرةً المصادر - عن شهود عيان - أنّ السيدة كانت تحدّث نفسها قبل انتحارها عن الظروف المعيشية السيئة.
نظام الأسد ينفي
كذّبت قيادة الشرطة في مصياف - حسب ما ذكرت صحيفة "الوطن" - ما نشرته بعض الصفحات الموالية عن السيدة التي فقدت اثنين مِن أبنائها في صفوف ميليشيا "النظام"، وزعمت أنّ الحادثة "كانت سقوطا وليست انتحاراً"، إلّا أنّ قيادياً في ميليشيا "الفرقة 25" - المرتبطة بالقوات الروسيّة - نفى مزاعم قيادة الشرطة.
وأثارت هذه الحادثة سخطاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مَن طالب بمحاكمة وإعفاء جميع المسؤولين في محافظة حماة، أو محاسبة مسؤولي فروع البنوك، معتبرين أنّ هذه الحادثة بمنزلة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها مناطق سيطرة "النظام".
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة معيشية واقتصادية كبيرة، حيث يضطر الأهالي - بشكل شبه يومي - للوقوف ساعات طويلة في طوابير الانتظار أمام محطات الوقود وأفران الخبز وجميع الصالات المخصصة للحصول على المواد الغذائية الأساسية، وسط ارتفاع جنوني في الأسعار، وعجز تام لـ"النظام" عن إيجاد الحلول.
يشار إلى أنّ حالات الانتحار في مناطق سيطرة "قسد" وقوات نظام الأسد والفصائل العسكرية ازدادت، مؤخّرأً، ويعدّ الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئّة في مقدمة الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات إلى اتخاذ القرار بإنهاء حياتهم، فضلاً عن ظروف الحرب والبطالة والضغوط النفسيّة والاجتماعية.